الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسرح الجامعي يكشف عن مواهب ومهارات ممثلين واعدين

المسرح الجامعي يكشف عن مواهب ومهارات ممثلين واعدين
7 ديسمبر 2012
تشهد حركة المسرح في جامعة الإمارات نشاطاً كبيراً وتطوراً ملحوظاً مقارنة بالأعوام الماضية، بفضل تميز الطلبة الذين يمتلكون موهبة الوقوف على خشبة المسرح، وسعيهم لتطوير النشاط المسرحي في الجامعة، الذي من شأنه أن يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من جرأتهم في الحياة العامة. وتؤمن إدارة جامعة الإمارات بأهمية المسرح كونه يلعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي ورغبات الإنسانية. وهذا ما تجلى في تقديم فرقتي المسرح الطلابية بنين وبنات عروضاً على مسرح جامعة الإمارات “أحلام سنة رابعة” و”صمت القبور”، اللتين سبق تقديمهما في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي وحضرهما جمهور غفير من الطلبة، الذين دفعهم فضولهم لرؤية نوع من العمل المسرحي يقدم حياً أمامهم للمرة الأولى. منى الحمودي (العين) - شكل العرضان شهادة تؤكد مدى تميز المواهب الشابة في الجامعة بشكل خاص والدولة بشكل عام على تقديم أعمال مسرحية ذات محتوى قيم. ويسعى معظم المشاركين في الفرق المسرحية من طلاب وطالبات لحضور مختلف ورش العمل المتخصصة بتغطية مراحل الإنتاج المسرحي كافة، في محاولة منهم لخلق أساس متين للفن المسرحي من المرحلة الجامعية، الذي سوف يمكنهم فيما بعد من خوض مجال المسرح الخارجي بخبرة وقدرة كافيتين. ويؤمن معظم الطلبة بأهمية الأنشطة اللاصفية في الحياة الجامعية التي تكسر روتين الحياة الجامعية وجو الدراسة، ومدى إسهام النشاط اللاصفي في تعزيز مهاراتهم وقدراتهم، كما تساعد في صقل مواهبهم وتنميتها بمختلف الطرق. مسرحية «أحلام سنة رابعة» قدمت المسرحية مشهداً لثلاث طالبات على أبواب التخرج، اتخذن من السكن الداخلي للجامعة مقراً للحديث عن أحلامهن ومشاكلهن وتطلعاتهن للمستقبل.. ففاطمة التي تم فسخ خطوبتها في ليلة عقد قرانها، تحاول أن تنسى معاناتها مع خطيبها السابق في الدراسة، وفي الوقت نفسه تحمل موقفاً للرجل الذي كسرها وجعل منها فتاة يائسة مصدومة من الواقع المرير مع الرجال الذين لا تزال عندهم عقدة عدم السماح للمرأة بالخروج إلى سوق العمل، وأن دراستها سوف تساعدها على تحقيق أحلامها دون هذا الرجل. أما لطيفة فهي منسجمة مع أحلامها وتعيش حالة من الطمأنينة لمستقبلها مع الرجل الذي سوف ترتبط به مستقبلا، وهو ابن عمها الذي اتفقت معه على جميع الأمور الحياتية، وأعلى طموح لها هو أن تعمل في إحدى الوزارات وتعيش حياتها بشكل هادئ، من دون متطلبات كثيرة حتى تُحال إلى التقاعد. أما عائشة، فهي تترقب التخرج بعدما وجدت فيه مسلكاً لتحقيق أحلامها التي تطمح إلى تحقيقها لقريتها الصغيرة التي تفتقر للكثير من الخدمات، وما إن تنتهي دراستها الجامعية تضطر إلى الإقامة في قريتها وتموت أحلامها. أما نجلاء التي تخطو خطواتها الأولى في الجامعة، فحاولت بأقصى جهدها أن لا تتأثر بحالة التشاؤم حيال المستقبل الذي كان يسيطر على صديقتيها، ولكنها أصبحت حائرة بين التفاؤل والتشاؤم بسبب التذبذب الذي تعيشه صديقتاها. عُرضت المسرحية بمناخ الحياة الجامعية، ووصفت حالة الحياة لمعظم طالبات الجامعات، وتخلل المشهد إشارة إلى بعض الطالبات اللواتي يعزفن عن الدراسة وتأثرهن بالبلاك بيري بطريقة