القذافي: الجنائية شكل جديد من الإرهاب الدولي

أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، أن المحكمة الجنائية الدولية شكل جديد من ''الإرهاب الدولي''، في تصريح للصحفيين أدلى به في اديس ابابا أمس· فيما اقترح الوزير الليبي المكلف الشؤون الأفريقية علي التريكي، انسحاب الدول الأفريقية من المحكمة الجنائية الدولية معتبراً ان القارة السوداء تعاني من ''التمييز''· وقال القذافي بعد اجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي ''من المعروف ان كل بلدان العالم الثالث تعارض ما يسمى المحكمة الجنائية الدولية· إذا لم تتم معاملة الجميع معاملة واحدة لن تسير الأمور جيدا''· وأضاف ''هذه هي الحال الآن· هذه المحكمة تقف ضد الدول التي استعمرت في الماضي والتي تريد (الغرب) اعادة استعمارها· هذه ممارسة إرهاب دولي جديد''· وأضاف في إشارة إلى مذكرة التوقيف الصادرة في 4 مارس الحالي بحق الرئيس السوداني عمر البشير ''ليس من الصواب أن يتم توقيف رئيس''· وقال القذافي ''إن سمحنا بمثل هذا، ان يتم توقيف رئيس ومحاكمته، مثل الرئيس البشير، علينا كذلك ان نحاكم من قتلوا المئات، الملايين من الأطفال في العراق وغزة''· وتتهم المحكمة الجنائية البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، غرب السودان، حيث تدور حرب أهلية منذ ·2003 من جهته، أبلغ التريكي الصحفيين في العاصمة الاثيوبية بقوله ''اننا نحن الأفارقة لا نقبل المحكمة الجنائية الدولية ولا مذكرة توقيف البشير، وقد عبر الجميع عن ذلك· اننا ضحايا تمييز في هذه المسألة''· ورداً على سؤال حول احتمال انسحاب الدول الأفريقية الموقعة على معاهدة روما التي تأسست المحكمة الجنائية الدولية بمقتضاها، قال ''إذا استمر الأمر هكذا فمن المؤكد أن ذلك سيحصل''· وأدلى التريكي بهذه التصريحات على هامش اجتماع القذافي مع مسؤولي المنظمة في مقر الاتحاد الأفريقي في اديس ابابا· كذلك التقى القذافي رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي وفق مصادر متطابقة· وقال التريكي إن اجتماع الاتحاد الأفريقي سيتناول ''عدة مسائل أمنية في أفريقيا والوحدة الأفريقية والمحكمة الجنائية الدولية التي تشكل أحد أبرز المواضيع''· وقد انتقد الاتحاد الأفريقي وساطة القذافي في موريتانيا لا سيما بعد ان أعرب الزعيم الليبي عن دعمه انقلاب السادس من أغسطس ·2008 وفرض مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي الثلاثاء الماضي، عقوبات على القادة ''المدنيين والعسكريين'' في المجموعة الموريتانية الحاكمة، مؤكداً ان ''لائحة أسماء'' الأشخاص المستهدفين ستحدد ''في غضون شهر''· وأفادت مصادر دبلوماسية أفريقية ان الزعيم الليبي ''غضب كثيراً من قرار مجلس السلم والأمن واعتبره صفعة له وان ذلك من أسباب زيارته إلى اديس ابابا''· ورداً على سؤال في هذا الصدد، أجاب رئيس المفوضية الأفريقية جان بينج بحذر ان هناك ''عدة وجهات نظر حول طرق وسبل التوصل إلى الهدف نفسه وهو عودة النظام الدستوري إلى موريتانيا''· وأضاف ان ''رئيس الاتحاد الأفريقي (القذافي) في تناقض مع مجلس السلم والأمن بشأن تحقيق ذلك الهدف'