تدور برأسي عشرات الأفكار وأنا أمام شاشة التلفزيون أتابع مسلسلاً أو برنامجاً أو حتى إعلاناً.. وأسأل نفسي: «ما الذي حدث؟»، هل هذا هو الإعلام الجديد الذي ننتظر منه أن يلعب دوراً مهماً في تنشئة شباب العرب وبناء شخصياتهم وتنظيم ولائهم وانتمائهم للأرض والتاريخ والحضارة؟
والغريب أنني كلما انتقلت من فضائية إلى أخرى لم أجد إلا برامج «المقالب» التافهة، والحوارات الماجنة ومشاهد العري وغرف النوم في الأفلام المسلوقة التي يطاردنا بها منتجون وأنصاف فنانين وأشباه مخرجين.. لا يعرفون عن الفن إلا اسمه، ولا عن الدراما إلا شكلها الذي رأوه صغاراً على شاشات كانت عظيمة، لكنهم رأوه فقط ولم يستطيعوا، بل ربما لم يفكروا أبداً في التعلم منه أو حتى نسخه وتقليده.
وكثيراً ما بحثت عن إجابة لسؤال شغلني طويلاً حول ما يشعر به من يطلق عليهم «النجوم الكبار» عندما تعرض التلفزيونات أعمالهم التافهة وحواراتهم التي يمكن أن نعد الكلمات المحترمة فيها وليس العكس. وما ينتاب شباب الفنانين الذين يتبارون في إطلاق التعليقات الخارجة والإيماءات المبتذلة في أعمالهم وعندما يكونون ضيوفاً على مقدمي برامج على شاكلتهم.. ما رأي أولئك وهؤلاء عندما يرون أنفسهم على الشاشة وهم يجلسون في منازلهم وسط بناتهم أو أخواتهم.. وحتى أمام أنفسهم.. هل يحترمون أنفسهم وهل هم راضون عما يفعلون..؟ مجرد سؤال.
أحمد أشرف - أبوظبي
عدد اليوم