كوميدية أعطت مساحة فكاهية، الأمر الذي كسر رتم الحزن الذي يخيم على المشهد من البداية. المسرح مدرسة وقد ساعد التصاق الموضوع بحياة الطالبات على أداء أدوارهن بطريقة حسنة وإتقانهن الأدوار التي ظهرت بصورة تلقائية على الرغم من بدايتهن في المجال، لكنهن استطعن تأكيد وجود مواهب تمثيلية لدى الفتيات الإماراتيات. وهنا تقول مريم محمد طالبة علوم سياسة، وإحدى المشاركات في مسرحية “أحلام سنة رابعة” إنها من عشاق المسرح ومهتمة بجميع نشاطاته، وهو بعيد كل البعد عن مجال دراستها، وإن تجربتها في الدخول لعالم المسرح غيرت فيها جوانب عديدة، أهمها أنها اجتازت مرحلة الشعور بالرهبة والخوف أمام الجمهور، وزادت التجرية ثقتها بنفسها، كما أنها أصبحت لا تخاف من مواجهة الصعاب، وتعتبر المسرح مدرسة علمتها معنى المسؤولية والالتزام وزرع روح التعاون فيها. كما أن النشاط اللاصفي أعطاها الفرصة لأن تكسر روتين الحياة الجامعية المملوء بالدراسة والتنقل بين صفحات الكتب والأوراق، من دون التأثير سلباً على معدلها الدراسي، وتراه نشاطاً يرفع من المعنويات الدراسية ويضفي جواً من الحماس والتشويق في حياتها الجامعية التي أصبحت خليطاً من المتعة والتعلم. وتعتبر مريم المسرح المرآة التي تعكس الواقع، والمكان المناسب لإلقاء الضوء على أهم القضايا والظواهر التي يواجهها الأشخاص في المجتمعات. كما ترى طريقة الصوت والصورة المباشرة التي تُعتمد في المسرح وسيلة مناسبة وفعالة لتوصيل الأفكار وتبادلها في المجتمع. وبإنشاء جماعة مسرح تضم طالبات إماراتيات، تقول مريم، إنه بالفعل تم كسر الحاجز الذي رسمه الرجل الشرقي باحتكار المجال لنفسه فقط. وحول التشجيع الذي تلقته لدخول المسرح، فهي تشيد بدور الجامعة في منحها الفرصة لتجربة المجال المسرحي، كما أن تشجيع الأسرة والأصدقاء ووقفتهم معها زادها ثقة بنفسها ومن قدراتها التمثيلية. وتقدم نصيحتها للفتيات الإماراتيات بأن لا يضيعن فرصة الدخول لعالم المسرح الذي يجمع فنون العالم في مكان واحد. تشجيع الأهل والأصدقاء وتلاحظ آمنة السلامي طالبة في فرقة المسرح في جامعة الإمارات، وجود تراجع لافت في ظهور المرأة على خشبة المسرح الإماراتي، وأن جميع الوجوه في المسرح أصبحت مستهلكة، ويعزى السبب إلى العادات والتقاليد التي تحكم مشاركة الفتاة في مثل هذه المجالات. وتعتبر السلامي فرصة خوضها لمجال المسرح بداية لكسر حاجز وقوف الفتاة الإماراتية على خشبة المسرح وإلغاء فكرة رفض ظهورها. كما أن تشجيع الأهل والأصدقاء، أصبح دافعاً قوياً لها للاستمرار في مجال التمثيل المسرحي خصوصاً بعد نجاح أدائها في العرض المسرحي الذي نالت فيه جائزة أفضل ممثلة دور ثان مناصفةً مع زميلاتها في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي. وتضيف آمنة أن المرأة الإماراتية عموماً ليست غائبة كلياً عن المسرح، ولربما يعود السبب لتفضيلها الظهور خلف الشاشات. أكثر جرأة وثقة أما خيرات المزروعي تخصص علاقات عامة، فقد دفعها اكتشافها لموهبة التمثيل من مرحلة الثانوية وعشقها له لاقتحام المجال المسرحي، وترجع الفضل للمسرح في التغييرات التي أحدثها في شخصيتها، فأصبحت أكثر جرأة وأكثر ثقة بمواهبها وقدراتها، وأنها أصبحت أكثر نشاطاً، وتحاول أن تشارك في جميع النشاطات التي تتعلق بالمسرح. وأن وجود النشاط الجامعي مهم لإخراج الطالب من الروتين اليومي للدراسة. وترى أن النشاط المسرحي مهم جداً