القراءة الأولى في قائمة المنظمات الإرهابية التي أصدرتها الإمارات تؤكد أن الإرهاب صار سرطاناً وأوراماً خبيثة تنتشر في الجسد الدولي كله.. ولا يكاد مكان أو موقع أو حتى نقطة على خارطة العالم تخلو من جماعة أو منظمة أو تنظيم إرهابي.. والقراءة الأولى للقائمة وتصيب المرء بالذهول جراء هذا الانتشار الوبائي للإرهاب خصوصاً ذلك الذي يتدثر بالدين الإسلامي الحنيف والدين منه براء، ولا شك أيضاً في أن القائمة تضمنت مفاجآت مدوية أثارت فضول العالم كله.. بل إن بلداناً فوجئت بوجود المنظمات على أراضيها من خلال قائمة الإمارات المدروسة بعناية فائقة والمبنية على معطيات واضحة وأدلة دامغة لا تقبل اللبس أو التأويل.. فقد فوجئت الولايات المتحدة بأن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) واحد من التنظيمات الإرهابية المدرجة على القائمة الإرهابية، كما كان شمول القائمة لما يسمى اتحاد علماء المسلمين مفاجأة أخرى لم يتوقعها كثيرون.. وهناك منظمات لا يفطن إليها أحد ولا يحيط بخطرها، ورغم هذا شملتها القائمة الإماراتية.
وليست مبالغة أن نقول إن قائمة الإمارات للمنظمات الإرهابية أصبحت مرجعاً ووثيقة في غاية الدقة لمن يود تصنيفاً أمنياً لهذه التنظيمات المتطرفة.. كما أنها مرجع دقيق لمن يريد تتبع السلسلة الإرهابية لمعرفة أولها ومنبعها.. فالتعمق أكثر في هذه القائمة المرجع يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة أو تنظيم الإخوان الإرهابي هو منبع كافة المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة في العالم كله، وأي جماعة إرهابية لابد أن تكتشف أنها إما منشقة عن تنظيم الإخوان أو متفرعة منه أو تابعة له أو هو مرجعيتها.. أو أنها اتخذت أفكار هذا التنظيم منطلقات لها.
ومن المؤسف له حقاً أن جميع التنظيمات الإرهابية حول العالم الآن تقريباً رفعت راية الإسلام زوراً وبهتاناً لتمارس تحتها جرائم نكراء لا تمت للإسلام العظيم وتعاليمه السمحة بأي صلة، ليعود بنا التاريخ مئات السنين عندما ظهر الخوارج الذين رفعوا المصاحف على أسنَّة الرماح بدعوى تحكيم القرآن ونعود أيضاً إلى حملة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال: «إنها كلمة حق يراد بها باطل». ولو اجتمع أعداء الأمة من كل حدب وصوب ليشوهوا الإسلام ما استطاعوا أن يفعلوا عُشر ما يفعله الإرهابيون المنتسبون اسماً إلى الإسلام
عدد اليوم
