في العصر الأموي تعرض أحد القضاة للعزل من منصبه وجيئ بغيره إلى منصب القضاء وجلس ومعه ابنه أمام منزله يراقبان موكب القاضي الجديد وهو يمر من أمامهما.. فقال القاضي المعزول: الحمد لله الذي باعد بيننا وبين دنياهم ونجّانا من القضاء ثم تمثل بقول الشاعر: أراها وإن كانت تسر فإنها
سحابة صيف عن قريب تنقشع وبعد أيام فوجئ القاضي المعزول بأنه مطلوب من الخليفة فذهب ليجد أمراً بإعادته للقضاء فقبل وعاد للمنصب والمواكب.. وعاد إلى بيته يوماً فقال له ابنه: ماذا جرى يا أبي؟ ألم تقل: الحمد لله الذي باعد بيننا وبين دنياهم ونجّانا من القضاء؟.. فلِمَ عدت إلى ما حمدت الله على ذهابه عنك؟ فقال القاضي: يا ولدي إن أباك ذاق من حلوائهم فلما حرم منها اشتاق إليها.. يا بني إنهم يجدون غير أبيك المئات ولكن أباك لا يجد غيرهم.
شمسة - العين
عدد اليوم