في الجامعة خصوصاً إذا توافرت المواهب لدى الطالبات في هذا المجال، حيث يزيد ذلك من قدرتها على الإبداع، وبالتالي تستطيع تحويل هذه الهواية إلى مهنة. وتضيف خيرات أن المسرح له أهمية كبيرة في توصيل الأفكار للمجتمع، سواء بالطريقة الكوميدية أو التراجيدية، وأن كسرها حاجز دخول الفتاة الإماراتية للمجال المسرحي نقطة مهمة في وقت استطاعت فيه الفتاة خوض المجال المسرحي بالرغم من وجود بعض التعقيدات، والتي سوف يزيلها المجتمع مع مرور الأيام. مهارات فردية أمواج سعيد، تخصص ترجمة، ترى أن مشاركة الفتاة الخليجية وبالأخص الإماراتية في المجال المسرحي منذ المرحلة الجامعية تعد عملية أساسية لتمكينها من التثبيت القواعد الأولى المهمة في المسرح، وأوضحت أمواج أن تمكنهن من الاحتفاظ بالزي المحتشم “الحجاب” يعطي أريحية أكبر لهن كمبتدئات في المشاركة في الأعمال المسرحية، بل يعتبر هذا الشيء حافزاً كبيراً لهن ولبقية الفتيات للدخول في المجال المسرحي. وقالت أمواج، إن وقوفها على خشبة المسرح كان له الفضل الكبير في اجتيازها الخجل الذي لطالما كان عائقاً في مشاركتها في العديد من الأنشطة، وتوجه أمواج دعوتها لجميع الطالبات المهتمات بالمسرح من تمثيل وإخراج وديكور وكل ما له علاقة في المسرح، بالمشاركة وعدم التردد؛ لأنها ستجني من الفائدة الكثير في المجال المسرحي والحياة الاجتماعية، بالإضافة للمهارات الفردية التي سوف تكتسبها. «صمت القبور» ومن جهة أخرى، قدمت فرقة البنين عرضاً لمسرحية “صمت القبور” للمسرحي الراحل سالم الحتاوي، حيث فٌتحت الستارة على مكان مملوء بالقبور وشيخ كبير يحمل فانوساً ويدور بين تلك القبور، ومن ثم يبدأ في خياطة الأكفان مع ترديد كلمات في نفسه، يلوم فيها أهل القرية حول النزاعات التي تدور بينهم والتي تؤدي إلى القتل، وتدمير قريتهم بأنفسهم، مع تأكيده لنفسه أنه يشعر بالراحة في المنطقة التي يعيشها وسط القبور. وبعدها يظهر رجل هارب من ضجيج الحرب والموت المنتشر في مدينته، فيلجأ هذا الرجل مع ابنه الرضيع إلى مقبرة ظناً منه أن صمت القبور سيخفف من معاناته، ليفاجأ بوجود شخص يعيش في هذا المكان، ثم يبدأ الرجل المجهول بتقديم مجموعة من الخطب في التضحية والشهادة والبطولة وفداء الوطن للرجل الهارب من المدينة، ثم يطلب منه بعد ذلك التضحية بطفله من أجل استعادة أرواح الشهداء، الذين ضحوا من قبل، وعند بدأ تسليم الرجل طفله له قرباناً لما يدعيه، يظهر رجل آخر تبدو عليه علامات التعب والإعياء، وينقذ الطفل من الموت الذي كان سيتم على يد الرجل الذي يعيش في المقبرة، والذي تُكشف حقيقته بأنه عراف ومشعوذ وهو الذي كان يتسبب في كل الصراعات والحروب في المدينة. واستطاع الطلاب، الثلاثة، الممثلون في المسرحية إثبات جدارتهم وقدراتهم التمثيلية، ونجحوا في أداء أدوارهم بنسبة كبيرة من الكفاءة. حلقة الوصل ويقول عبدالله المناعي أحد الطلبة الممثلين في المسرحية، إن شغف المسرح وحبه له هو سر ارتباطه به، فيرى أن المسرح هو الإبداع ذاته ووسيلة هادفة للتعبير، وأن تجربة المسرح الجامعي تعلم منها الكثير من المهارات المختلفة، مثل كيفية تحليل النص المسرحي من جميع النواحي والأداء المطلوب منه فوق الخشبة، وأن الوصول لحالة إتقان التمثيل المسرحي تتطلب جهداً وتركيز وتمارين مختلفة للوصول للهدف المنشود. ووجد المناعي المسرح حلقة الوصل المفقودة التي كان يبحث عنها في نفسه ومن خلالها وهي