الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحات فنية معاصرة تحوي العديد من التفاصيل العميقة

لوحات فنية معاصرة تحوي العديد من التفاصيل العميقة
18 ديسمبر 2011 20:56
عبرت لوحات معاصرة وأخرى كلاسيكية من أعمال الفنانة فاطمة الزهراء حسن، عن مدرسة مختلفة من الفن الذي يخاطب الروح بعمق وإحساس، كما يخاطب العين بروعة التفاصيل وجمال الألوان. وذلك ضمن تظاهرة فنية أخذت خلالها إدارة متاحف الشارقة الزوار في رحلة عبر الزمن لتعود بهم إلى العصور الذهبية الغابرة من فنون الشرق وسحره، من خلال معرض لافت يأتي تحت عنوان «رحلة في عالم المنمنمات الإسلامية»، حيث استعرضت نُسَخا بديعة ومهمة لبعض المخطوطات الفنية القديمة. وجاء معرض رحلة بهدف إعطاء لمحة عن فن المنمنمات الإسلامية، حيث ظهر هذا اللون الخاص من الرسم التصويري الذي يُعرف اليوم باسم «منمنمات» وكان يسمى قديما بـ«التزاويق»، كأحد الفنون الإسلامية العريقة التي ارتبطت بنصوص المخطوطات المنسوخة للحضارات القديمة. وامتازت فنون المنمنمات الإسلامية بأنماط عدة انتشرت في ربوع الدولة الإسلامية منذ بداية القرن الرابع الهجري، وطورت على يد نخبة من الفنانين المسلمين الذين استلهموا خطوطه العريضة، وورثوا أصوله من الحضارات السابقة للدولة الإسلامية، خاصةً الحضارة الفارسية والهندية وبلاد المغول. إلى ذلك قالت الفنانة فاطمة الزهراء حسن إن فن المنمنمات إبداع إسلامي وصل إلينا عن طريق أمهات الكتب، حيث كانت تصاحبها رسومات توضيحية تصور ما هو مكتوب وتجسده للقارئ، وقد أتاحت لنا هذه الرسوم فرصة التعرف على عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي العربي وغير العربي في تلك الحقبة القديمة من الزمن، ومكنتنا من الاطلاع على تفاصيل الحياة آنذاك، خاصة تلك التي لم تؤرخ بالكتب، وهي بذلك تعتبر وثائقاً مهمة وشواهداً على العصر الإسلامي منذ بداياته. وأشارت إلى أن أول كتابٍ عربي ظهرت فيه المنمنمات كان كتاب كليلة ودمنة، وهو في أصله كتاب هندي ترجمه ابن المقفع إلى اللغة العربية، وهنالك أيضاً مقامات الحريري و كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وكتاب الكواكب الثابتة لعبدالرحمن الصوفي، بالإضافة إلى كتب علمية أخرى خاصة بالعقاقير والنباتات والبيطرة وغير ذلك، حيث كانت كلها غنية بالرسوم التصويرية أو ما يسمى بالمنمنمات، وقد اشتهر هذا الفن وعرف غالبا بين العراق وسوريا وإيران على وجه الخصوص. وتكمل، لقد شغفت بهذا الفن منذ نعومة أظافري، ومع أني نشأت وعشت طوال عمري في بريطانيا، إلا أن لم أنس جذوري وبلدي الأم باكستان، فاطلعت على الكثير من الفنون الإسلامية القديمة، وقرأت العديد من أمهات الكتب التي وجهتني نحو هذا النوع من الفن، وبدأت رحلتي معه منذ أكثر من 14 عاما، تدربت خلالها ومرنت ريشتي وألواني لاكتسب مزيداً من الخبرة والدراية بتفاصيله البديعة، مسبرة أغواره ومكتشفة خباياه، ومركزة على التاريخ الإسلامي بشكل خاص بكل ما يحتويه من كنوز وبعدة مجالات منها فنون الزخرفة والتصميم والعمارة والمخطوطات. وعن أعمالها الخاصة في فن المنمنمات، قالت الفنانة فاطمة الزهراء إنها قدمت مشاريع عدة في هذا المجال، فقد كلفت من قبل دور نشر عالمية أو جامعات عريقة لترسم مخطوطات أو صورا توضيحية لكتب مختارة من تاريخ الحضارة الإسلامية، وأحيانا أخرى بادرت بنفسها لتختار ما يعجبها من الكتب القديمة فرسمت لها لوحات تصويرية مصاحبة، وأشهر ما عملت هو رسومات لكتاب جلال الدين الرومي وهو شاعر وأديب وفقيه وقانوني، قضى حياته بين سلاجقة الروم في تركيا وعاش بين إيران وبغداد «1207 هـ- 1272 هـ»، كما عملت على مشاريع ولوحات أخرى بعضها كلاسيكي قديم وبعضها الآخر ينتمي للمدرسة المعاصرة في الفن. وتحدثت فاطمة الزهراء عن أدواتها التي تساعدها على تنفيذ فنها المتميز في طراز المنمنمات الإسلامية، مشيرة إلى استخدامها ألوان خاصة طبيعية خالصة، مستخرجة من النباتات لتباع «مسحوق» يخلط مع قطرات من مادة اللبان اللزجة وشيء من الماء، يكون من خلالهم خامة لونية جيدة، زاهية، ونضرة تلتصق بالورق بشكل فعّال، أما ريشتها فهي مصنعة من شعر حيوان السنجاب، كما تضيف على رسوماتها تقنيات أخرى وألوانا معدنية براقة خاصة اللون الذهبي المعّتق، لأعطيها مزيدا من القيمة والجمال.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©