الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا.. وترتيبات وقف إطلاق النار في سوريا

23 مارس 2016 22:40
حذرت روسيا يوم الإثنين الماضي من أنها على استعداد للتصرف بشكل أحادي في سوريا ضد الجماعات التي قالت إنها تخرق اتفاق وقف إطلاق النار هناك، ما يضخ عنصراً جديداً متقلباً في الصراع الذي كان أكثر هدوءاً في الأسابيع الأخيرة. وزارة الدفاع الروسية ترى أنها على استعداد لتوجيه ضربات ضد الجماعات التي قالت الوزارة إنها تنتهك وقف إطلاق النار ما لم يوافق القادة الأميركيون على مناقشة الاقتراح الروسي حول كيفية المحافظة على السلام. وحتى الآن، تراقب الطائرات الحربية الروسية اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكر مسؤولون أميركيون. وقد يكون الإنذار حيلة للتفاوض مع الولايات المتحدة بقدر ما هو تحذير بأن روسيا على وشك التصرف على أرض الواقع في سوريا، والتي قامت في الأسبوع الماضي بسحب جزء من طائراتها الحربية منها، وكان الجيش الروسي يسعى إلى إقامة تعاون وثيق مع «البنتاجون» في سوريا، لكن وزارة الدفاع الأميركية، التي أغضبتها تصرفات روسيا في أوكرانيا وسوريا نفسها، أظهرت تحفظاً. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم مع القادة الروس في موسكو لبحث الجهود المبذولة لتحقيق السلام في سوريا. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أعلن أنه بصدد سحب الجزء الأكبر من الطائرات الحربية الروسية من سوريا بعد أن ساعد انتشارها لمدة ستة أشهر على دعم الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن كما هو الحال في الإعلانات العامة الأخرى بشأن نشر قوات عسكرية روسية في السنوات الأخيرة، فقد ثبت أن الواقع أكثر تعقيداً، وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق أنها كانت تقوم بما يصل إلى 25 طلعة جوية يومياً لدعم الجهود التي يبذلها الجيش السوري لاستعادة مدينة تدمر من مقاتلي تنظيم «داعش»، وهذا أمر مسموح به وفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، ويتطلب هذا الإيقاع انتشاراً كبيراً حتى يظل في مكانه في سوريا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: «نحن لا نستبعد احتمال أن نضطر إلى استخدام القوة من جانب واحد لكبح جماح المتمردين الذين فشلوا في الامتثال لترتيبات وقف إطلاق النار، ومــن جانبها، ذكـــرت وزارة اــلدفاع الروسية في وقت مبكر من يوم الإثنين أنها على استعداد لاستخدام القوة من جانب واحد ضد جماعات مسلحة تخرق الهدنة في سوريا في حال عدم حصولها على رد أمريكي على اقتراحاتها بشأن كيفية التعامل مع انتهاكات وقف إطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تشعر بالقلق على وجه التحديد من أن جماعات تتحالف على حد قولها مع «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، وعلى الجانب الآخر، شكا مسؤولون أميركيون من أن كلاً من روسيا والحكومة الروسية تصف جميع المعارضين للأسد باعتبارهم تنظيم «داعش»، أو «القاعدة»، حتى وإن كانوا أكثر اعتدالاً. ويذكرنا هذا التحذير الروسي بأن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال غير واضح المعالم، وسط تزايد الشكوك من إمكانية استمراره لفترة أطول. ويقول مراقبون إن قوات الأسد قد انتهكت الهدنة مراراً وتكراراً، بما في ذلك قيامها يوم الإثنين بإلقاء البراميل المتفجرة على عدة أماكن في جميع أنحاء البلاد. وفي الوقت نفسه، ترى جماعات المعارضة إنها ليست على استعداد بالتمسك باتفاق وقف إطلاق النار إذا كان ببساطة يجمد المكاسب الإقليمية الأخيرة للحكومة السورية بدون تقديم أي فرصة للتوصل لاتفاق سلام أطول وتحول سياسي. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا» قالت: «لقد اتفقنا على أن يكون لنا آلية خاصة للتعامل مع انتهاكات وقف إطلاق النار وقد تم وضع هذه الآلية، ولكنها في الواقع لا تنجح». وأكدت على أن الجانب الأميركي كان بطيئاً في الاستجابة إلى المزاعم الروسية بشأن الانتهاكات، غير أن المتحدث باسم «البنتاجون»، قال إنه لا يوجد مثل هذا التأخير. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©