7 ديسمبر 2012
لم تعد عملية شراء سيارة جديدة اليوم على اختلاف أنواع السيارات والشركات المصنعة لها، وبغض النظر عن ثمنها، مشكلة كبيرة تواجه العديد من الأشخاص الراغبين في شراء سيارات جديدة أو حتى مستعملة، كما كان بالماضي. فقرار شراء سيارة جديدة قبل 10 سنوات كان بحاجة إلى أيام وأسابيع وربما أشهر طويلة من الترتيب والتفكير والتحضير قبل القيام بهذه الخطوة، يتخللها التنقل من وكالة سيارات إلى أخرى، ورؤية وتجربة كل ما تقع عين الباحث عليه منها، والحيرة الواضحة والجلية التي ترسم على وجه هذا الشخص، في عملية الشراء هذه والاختيار بين عالم السيارات الجديد أو الانتقال إلى المستعملة التي تأتي في الغالب بأسعار تتناسب مع جيوب معظم المستهلكين.
اليوم يكفيك تحديد نوع السيارة التي ترغب باقتنائها وقيادتها، لترى العشرات من العروض المغرية من شركات السيارات تنهال أمامك، يقابلها في الوقت نفسه عشرات أخرى من عروض مندوبي البنوك وشركات التمويل، تسلب منك ومن دون أدنى شك، حريتك في الاختيار، وتسلبك حقك في التفكير، وقد تجعلك في الغالب أسير العرض الأقل، ذو الميزات الكثيرة والشروط القليلة. الأمر الذي قد يجعل غالبية الباحثين عن سيارات جديدة، يصرفون النظر تماماً عن فكرة شراء سيارة مستعملة، وينتقلون من أنواع السيارات التقليدية إلى الفئات غير التقليدية.
وإذا اتخذت قرارا نهائيا في عملية الشراء، وحددت نوع السيارة التي ترغب في شرائها والشركة أو الوكالة التي ستشتري منها هذه السيارة، يبقى عليك أحد أهم الأمور التي لا يجب أن تغفل عنها، قبل توقيع العقد والموافق على عميلة الشراء بشكل نهائي. وهو يتمثل بمجموعة من الأسئلة المهمة التي يجب عليك الحصول إلى إجابات نهائية مكتوبة ومدونة في العقد بينك وبين الوكالة، ولا تكتف فقط بالوعود الشفهية والكلام المنمق الذي لا ينتهي من مندوب المبيعات. ومن أهم هذه الأسئلة التي يجب السؤال والتأكد منها من قبل الوكالة:
? السؤال الأول:
ضمان السيارة “الكفالة”: وهو من أهم هذه الأسئلة، والذي قد يغفل العديد من المقبلين على شراء سيارة جديدة عن سؤاله للشركة والتأكد منه قبل عملية الشراء. حيث أن أغلب وكالات السيارات، تعطي ضمان/كفالة لقطع السيارة الميكانيكية والتقنية، بحسبة ذكية مرتبطة إما بعدد السنوات أو عدد الكيلومترات التي تقطعها السيارة، أيها يصل أولاً إلى حده النهائي. وفي مثل هذه الحالة حاول مفاوضة الشركة لإلغاء حد الكيلومترات، والذي قد يتجاوزه العديد من السائقين في السنتين الأولى والثانية، ما يجعلك تخسر سنتين أو أكثر من هذا الضمان على سيارتك التي تجاوزت عدد الكيلومترات المحددة، دون أن يتجاوز عمرها السنتين.
? السؤال الثاني:
ضمان قطع السيارة “الإصلاح والتبديل”: وهو السؤال المهم أيضاً والذي يجب أن يكون واضحا وجلياً أمامك عند التوقع على العقد. بحيث يجب عليك السؤال عن كافة القطع التي يشملها الضمان، وإذا كان هذا الضمان يأتي على القطع التالفة بالإصلاح أو التبديل. بمعنى أنه يجب عليك الحصول على ضمان يغطي كافة أجزاء السيارة، حيث أن هنالك بعض الوكالات تعطي ضمانا محددا للقطع، لا يشمل العديد من قطع السيارة المعرضة للتلف أو الاستهلاك، فلا يغطي ضمانها الإطارات، والمكابح، أو الإضاءة، أو العديد من القطع الكهربائية في السيارة، وحتى بعض القطع المرتبطة بهيكل السيارة مثل مفاصل الأبواب أو النوافذ وغير ذلك الكثير. وقد تجد هذا الضمان يغطي بعض قطع السيارة، التقنية والميكانيكية المحددة مسبقاً، لذلك يجب عليك الضغط على الوكالة للحصول على الضمان “الشامل” الذي يغطي القطع الثابتة وغير الاستهلاكية، والقطع المتغيرة وغير الثابتة “الاستهلاكية”. هذا بالإضافة إلى التأكد من أن تغير القطع الثابتة يجب أن يستبدل بقطع جديدة تماماً وغير مستعملة.
