السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الذكرى الخامسة لتولي محمد بن راشد مقاليد الحكم في دبي تصادف اليوم

الذكرى الخامسة لتولي محمد بن راشد مقاليد الحكم في دبي تصادف اليوم
4 يناير 2011 00:11
تصادف اليوم الرابع من يناير الذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ولاية الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بتاريخ 4 يناير 2006. وقد انتخب أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في الخامس من يناير 2006 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتكليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة. وأدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأعضاء حكومته الجديدة، في 11 فبراير 2006 اليمين الدستورية أمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في قصر البطين بأبوظبي. ومنذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهامه نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء وحاكماً لإمارة دبي، تسارعت وتيرة الإنجازات وتعددت أوجه المبادرات. وشهد العام 2007 إنجازات متفردة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على المستويين المحلي والإقليمي، حيث أعلن سموه في الثالث من فبراير عن خطة دبي الاستراتيجية، التي تستهدف ترسيخ مكانة دبي الرائدة في المنطقة وتعزيز دورها كقطب اقتصادي ومالي عالمي، وهي تعتبر بمثابة خريطة طريق لمختلف جوانب العمل التنموي للسنوات المقبلة. وفي السابع عشر من أبريل من العام نفسه، كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن ملامح استراتيجية حكومة دولة الإمارات، التي وضعت ضمن أهدافها تحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق الدولة، واستثمار الموارد الاتحادية بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى ضمان أكبر قدر من المتابعة والمحاسبة والشفافية في عمل الأجهزة المختلفة. أما على المستوى الإقليمي، فإن أبرز الإنجازات هو إعلان سموه في التاسع عشر من مايو عن إطلاق “مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم”؛ المبادرة التنموية الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة، بوقف قدره 10 مليارات دولار بهدف تطوير وإقامة قاعدة معرفية عن طريق محاور استراتيجية عدة، تتمثل في بناء جيل من قادة المستقبل في القطاعين العام والخاص، والارتقاء بمستوى البحث العلمي والتطوير ونشر المعرفة وتحفيز الريادة في الأعمال، وتمكين الشباب من الإبداع والابتكار، وتجديد مفهوم الثقافة والمحافظة على التراث، وترويج قواعد التقارب بين مختلف الثقافات. وامتداداً لجهود سموه الدؤوبة لتحقيق مستقبل أفضل للإنسان، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العشرين من سبتمبر 2007 حملة “دبي العطاء”، التي تعتبر واحدة من أكبر الحملات الإنسانية العالمية لمكافحة الفقر ودعم التعليم، ونشر العلم والمعرفة في عدد من دول العالم الفقيرة. وفي الثالث من سبتمبر 2008، كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مبادرة جديدة تحت اسم “نور دبي”، التي تستهدف في مرحلة أولى مساعدة مليون مصاب بالعمى والإعاقة البصرية حول العالم، عبر تزويدهم بسبل الوقاية من الأمراض المسببة للعمى. وتعتبر هذه المبادرة بمثابة غصن جديد في شجرة الإمارات الوارفة، التي تمتد ظلالها إلى الأشقاء والمحتاجين وضحايا الكوارث الطبيعية في العالم. وانطلاقاً من إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأهمية وتشجيع الإنسان على الإبداع في الميادين كافة، شهدت دبي خاصة والإمارات عموماً إطلاق باقة من الجوائز التي خلقت أجواء من الحماس والمنافسة الشريفة بين المختصين في مجالات عديدة، سواء بصفة فردية أو جماعية، أو من خلال مؤسسات ودوائر حكومية خاصة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر من بين هذه الجوائز جائزة الصحافة العربية، جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، جائزة دبي للقرآن الكريم، جائزة رواد الأعمال الشباب. وشهدت السنوات القليلة الماضية قفزات مهمة على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تحولت الإدارة الحكومية إلى إدارة إلكترونية، وتم تدشين مترو دبي، وأنشئ العديد من الشركات الاستثمارية الضخمة التي أقامت علاقات شراكة مع العديد من دول العالم في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والسياحية وإدارة الموانئ والعقارات، بالإضافة إلى إطلاق باقة من المشاريع ذات الطابع الثقافي والحضاري، مثل مشروع متحف الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومشروع