ترفض البنوك العاملة في الدولة 95% من طلبات التمويل التي يتقدم بها أصحاب المشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي النسبة نفسها التي توافق بها البنوك على إقراض الشركات الكبيرة، بحسب الدكتور أديب العفيفي، مدير إدارة دعم التجارة الخارجية والصادرات بدائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي.
وقال العفيفي خلال جلسة مؤتمر المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في يومه الثاني بأبوظبي أمس، تحت عنوان «الفرص والتحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة»، إن التمويل أبرز العقبات التي تواجه الشركات الصغيرة في الدولة، حيث توافق البنوك على 5% فقط من طلباتها.
وقدر مصرفيون، في اليوم الأول لأعمال المؤتمر، حجم التمويلات التي قدمتها البنوك للمشاريع الصغيرة والمتوسطة العام الحالي بنحو 28 مليار درهم، بما يعادل 4% من إجمالي التمويلات الممنوحة للشركات، والبالغة 700 مليار درهم.
وذكر العفيفي، في دراسته أمام المؤتمر، أن أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة ينقصه عدد من المعايير، من بينها ضعف الكفاءة المالية وعدم الالتزام بالمعايير المحاسبية الدولية، ما يجعل البنوك ترفض إقراضها، مضيفاً: «في حال أثبتت شركات صغيرة ومتوسطة التزامها بهذه المعايير، توافق البنوك على إقراضها بنسب فائدة مرتفعة لا تستطيع الشركات الوفاء بها».
وبحسب مصرفيين يشاركون في المؤتمر، فإن نسبة الفائدة الممنوحة على القروض المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة تتراوح بين 9? إلى 12%. وأفاد العفيفي بأن دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بدأت بالتعاون مع البنوك لتطبيق برنامج المعايير المالية والمحاسبية للشركات الصغيرة، لمساعدتها على تحسين أنظمتها المحاسبية والمالية، وتوجيهها إلى كيفية الحصول على الموافقات المصرفية للتمويل وتحسين شروط التمويل.
وأوضح أن الدائرة قدمت المساعدات لأكثر من 800 شركة صغيرة خلال السنوات الماضية، من بينها 250 شركة خلال عام واحد، كما أن الدائرة لديها قاعدة بيانات شاملة، تضم أكثر من 1900 شركة صغيرة ستقوم بتقديم المساعدة لها للتصدير خلال السنوات المقبلة.
وسلط العفيفي الضوء على الفوائد التي يمكن أن تجنيها الشركات الصغيرة والمتوسطة من المشاريع التي ستطلقها حكومة دبي لاستضافة معرض «إكسبو 2020»، خصوصاً في قطاعات التشييد والبناء وتجارة التجزئة.
وأضاف أن الاحصاءات تشير إلى أن المعرض سيوفر أكثر من 220 ألف فرصة عمل جديدة، وسيتم استثمار مليارات الدراهم في مشروعات جديدة في قطاعات البنية التحتية.
وأوضح العفيفي في الجلسة الحوارية أنه ينبغي على الشركات الصغيرة والمتوسطة أن تستعد لـ «إكسبو» من الآن، بالعمل على تحسين قدراتها التنافسية وتطوير قدراتها التسويقية واكتساب مهارات تكنولوجيا جديدة حتى تستطيع الاستفادة من الفرص التي يتيحها المعرض.
واتفقت كلير وودكرافت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، مع العفيفي في المكاسب التي ستعود على الشركات الصغيرة والمتوسطة من معرض «إكسبو»، مؤكدة وجود فرص كبيرة لتلك الشركات في المساهمة في مشروعات البنية التحتية.
وأشارت إلى نسب التمويل المرتفعة التي تفرضها البنوك على الشركات الصغيرة، وقالت إنها تتراوح بين 10? إلى 14%، لتصل أحياناً إلى 18%، موضحة أن 90% من الشركات الصغيرة تفشل خلال الـ 20 شهراً الأولى من العمل بسبب الصعوبات التي تواجهها.
ويخصص معرض ومؤتمر الشركات الصغيرة والمتوسطة يومه الأخير (اليوم) للنساء، وستقوم المتحدثات بمناقشة التحديات التي تواجه ربات الأعمال، وتوفير الحلول التي تساعد رائدات الأعمال من النساء في ردم الفجوة التي تفصل بين الجنسين في الاقتصاد.
وقالت شركة «انفورما للمعارض»، المنظمة للمعرض والمؤتمر، إن مونا تافاسولي، المؤسسة لشركة «موم سوق» و «موم برينيور الشرق الأوسط»، ستطرح أمثلة عالمية لنساء أمهات رائدات في الأعمال، ارتقين بأعمالهن.
وأضافت أن أكثر من 100 أم رائدة في الأعمال، مسجلة على موقع الشركة لحضور المؤتمر الذي تفتتحه الشيخة هند بنت فيصل، الرئيسة التنفيذية لشركة القاسمي آل ثاني القابضة في قطر، وذلك بكلمة حول قوة المرأة الخليجية ومدى نجاحها، وتسليط الضوء على ارتفاع أعداد النساء العاملات في قطاع الأعمال.
عدد اليوم