? السؤال الثالث:
الصيانة الدورية: وهي ربما تكون إحدى أهم الميزات الكثيرة التي يحصل عليها الشخص الذي يقبل على شراء سيارة جديدة من الوكالة عوضاً عن شرائه سيارة مستعملة. ولهذا يجب عليك التأكد وقبل التوقع على عقد شراء السيارة، بنوعية الصيانة الدورية التي تمنحها لك الوكالة، وما هي حدودها، وما إذا كان يجب عليك دفع مبالغ مادية من أجل إتمام مراحل الصيانة المختلفة، خلال فترة خضوع السيارة لكفالة الشركة الأم التي اشتريت سيارتك منها. حيث إن هنالك العديد من وكالات السيارات، تمنح المشترين “صيانة شكلية” تكلفهم أضاعفاً مضاعفة من المبالغ التي قد يدفعونها لو قاموا بالأعمال الدورية التي ستقوم بها وكالة سياراتهم خارج الوكالة.
ولهذا يجب عليك الإلمام التام ومعرفة المبالغ الدورية التي يجب عليك دفعها في كل مرة تحتاج بها سيارتك لزيارة الوكالة، لعمل الصيانة الدورية، سواء خلال الخمسة آلاف كيلومتر أو خلال العشرة الآلاف، أو غيرها. ولاحظ أن هنالك وكالات سيارات تضاعف المبالغ الدورية شيئاً فشيئاً بحجة زيادة عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارة، الأمر الذي يتطلب صيانة أكثر وتغير زيوت وقطع أكثر. ولهذا تأكد في كل مرة تقوم بها بزيارة الوكالة للصيانة الدورية، من الأعمال التي ستقوم بها الوكالة في سيارتك، ولا توافق سوى على الصيانة الضرورية فقط، وتجاهل الباقي لأنك قد تقوم بعمله بنصف القيمة خارج الوكالة أو أقل.
? السؤال الرابع:
الميزات المجانية: لا تقم بالموافقة فوراً على الميزات والخصائص والخدمات فيما بعد البيع بشكل مباشر التي يمنحها لك مندوب البيع في الوكالة، وحاول مفاوضة تماماً كما تفاوض أحد الباعة في متجر للهواتف المتحركة على سعر هذا الأخير. وتأكد أن مفاوضاتك لا تضع هباءً لأن الهدف الرئيس للوكالة المتمثل بمندوبي مبيعاتها، هو بيع السيارة، دون أن يؤثر منحك ميزات ومزايا وخدمات إضافية على الوكالة في شيء.
? السؤال الخامس:
سياسة الوكالات: تأكد أيضاً من أن سياسة وكالات السيارات ليست واحدة، وهي مختلفة من شركة إلى أخرى، لهذا فقد تمنحك إحدى هذه الوكالات، صيانة دورية “مجانية” مائة بالمائة، لا تتطلب منك دفع أي مبلغ خلال فترة الضمان، وفي كل مرة تزور بها سيارتك الوكالة لعمل الصيانة اللازمة، التي تتمثل في تغير الزيوت والفلاتر، والتأكد من سلامة المحرك وأنظمة السيارة المختلفة حيث لن تطلب منك هذه الوكالة أي مبلغ نظير كل هذه الخدمات والصيانة.
كما إن هنالك بعض وكالات السيارات، يغري الزبائن ليس بإعطائهم صيانة دورية مجانية فقط، بل ويعطيهم ضمان وكفالة على كافة قطع السيارة المختلفة، بما فيها القطع غير الثابتة “المستهلكة” مثل العجلات والمكابح وحتى ماسحات الزجاج والإنارة. وحاول أن تجعل من هذه السياسات المختلفة ورقة ضغط تشهرها في وجه مندوب المبيعات التابع للشركة التي عقدت العزم على شراء سيارتك منها.
