السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ورقة عمل 2011 ترسم مستقبل الفورمولا-1

4 يونيو 2007 23:20
تبدو بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد في تبدل ''متواصل'' بحيث أصبح من الصعب جدا متابعة جديدها من ناحية الأنظمة والقوانين وستشكل ''ورقة عمل ''2011 آخر الفصول التي تشغل حالياً جميع الفرق والمصانع الكبرى التي تقف وراءها، اذ سيشكل فحواها ثورة جديدة في رياضة الفئة الأولى ستغير جميع المفاهيم التقنية ''التنافسية'' بشكل جذري· وبرر البريطاني ماكس موزلي رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ''فيا'' سعيه نحو تبني ''ورقة عمل ''2011 بأن مستقبل فورمولا واحد مهدد في حال لم يتم التوصل الى تخفضة التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية· وطرح موزلي سؤالا جاء فيه ''هل تعلمون مقدار انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون الذي تولده الفرق الكبرى خلال التجارب التي تجريها على هياكل السيارات لفترة أيام وعلى مدار الساعة؟ إن هذه الانبعاثات تقدر بمئات آلاف الأطنان وكل ذلك من أجل تحقيق نتائج غير مرضية في سباقات باهتة ومملة''· فما هو الحل المطروح من قبل موزلي للتخفيف من الأضرار البيئية والتكلفة الباهظة التي تتكبدها الفرق كل موسم ؟ الجواب يتمحور حول ''ورقة عمل'' تقدم بها رئيس ال''فيا'' وبوركهارد غوشيل رئيس المجلس الاستشاري للمصنعين المشاركين في فورمولا واحد ''اف او ام اي سي'' الى الفرق التي تدعمها المصانع الأم بالإضافة الى فورد ومجموعة فولكسفاجن-اودي اللذين قد ينضمان الى البطولة مستقبلا· والأمر الملفت للنظر أن هذه الورقة ''الثورية'' لم تصل الى مدراء الفرق لأن موزلي يسعى الى توطيد علاقة الاتحاد الدولي بالمصنعين (فيراري وتويوتا وهوندا وبي ام دبليو ورينو) عوضا عن تعامله مع الفرق، وهذه العلاقة بين الطرفين ستكون على مستوى مجلس الإدارة بالنسبة للمصانع الأم، ما آثار حفيظة مدير ماركلارين-مرسيدس البريطاني رون دينيس الذي كان اول منتقدي هذا الأمر· وقد هندس هذه ''الورقة'' المستشاران التقنيان في الاتحاد الدولي طوني بيرنل وبيتر رايت، وابرز بنودها تلك المتعلقة بالمحرك الذي سيصبح من 6 اسطوانات عوضا عن 8 وسعة 2،2 ليتر بدلا من 2،4 فيما سيكون التعديل الأبرز عودة الشاحن الهوائي ''توربو'' الى سيارات ،2011 بعد أن كان استعمل لآخر مرة في·1988 واعتقد الجميع أن زمن الشاحن الهوائي قد ولى لأن متابعي رياضة الفئة الأولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي ام دبليو والأحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الأشخاص المتواجدين على بعد 100 متر من هذه السيارات· قوة بديلة ويبدو ان الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة ال''توربو''، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون مع المحافظة على السرعة· وستحدد سرعة دوران المحرك ب10 آلاف دورة في الدقيقة عوضاً عن 19 ألف حاليا، الى جانب استعمال وقود بديل او ما يعرف ب''بيوكاربورانتس'' ما سيقلص استهلاك الوقود بحوالي 30 بالمئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية (770 حصانا) ستصبح الفرق مجبرة على استعمال المحرك لخمسة سباقات متتالية عوضاً عن سباقين حاليا بالإضافة الى استعمال علبة السرعات ل4 سباقات متتالية· اما على صعيد أجهزة التعليق، فسيعود جهاز التحكم بتماسك السيارة ''تراكشين كونترول'' الى الواجهة عام 2011 بعد أن تم استبعاده اعتبارا من 2008 بالإضافة الى استخدام نظام الدفع الرباعي لأول مرة· دفع حصاني وستستعين سيارات 2011 بمحول القوة او ما يعرف بـ''باور بوست'' الذي يستعمل حاليا في سيارات سباقات ''اي وان''، وهو سيسمح للسائقين بتجاوز منافسيهم عبر ''دفع حصاني'' اضافي، دون ان يحدد عدد المرات التي يمكن أن يستعمل فيها السائقون هذا المحول، علما انه يستعمل لمرة واحدة في السباق في ''اي وان''· اما البند الذي سيشكل جدلا واسعا في أوساط هذه الرياضة فسيكون الزام الفرق على استعمال الهيكل ذاته كما هي حال سيارات ''اي وان''، بهدف تخفيض التكلفة العالية اولا، ثم لتكون السيارات مراعية للمسائل البيئية ومشاكل الاحتباس الحراري، وثالثا لتكون التقنية المستعملة في سيارات فورمولا واحد قريبة من تلك المستعملة في سيارات الانتاج· ومبدئيا، فإن هذه التعديلات تلقى مساندة الغالبية العظمى من المصنعين وعلى رأسهم بي ام دبليو، خصوصا أن غوشيل يشغل منصب العضو التنفيذي في مجلس ادارة الشركة الألمانية، فيما سيكون المعترضون الأساسيون للفرق التي غير ''المصنعة'' مثل ماكلارين-مرسيدس اكثر المنتقدين لهذه التعديلات كما هي حال معظم المدراء التقنيين في الفرق الذين يرون ان اي تعديلات جذرية يحتاج التأقلم معها الى أمد طويل لن يساهم في تسهيل مهمتهم نحو تحقيق نتائج جيدة في البطولة، خصوصا أن عملهم شاق للغاية حاليا دون أن يكونوا مضطرين لتبني تحولات جديدة في هذه الرياضة· التكلفة العالية ورأى معظم مستشاري الفرق أنه من المستحيل تخفيض التكلفة العالية التي تتكبدها فرقهم عبر تدخلات ''قانونية''، لأن الفرق ستنفق كل ما يتاح لها من امكانيات مادية، اولا لأنها تملك هذه الامكانيات وثانيا لأنها تريد أن تفعل ذلك بهدف التنافس وتحقيق الفوز يضاف الى هذا الواقع ان تبني هذه التعديلات والآلية التي تحتاجها الفرق من أجل تطبيقها تتطلب ميزانيات ضخمة، فأين التوفير؟ بحسب احد مدراء الفرق الكبيرة· اما في ما يخص الناحية البيئية والنتيجة المرجوة من التعديلات في ما يخص هذا الأمر، فلا يحتاج المرء الى نابغة ليستنتج ان رياضة المحركات هي هدف سهل لناشطي البيئة، خصوصا ان السيارات (المستعملة يوميا) هي السبب الأساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الأوزون وتتسبب بارتفاع حرارة الارض· واصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في ''الأجندات'' السياسية والاجتماعية وفكرة أن سيارة فورمولا واحد تستهلك كما هائلا من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 بالمئة عما عليه الوضع حاليا يعتبر خطوة هامة الى الأمام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟· إن ما تسببه سيارات فورمولا واحد خلال موسم واحد أقل من الضرر الذي تسببه طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين أن إحدى النظريات العلمية تقول إن رياضات كرة المضرب والغولف تتسبب باضرار بيئية أجسم من تلك التي تتسبب بها فورمولا واحد· لقد جاء في أحد تقارير المجلات المتخصصة أن موسم فورمولا واحد يتوزع على 18 مرحلة، فيما أن موسم رياضة الجولف يتوزع على 75 حدثا كبيرا، في حين تقام 130 دورة كرة مضرب خلال العام الواحد· ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل نقل متنوعة للانتقال من بلد الى آخر وينطبق الأمر على الرياضيين ومشجعيهم، الا أن التركيز ينصب على رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الأولى، اذ ان رياضيتي كرة المضرب والغولف لن تكونا وبأي شكل من الاشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي البيئة الذين يرون في فورمولا واحد مفتاحا اساسيا قد يساهم بحلول كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الأم· هموم بيئية ويرى ناشطو البيئة أن أي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة الى تقليل الانبعاثات ستنسحب على المصنع الأم وعلى سيارات الانتاج، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للعمل جنبا الى جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل فورمولا واحد· ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول أهمية علاقة رياضة الفئة الأولى مع المصانع الكبرى في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل اولا في سيارات فورمولا واحد قبل أن تتحول الى سيارات الانتاج، معتبرا أن التركيز على التكنولوجيا ''السليمة بيئيا'' في هذه الرياضة سيؤثر على سيارات الانتاج التي ستستعملها بعد نجاحها· ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الأولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس، خصوصا في حال اعتماد هيكل موحد في 2011؟ التاريخ يؤكد ان هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950 والدليل الأبرز على ذلك هو إن تحول المحركات من 12 اسطوانة الى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الأزمنة المسجلة على كل حلبة، اذ أن سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه أن لم يكن افضل من تلك الذي حققته سيارات محرك ال10 اسطوانات في السابق او المحركات المزودة بشاحن هوائي· ثورة المحركات وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 6 اسطوانات سعة 2ر2 ليتر أقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي او الذي سبقه، الا أن ذلك لن يؤثر على متابعي السباقات لأن واقع الأمور يشير الا أن مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر او يقارن بين ضجيج محرك ال10 اسطوانات ومحرك ال8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق على محرك 2011 ويبقى السؤال هل سيتوصل المصنعون الى اتفاق ''كونكورد'' جديد مع الاتحاد الدولي من أجل الالتزام بتعديلات 2011 واين موقع ''عراب'' البطولة البريطاني بيرني ايكليستون من ''ورقة العمل'' الجديدة، خصوصا انه لم يعلق عليها حتى الآن؟ ستكون الأشهر الستة القادمة حاسمة في هذا الموضوع، اذ انها المدة التي وضعها موزلي امام المصنعين ليتقدموا بتعليقاتهم وافكارهم، مؤكدا انه سيناقش هذه الأمور معهم بطريقة منطقية لكن في كل الأحوال ستدخل بعض قوانين 2011 حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من ديسمبر 2008 ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©