الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكتابة.. لا تعترف بالفصول

الكتابة.. لا تعترف بالفصول
29 ديسمبر 2014 01:02
حازم خالد (القاهرة) هل هناك مواسم للإبداع؟ وهل تمتد حالة البيات الشتوي التي تُصيب الكائنات في فصل الشتاء إلى عقول المبدعين لتتوقّف طوال الشتاء عن الإبداع؟ أم أن كآبة الشتاء وأمطاره التي تشبه دموع السماء لها الدور الأكبر والأساسي في إلهام المبدعين، فيصبح الشتاء فصل الإبداع، مثلما أن الربيع فصل الحب والصيف، فصل الحرية والانطلاق، أم أن الإبداع لا يعرف المواسم ولا يعترف بالزمن؟. فالكاتب الكبير نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل، من المعروف عنه أنه لا يكتب إلا في فصل الشتاء فقط، بسبب مرض الحساسية الذي يُصيب عينيه في فصل الصيف، ويمنعه من الكتابة والقراءة، وبذلك تكون إبداعات هذا الكاتب الكبير وليدة فصل الشتاء. ومن أقوال الفنان التشكيلي الراحل صلاح طاهر، أن الإلهام ليس له موعد مُحدد، فقد يكون في الصيف أو الشتاء، في الصباح أو في المساء، تبعاً للإشراق النفسي بداخلي، ولكن المهم لديّ أن أمارس رياضة اليوجا التي تعلّمتها منذ 45 عاماً على يد أستاذ هندي، وقد اعتدتُ أن أمارس اليوجا الجسدية لمدة 15 دقيقة، وبعدها أمارس اليوجا الساكنة لمدة 15 دقيقة أخرى، وأتأمل ولا أسمح لأحد بمقاطعتي. أما الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن، فيؤكد أن الكتابة بالنسبة له عادة يومية، وبالتالي فهو لا يتوقّف عنها في الصيف أو في الشتاء، ولكن ما يحرص عليه هو أن يبدأ الكتابة في الصباح، لأنه لو لم يبدأ مع الصباح يضيع اليوم كله من دون أن يستطيع الكتابة، وعن الحالة التي يكون عليها أثناء الكتابة، يقول: إن الفصل أو الموسم الذي أكتب فيه أندمج في الكتابة، وأتعايش تماماً مع أحداث الرواية وأبطالها، فأنسى حياتي الشخصية تماماً، وغالباً ما أختار سكاناً من خارج المنزل، قد يكون مقهى أو كازينو أو فندقاً. نفس الأمر يحدث مع الشاعر أحمد سويلم، الذي يقول: أنا لا أملك أن أحدّد مواسم مُعيّنة للكتابة، فالفكرة تهاجمني في أي وقت وفي أي مكان، وأحياناً أكون بين الناس عندما تأتيني فكرة مُعيّنة، فأحاول أن أخلو بأفكاري وكأنني أعيش بمفردي، حتى أعود إلى المنزل وأفرغها على الورق، ورغم أنني كما ذكرت لا أربط الكتابة بوقت مُعيّن، إلا أنني أفضّل الكتابة في المساء، حيث تتاح لي الفرصة الأكبر للتعايش مع نفسي ومع أفكاري، سواء كان ذلك في الصيف أو في الشتاء. ويقول الشاعر هشام الجخ: إنه كشاعر يستلهم أفكاره من الحياة الاجتماعية والأحداث، والمشاهد التي يراها في المجتمع بين الحين والآخر، وبالتالي فإن مُجرد عبور الفكرة إلى عقله يبدأ الكتابة من دون التقيُّد بوقت أو موسم مُعيّن، ويرى الجخ أن الحدث هو الذي يفرض نفسه على الشاعر وليس التوقيت. ويؤكد الأديب أحمد خالد توفيق، أن الحالة الشعرية والأدبية تستدعي ظروفاً مُلائمة من أجل الكتابة والإبداع، وبالتالي لابد من الهدوء لترتيب الأفكار، والبدء في نسج خيوط الفكرة، وتابع: قد يكون الهدوء في ليل الشتاء المظلم الساكن، وقد يكون على مقهى بلدي لمراقبة الحالة الاجتماعية ورصد الواقع. خدمة (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©