البروز فوق خشبة المسرح ومن تجربته المتواضعة في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي للدورة الثانية، حيث اكتشف أن المجال المسرحي يثري فكر الشخص ويثقفه. ويؤكد المناعي أن البيئة متاحة لخلق نوع من الحماس والإثارة والتنافس في الإبداع، أهمها استغلال طاقات الشباب ونشر الثقافة المسرحية بيهم. تنمية الحس الفني ويقول الأستاذ زكريا الشطرات منسق الأنشطة الفنية والمسرحية للطلاب في جامعة الإمارات، إن الجامعة قطعت شوطاً كبيراً في مجال النشاط المسرحي وأن الاهتمام لم يكن بالمستوى المطلوب سابقاً، بعكس الوقت الحالي الذي يصل فيه الاهتمام بالمسرح إلى ذروته، حيث بدأت الجامعة بالاهتمام بالطلبة وتعليمهم مهارات التمثيل وإعدادهم من جميع النواحي الفنية من تمثيل وإخراج وإضاءة وصوت وديكور وكل ما يلزم العمل المسرحي. كما أكد الشطرات أهمية الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه جامعة الإمارات، وحث الطلبة وتشجعيهم على الاهتمام بالأعمال الفنية والمسرحية وتكريم الطلبة المشاركين، والعمل الجدي على تنمية الحركة الإبداعية الأدبية الفكرية لدى الطلبة. ويقول الشطرات، إن المسرح الجامعي يلعب دوراً مهماً في تنمية الذوق الرفيع الحسي والعاطفي والعقلي للطالب، سواء أكان مشاركاً أو متلقياً له، كما يساهم المسرح الجامعي في تغيير العديد من الأنماط الاجتماعية والعادات والسلوكيات التي يمارسها الطلبة، فالمسرح يساهم في خلق تغيير للحياة الجامعية اللاصفية، والتي دائماً ما يلجأ إليها الطلبة للتخلص من روتين الدراسة والامتحانات. كما يسهم المسرح الجامعي في المحافظة على الاتزان النفسي، والقضاء على كثير من الأمراض النفسية مثل الانطواء والخوف والخجل، وبالتالي ينخرط الطلبة في المجتمع بشكل إيجابي وفعال من خلال ثقتهم أن أفكارهم يتم إيصالها ونقلها بالطريقة المناسبة لهم. فضاءات جديدة يرى الطالب ياسر النيادي والحائز على جائزة أفضل ممثل دور أول عن دوره في مسرحية “صمت القبور” في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، أن مشاركته في المسرح الجامعي فيها الكثير من الفائدة؛ لأن المسرح فن يجمع فنونا متنوعة مثل الرسم والموسيقى والنحت والإضاءة والأداء التمثيلي، وكل هذا قادر على جعل الطالب الذي ينتمي للفرقة المسرحية مختلفاً. ويؤكد النيادي أهمية مهرجانات المسرح الجامعي على الصعيدين المحلي والدولي والتي لها القدرة على رفع كفاءة الطلبة، من خلال الاحتكاك بالخبرات والاطلاع على تجارب آتية من عوالم أخرى تمنح الطالب فرصة على التعرف والاكتشاف من خلال فضاءات مسرحية جديدة تنعش مخيلته وتفتح له آفاقاً جديدة. ويتمنى النيادي أن يستمر النشاط المسرحي الجامعي ويتطور حتى بعد تخرجه؛ لأنه يرى أنه ليس الوحيد الذي يحب الخشبة، كثيرون يرغبون في تجربة هذه النشوة الابداعية تمثيلاً وإخراجاً. ورش ودورات المسرحية يتوقع زكريا الشطرات منسق الأنشطة الفنية والمسرحية للطلاب في جامعة الإمارات، استمرار الطلبة لما بعد المرحلة الجامعية في المسرح الجامعي، وذلك لتلقيهم التدريب والتجربة الكافية التي تمكنهم من المواصلة في المجال المسرحي، وأن هناك بعض الطلبة أصبحوا يمارسون التمثيل المسرحي في أعمال مسرحية خارجية ومسلسلات تلفزيونية على مستوى الدولة. وعبر الشطرات عن تقبل الطلبة لفكرة ورش العمل والدورات المسرحية وحضورهم لها، والتي كان آخرها دورة “فن كتابة