السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعوة الإصلاح 1974

دعوة الإصلاح 1974
28 ديسمبر 2014 22:07
نبذة مع مع عودة أوائل الدارسين الإماراتيين من مصر والكويت وغيرهما، عرف الفكر الإخواني طريقه إلى أرض الدولة، واجتهد نفر من هؤلاء لتهيئة المناخ حول نواة الجماعة لتنمو وتنتشر، وفي عام 1974 تقدمت مجموعة من رجال الأعمال والوجهاء والدعاة، ومنهم سلطان بن كايد القاسمي، ومحمد بن عبدالله العجلان، وعبد الرحمن البكر بطلب لإشهار جمعية الإصلاح بدبي، وبالفعل تأسست الجمعية في العام نفسه، ثم أسسوا فروعا لها في رأس الخيمة والفجيرة، وفرع للجنة التوجيه والإرشاد الاجتماعي في عجمان، فيما حال المزاج القومي العروبي دون إنشاء فرع للجمعية في الشارقة، وبمرور الوقت تحولت هذه المقار إلى أوكار تمارس فيها  تلك العناصر الإخوانية نشاطها ويعقدون فيها لقاءاتهم ويستقبلون فيها القيادات التنظيمية التي تأتي لزيارتهم. عمليات عملت الجمعية على استقطاب الطلاب والناشئة واستهداف مؤسسات التعليم، واستحوذ أتباعها على الأنشطة الطلابية الكشفية والمراكز الصيفية، ومع بداية عقد الثمانينات سيطرت الجماعة على قطاع التعليم العام وإدارة المناهج والتأليف في وزارة التربية. أصدرت الجمعية مجلة «الإصلاح» عام 1978، وجعلت منها منبرا حركيا، وبوقا ينقل أفكارها للمجتمع، وهاجمت من خلالها خصومها الفكريين من التيارات الأخرى، خاصة القوميين واليساريين. استثمرت الجماعة مهارات التخفي والمراوغة التي يجيدونها، ورسموا صورة مثالية للجمعية والإخوان كحراس لقيم المجتمع، مما مهد لهم الطريق للوصول إلى الحكومة وشغلت عناصر منهم منصب الوزير في وزارات الإسكان والعدل والشؤون الإسلامية، والتربية، ونجحوا في توظيف سيطرتهم على هذه الوزارات لخدمة أهدافهم التنظيمية، ونشر أفكارهم وسط المجتمع. وظفت الجماعة وجودها في المشهد السياسي لاستقدام عدد كبير من الإخوان الحركيين من مصر وسوريا للعمل أئمة في المساجد، وأساتذة للتدريس في الجامعة، إضافة إلى وضع لمساتهم على المناهج التعليمية. ودعمت أعضاءها الطلاب فاكتسحوا انتخابات اللجان الطلابية عام 1977، وبعد إنشاء اتحاد الطلبة هيمن الإخوان على الانتخابات. في مارس 1979 رفع مجلس إدارة جمعية الإصلاح رسالة إلى حكام الاتحاد دعاهم فيها إلى ما سماه تولية الصالحين وتطهير البلاد من الفساد والمفسدين، وإلى إنفاق أموال البترول في سبيل الله وفي طاعته. وجهت الحكومة  أولى ضرباتها للجمعية بقرار بوقف مجلة «الإصلاح» لمدة ستة شهور منذ أكتوبر1988 حتى أبريل 1989، وبعد عودتها للصدور التزمت المجلة بسياسة تحريرية أكثر هدوءاً. لعبت الجمعية وكوادرها على وتر القضايا والجروح التي تشغل المسلمين خصوصا قضيتي فلسطين وأفغانستان، واستثمرت ذلك لاذكاء الفكر الجهادي. ظهرت بوادر الفكر الثوري التكفيري، عندما تداول بعض المنتمين لجماعة الإخوان فكرة الاعتداء على بعض السفارات الأجننبية في الدولة عام 1990. بدا الوجه القبيح للجماعة في عام 1994، عندما ظهر دعمها لبعض الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، وأثبتت تحقيقات رسمية تورطهم في الدعم المالي للإرهاب. قامت الحكومة في العام نفسه بحل مجلس إدارة جمعية الإصلاح، وتولت وزارة الشؤون الاجتماعية الإشراف عليها، وتقلصت بالتالي نشاطات فروع الجمعية، في دبي والفجيرة وعجمان. بايعت الجمعية والجماعة وكوادرها المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر، وخصص الأعضاء نسبة من دخلهم الشهري لدعمهما وهي تفاصيل تنظيمية تعتمدها جماعة الإخوان المسلمين في مخالفة واضحة للدستور والقوانين الاتحادية. عكفت الجمعية على تربية كوادرها تربية جهادية، ونظمت لهم مخيمات كشفية ورحلات برية علمتهم خلالها فنون الكر والفر والمسير الليلي وكلمات السر وغيرها. بعد ثورات الربيع العربي، تضمن الخطاب الإخواني مفردات تتمحور حول حقوق المواطن والدولة المدنية، وعمدت إلى التغني بفوائد الثورات وأهميتها في تطوير حياة الشعوب وأطلقت دعوات مبطنة للثورة في دول الخليج. قياسا على ما حدث بمصر وتونس، حاول الإخوان عمل كل ما من شأنه كسر جهاز الأمن القومي للدولة بكل وسيلة.. وكثفوا تواجدهم في العالم الافتراضي للتأثير على الجماهير واستثارتها ضد الدولة، كما تواصلوا مع منظمات عربية وغربية، وحاولوا استعداء دول أجنبية ضد الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©