? السؤال السادس:
سجل البيانات: حيث يجب عليك سؤال الوكالة التي ستشتري سيارتك الجديدة منها، إذا كانت تحتفظ بسجل وبيانات سيارتك وجداول الصيانة الدورية التي قمت بعملها في الوكالة خلال فترة الضمان التي قد تتجاوز 5 - 7 سنوات في بعض وكالات السيارات. وهو الأمر الذي قد يحافظ على القيمة السوقية لسيارتك في حالة رغبت في بيعها خلال فترة الضمان أو بعدها.
? السؤال السابع:
الضمان الممتد: معظم وكالات السيارات قد تمنح زبائنها ومشتري سياراتها، ضمان لغاية 5 سنوات فقط من تاريخ شراء السيارة، إلا أن هناك بعض وكالات السيارات قد تعطيك الفرصة لشراء الضمان الممدد، كالذي بدأنا نراه في المتاجر والمحال الإلكترونية على الأجهزة الكهربائية والتكنولوجية المختلفة. ولذلك قم وقبل توقع عقد شراء سيارتك الجديدة بالسؤال عن الضمان الممتد، وتكلفته والشروط الواجب توفرها في سيارتك للتمكن من الحصول عليه، وبالسؤال عن الظروف المحيطة لاحقاً بسيارتك، عند رغبتك في الحصول على هذا الضمان الإضافي، وذلك بأن تكون سيارتك مثلاً قد تجاوزت المسافة المحددة من الكيلومترات التي لا يجوز معها تمديد فترة الضمان، أو غير ذلك من الشروط التي يجب أن تكون واضحة أمامك عند شراء سيارتك الجديدة.
? السؤال الثامن:
إرجاع السيارة أو استبدالها: حيث قد يرغب بعض مشتري السيارات، بإرجاع سياراتهم إلى الوكالة أو استبدالها بنسخ جديدة. ولهذا قد يكون من المناسب أن تسأل مندوب البيع، عن إمكانية إرجاع السيارة بعد استعمالها، وما إذا كان ذلك جائزاً في سياسة الوكالة وما هو السعر الذي ستشتري به الوكالة سيارتك المستعملة. بالإضافة إلى ضرورية السؤال عن سياسة الاستبدال في الشركة وما إذا كانت مسموحة والشروط التي يجب توفرها للتمكن من عملية الاستبدال هذه، والسؤال طبعاً عن المبلغ الذي يجب عليك دفعه للسيارة الجديدة والمبلغ الذي ستخصمه الوكالة من قيمة سيارتك القديمة.
? السؤال التاسع:
أماكن ومواقع الصيانة: وهي من الأمور المهمة أيضاً التي يجب عليك السؤال عنها، فقد يكون مكتب الوكالة أو مركز عرضها لسياراتها في قلب المدينة، ولا يبعد مسافة طويلة عنك، بينما يكون مركز الإصلاح والصيانة التابع لهذه الوكالة، في مكان ومنطقة بعيدة عنك تماماً، الأمر الذي يتطلب منك زيارات تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى مركز الإصلاح وانتظار دورك لدقائق أو ساعات لتسليم السيارة، وانتظار أيام لاستلامها. ما قد يجعل الذهاب إلى مراكز الإصلاح هذه للصيانة الدورية على السيارة، عبأ كبيرا على الكثير من الزبائن، ويجعلهم وخصوصاً إذا تطلب ذلك وقتا طويلا، يتغاضون ويتجاهلون بعض مراحل هذه الصيانة الدورية، في البداية، ليتخلوا عن كافة مراحلها، ولا يكترثوا بها أساساً.
? السؤال العاشر:
شهرة الوكالة: وهي مسألة نسبية إنما مهمة، حيث أن شهرة الوكالة يعني توفر وكثرة سياراتها في البلد الذي تعيش به، الأمر الذي يعني بالضرورة توفير الوكالة لكافة القطع الفنية والتقنية الخاصة بسياراتها صغيرها وكبيرها. ما يعني أنك إذا اشتريت سيارة تابعة لوكالة سيارات مشهورة في منطقتك، فمن المؤكد أنك لن تعاني إذا تعطلت إحدى قطع سيارتك المختلفة، من طول الانتظار لحين توفر هذه القطع في الوكالة، ولن تحتاج إلى أيام أو أسابيع طويلة لإصلاح بعض العيوب في سياراتك، وستتمكن الوكالة المشهورة من إصلاح سيارتك بسرعة وسهولة لتوفر قطعها بكثرة، ولن تتأخر في استلام سيارتك إلا إذا كان أمامك طابور طويل من الزبائن والمشترين الذين ينتظرون إصلاح وصيانة سيارتهم، مثلك تماماً.
المصدر: دبي
عدد اليوم