النص المسرحي”، والتي كان الحضور فيها 100 طالب وطالبة، مما شجع إدارة الأنشطة والريادة الطلابية بعمل خطط لتنفيذ دورات أخرى مثل “كيفية صناعة الديكور المسرحي” وغيرها، بحيث سيتم تنفيذ دورتين أو أكثر في كل فصل بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى التعاون الذي سيتم مع المخرجين والفنانين الكبار في الدولة. رسالة تعليم وتثقيف تؤكد طروب بكري مسؤولة قسم النشاط الفني والمسرحي في إدارة الأنشطة والريادة الطلابية بجامعة الإمارات، أن النشاط المسرحي يؤدي رسالة تعليم وتثقيف وتوعية للمجتمع إذا أحسن استغلاله. ومن هنا حرصت إدارة الأنشطة الطلابية على الاهتمام بنشر الثقافة المسرحية بين الطالبات، والإشراف على النشاط المسرحي من خلال تكوين فرق مسرحية لطلبة الجامعة، ومحاولة اكتشاف المواهب في المجالات كافة التي يشملها العرض المسرحي ورعاية هذه المواهب وصقلها من خلال التدريب على التمثيل وكتابة النصوص المسرحية والإخراج وإدارة خشبة المسرح. وترى طروب أن المسرح وسيلة لمعالجة قضايا ومشكلات الطالب الجامعي والمجتمع بطريقة درامية وكوميدية هادفة، ولنشر الثقافة المسرحية بين هواة المسرح من الطلبة، والمساهمة الفعالة والجادة في دفع عجلة تطوير الفن المسرحي بالمجتمع. ومن إنجازات فرقة المسرح حصد مسرحية “أحلام سنة رابع” في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي في دورته الثانية على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثلة دور أول وأفضل ممثلة دور ثان. كسر حاجز الخجل تقول الطالبة خلود البديوي، التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور أول في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، إنها تحب المسرح منذ طفولتها، ولطالما تمنت أن تقف على خشبته، الأمر الذي جعلها لم تتردد للحظة واحدة عندما أتيحت لها الفرصة في الجامعة بالمشاركة في النشاط المسرحي، وقد عملت البديوي بعدها مساعد مخرج خارج محيط الجامعة لمسرحية “حريم يمعان”، والتي اعتبرتها تثبيتاً لخطواتها في المسرح. ولا تنكر البديوي أثر المسرح في تغيير شخصيتها، حيث إنها أصبحت اجتماعية أكثر لكسرها حاجز الخجل الذي كان يتملكها، الأمر الذي جعلها لا تخشى التحدث وإبداء رأيها. كما اكتسبت مهارات تحمل المسؤولية ومواجهة العوائق في حياتها العادية البعيدة عن المسرح. وتضيف البديوي أن أهمية الأنشطة الفنية تنبع من منحها الطالب فرصة إبراز مواهبه وتنميتها واستغلالها في الطريق الصحيح، وتحاول كسر قاعدة صعوبة دخول المرأة للنشاط المسرحي، وتذكر أنها لاقت صعوبة كبيرة في البداية من دخولها هذا المجال بسبب العادات والتقاليد، وكانت الصعوبة تكمن في عدم تقبل أسرتها دخولها هذا المجال، لكن بعد مشاركتها في المسرح الجامعي كبداية لها، بدأت عائلتها تقبل الفكرة. صداقات جديدة تشعر الطالبة آمنة النقبي بالسعادة بسبب اكتسابها صداقات جديدة بعد دخولها النشاط المسرحي في الجامعة، كما أن ثقتها بنفسها زادت بمثل وجود مثل هذه الأنشطة اللاصفية في الجامعة لصقل مواهب الطالبات وإبراز شخصياتهن ما يكسبهن خبرات ومهارات عديدة. وتتمنى النقبي أن يتم إنشاء مسرح مجهز بالكامل في الجامعة، إلى جانب تكثيف المهرجانات التي تسهل للطلبة عملية تنمية مواهبهم المسرحية، وتعزز من قدراتهم على الإبداع والتطوير في المسرح الجامعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©