الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التدخل لتأمين «الكيماوي» مغامرة غير مضمونة

6 ديسمبر 2012
واشنطن (أ ف ب) - يرى خبراء أن تدخلاً عسكرياً لضمان أمن الأسلحة الكيماوية السورية، يفترض شن ضربات جوية وإرسال قوات خاصة على الأرض غير أن العملية ستنطوي على مخاطر ولن تكون مضمونة النتائج، بسبب احتمال أن تكون الأسلحة موزعة على الكثير من المواقع. وإزاء التقدم البطيء والتدريجي الذي تحققه المعارضة السورية، تخشى الأسرة الدولية أن يعمد نظام الرئيس بشار الأسد في نهاية المطاف إلى استخدام هذه الأسلحة، أو أن تقع قذائف أو صواريخ محملة بغاز السارين أو غاز الخردل، بين أيدي مجموعات متطرفة. ووجه الرئيس الأميركي باراك أوباما تحذيراً مباشراً إلى الأسد قائلًا إنه «إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها». غير أن الخبراء يرون أنه ليس هناك رد عسكري بسيط. وقال مايكل ايزنشتاد من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط إن عملية قصف جوية لمواقع الانتاج والتخزين المعروفة من المحتمل أن تؤدي إلى إنبعاث عناصر كيماوية في الجو»، وقد لا تدمر المخزون بالكامل. وأوضح أن النظام قد يمنع الوصول إلى بعض المواقع من خلال قصف مداخل تحصينات وتلغيم محيطها بواسطة قنابل عنقودية. من جهته قال ديفيد هارتويل المحلل في شركة الاستشارات «آي اتش اس جاينز» متحدثاً لفرانس برس «من الصعب التفكير في سيناريو قابل للتنفيذ دون إرسال رجال على الأرض». ويتفق الخبراء على أن هذا الخيار يفترض في مطلق الأحوال، تغطية جوية للقضاء على الدفاعات الجوية السورية من أجل التمكن من إرسال جنود وطائرات استطلاع. وذكرت الصحف الأميركية في فبراير الماضي، أن مهمة البحث عن الأسلحة الكيماوية وضمان حمايتها وأمنها، تتطلب 75 ألف عسكري. وهو سيناريو غير وارد تنفيذه بنظر الخبراء الذين يشكون في أن تتورط إدارة أوباما في عملية برية واسعة النطاق في الشرق الأوسط بعد تجربة حرب العراق. وأوضح هارتويل أن «أحد الخيارات الأكثر واقعية هو أن تقدم واشنطن التدريب والمساعدة لجيوش دول بالمنطقة» تتولى بنفسها التدخل، ذاكراً منها تركيا أو الأردن. وتنتشر «قوة ضاربة» قوامها حوالى 150 عنصراً من القوات الخاصة الأميركية منذ أشهر في الأردن لتدريب عسكريين أردنيين وهي على استعداد للتدخل بنفسها إذا اقتضى الأمر. ويرجح جيفري وايت المحلل في معهد واشنطن بعدما عمل في الاستخبارات العسكرية، أن يقتصر عمل القوات الخاصة على شن هجمات محدودة ومركزة بدون البقاء على الأراضي السورية. ويرى أن مثل هذه العمليات تتوقف على امتلاك معلومات استخباراتية شاملة وجديرة بالثقة، مذكراً بأن الأميركيين وجدوا صعوبة كبرى عام 1991 في تعقب قاذفات صواريخ سكود غرب العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» جورج ليتل إن «الحكومة الأميركية لديها رؤية دقيقة لبرنامج الأسلحة الكيماوية ونواصل مراقبته». لكن جيفري وايت يلفت إلى أن مراقبة المكونات الكيماوية في المستودعات أمر، واستخدامها في صواريخ وقذائف أمر آخر قائلاً «هذه الأسلحة الكيماوية ليست ضخمة ويمكن تحميلها في أي شاحنة». وهو يرى أنه بدل مهاجمة عدة أهداف «ينبغي ببساطة التعرض لأهداف استراتيجية ذات أهمية مثل شبكات الاتصال والقيادة التابعة للجيش السوري» لمنعه من استخدام أسلحته الكيماوية وكذلك من مهاجمة المعارضة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©