المتاحف العالمية، ومشروع حدائق محمد بن راشد. وينطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مهمته هذه من رؤيته الشاملة، التي سطرها في كتابه “رؤيتي”، الذي يجسد فلسفة سموه في الحياة ورؤيته السياسية والاقتصادية، ويستعرض فيه سموه جوانب التجربة التنموية التي تقوم على تحقيق الامتياز والانتقال بالإمارات ودبي من دورها كمركز اقتصادي إقليمي إلى مركز اقتصادي عالمي، مع التركيز على قطاعات الخدمات المتميزة والسياحة، واقتصاد الفكر والمعرفة والطاقة البشرية المبدعة، وتحقيق معدلات التنمية المستدامة، التي تطمح إليها الدولة. وتمكن صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم بعطائه المتدفق بالحياة، وحيويته بالتفاني في العمل الوطني، من تحقيق التوفيق والنجاح في تصريف مسؤولياته الجسام على صعيدي إمارة دبي والحكومة الاتحادية. محمد بن راشد.. سليل آل مكتوم تنتمي عائلة آل مكتوم، من حيث النسب، إلى قبيلة البوفلاسة العريقة، التي تعتبر بدورها أحد فروع قبيلة بني ياس. وتتألف من تجمع من قبائل عدة، قبيلة تتمتع بمكانة رفيعة، إذ عرفت بسيطرتها ونفوذها على المنطقة التي تعرف هذه الأيام بالإمارات العربية المتحدة. وتعتبر أبوظبي مهد قبيلة البوفلاسة الأصلي، وبحلول العام 1833 رحل الشيخ مكتوم بن بطي ومجموعة تتألف من 800 رجل من أفراد القبيلة إلى دبي، ليعتبر ذلك التاريخ بداية حكم آل مكتوم لمدينة دبي. لم تكن دبي في ذلك الوقت، سوى بلدة صغيرة لا تتميز عن غيرها من المدن بشيء، ولكن حركة التغيير والتطوير بدأت بمجيء آل مكتوم، حيث أصبحت دبي مهوى أفئدة الناس من كل مكان. وكان الشيخ مكتوم شاباً في أوائل عمره عندما تسلم حكم دبي، التي كانت تواجه تحديات كبيرة، سياسية واقتصادية، لكن الشيخ مكتوم أثبت قدرة عالية في مواجهة التحديات التي كانت تعترضه وحكمة في التعامل معها، الشيء الذي عزز مكانته حاكماً لإمارة دبي. في الحقيقة، توجد ندرة في الوثائق التي توثق لتلك الحقبة من تاريخ دبي، ولكن الذي يعرف عن هذه الحقبة أن الشيخ مكتوم كان يتمتع باحترام واسع، كما أنه لعب دوراً فعَّالاً في المنطقة التي كانت تعرف حينها بالساحل المتصالح. وقد توفي الشيخ مكتوم في عام 1852، ليتسلم الحكم بعده أخوه الشيخ سعيد بن بطي، الذي استمر في السير على نهج أخيه الشيخ مكتوم في جعل دبي مكاناً آمناً للناس، إذ قام بإجراءات عدة لمجابهة جميع الأخطار، حيث اتخذ الشيخ سعيد قراراً حكيماً، أدى إلى إنشاء اتحاد من كل من إمارات دبي وأبوظبي وأم القيوين، الأمر الذي عزز قوته تحسباً لأي نزاع محتمل.لكن الشيخ سعيد ما لبث أن أصيب بمرض خطير أودى بحياته في عام 1859، أي بعد سبعة أعوام من حكمه رحمه الله. وبوفاة الشيخ سعيد بن بطي، عاد الشيخ حشر بن مكتوم إلى دبي، حاكماً لها. وقد عرف الشيخ بقوته وعدله، كما كان حازماً جداً في موضوع الالتزام بالمعاهدات التي وقعتها دبي مع البريطانيين وباقي الإمارات المتصالحة، إذ كان لا يتوانى في معاقبة أي شخص يخل بهذه المعاهدات. وبعد وفاة الشيخ حشر بن مكتوم في سنة 1886، أجمع كبار رجالات القبيلة على تعيين الشيخ راشد بن مكتوم قائداً لهم. وبعد تقلده زمام الأمور، أقام الشيخ راشد بن مكتوم آل مكتوم تحالفات عدة مع قبائل عديدة، من بينها قبيلة بوشامس، وذلك إثر زواجه من إحدى بناتها. وكانت قبيلة بوشامس تقطن منطقة البريمي، التي عرفت بأهميتها الاستراتيجية في ذلك الوقت. وفي أواخر أيامه، تمكن المرض من الشيخ راشد بن مكتوم آل مكتوم إلى أن وافته المنية العام 1894. وكان في الساحة حينها الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم، الذي تسلم مقاليد الحكم في دبي. وحسبما جاء في الوثائق البريطانية عن المنطقة، فقد شهد عصر الشيخ مكتوم تحولاً كبيراً نحو التحرر والانفتاح الاقتصادي والتطوير. وقد قام بإلغاء الضرائب عن التجار، ليوجه أنظار التجار آنذاك إلى دبي وقد نجح في ذلك، حيث شهد عصره هجرة الكثير من أصحاب المال إلى دبي، ومن لم يهاجر بدأ يتخذ من دبي مركزاً لتجارته. وخضع ميناء دبي إلى العديد من عمليات التطوير، الأمر الذي أدى إلى إحداث نمو جيد في الحركة التجارية، والذي أدى بالتالي إلى فرض دبي نقطة توقف حيوية للعديد من خطوط الملاحة، وأهم مركز تجاري على ساحل الخليج العربي. وتوفي الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم العام 1906. ولما كان أولاده صغاراً، وبالتالي غير قادرين على تسلم الحكم، ذهب حكم دبي إلى ابن عمه الشيخ بطي بن سهيل، الذي كان بدوره قد بلغ سناً متقدمة، لذلك لم تدم فترة حكمه لدبي لأكثر من ست سنوات، إذ توفي العام 1912، ليخلفه الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©