الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعادي من يخالفني

28 ديسمبر 2014 22:55
لا نزال نقف بقطار خلافاتنا عند محطة النقاب التي أنجبتها جريمة الريم ثم مضت في سبيلها مخلفة فتنة كان ينتظر تربيتها وتولي شؤونها وتعهدها بالرعاية حتى تكبر وتصبح أم الفتن، أناس وجدوا في تبني الفتن إشباعاً لحاجاتهم الخاصة غير آبهين بما ستخلفه الفتن في دولة باتت قريرة العين باتفاق حكامها ووفاق أبنائها. سبحان من بعث رسوله الكريم ذا الأخلاق القرآنية العظيمة، ومكنه من العيش مع من يخالفه في أسس الحياة ولب معتقداته، كيف استطاع عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام أن يتعامل مع غير المسلمين وهو الأكثر غيرة على دين اختاره رب العالمين حاملا لرسالته مبلغا لتعاليمها، أما نحن فلا نرضى بأقل من العداء لكل من يخالفنا وإن كان الخلاف بعيدا عن العقيدة ولا علاقة له بالدين كأن نقول لصديق أن اللون الأخضر هو الأجمل ويخالفنا ذلك ليقول بل الأزرق. نعيش زمنا اعترف بالتخصص واحترم المهنية بل كل تخصص تفرعت منه تخصصات عديدة، فأصبحنا نذهب لطبيب الأسنان فيحولنا على طبيب اللثة، وآخر التقويم وثالث أسنان أطفال، فإن كنا سلمنا أمور دنيانا لأصحاب الاختصاص فيها، فمن باب أولى تسليم القضايا الدينية كالنقاب وغيره لأهل الاختصاص والأخذ بما يقولون، إن كانت غيرتنا على الدين هي المحرك وراء كل ما قيل مما لا ينبغي أن يقال ولا يليق بشعب عرف برقي تعامله وتقبله للآخر واستطاع التعايش بسلام مع ما يزيد على مئتي جنسية تعتنق الديانات والملل المختلفة. كم هو سيئ أن نحيا بسلام آمنين لم نر من حياتنا سوى وجهها الجميل وبمجرد أن تهب ريح عابرة تحمل أتربة ملوثة ننضم مسيرين مع تيارها، متخلين عن أسباب سعادتنا من وئام ووفاق واحترام للرأي الآخر واعتراف بالحق. إن ما منّ الله به علينا من فكر واع ومبادئ متسامحة ومثل رفيعة أقدر على مرافقتنا من زبد البحر الذي ما يلبث أن يذهب جفاء، وإن مرت سحابة صيف طارئة لا ينبغي لها أن تكدر صفاء أجوائنا النقية، فما أرقى أن نترك الكلمة لأهل النطق بها فليقل أهل الذكر رأيهم حتى لا تترك القضية مفتوحة الباب لكل من يهوى الفتوى ويعشق التنظير. نوره علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©