الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوصل يخطف الفوز من الأهلي بقوة «ديناميكية» خماسية في «الديربي»

الوصل يخطف الفوز من الأهلي بقوة «ديناميكية» خماسية في «الديربي»
17 ديسمبر 2013 22:16
لعب الوصل شوطاً رائعاً أمام الأهلي، استطاع خلاله اللاعبون التفوق على أنفسهم، ونجح المدرب هيكتور كوبر في إحداث الفارق خلال الشوط الثاني، حيث عمل “الإمبراطور” على الاحتفاظ بالمسافة التي تفصل بينه وبين الأهلي بتقدم “الفرسان” بهدف وحيد، لتبقى الثقة في التعويض موجودة وقائمة، وهو ما تحقق له بتسجيل التعادل، ثم هدف الحسم، ولم يكن ذلك عن طريق الصدفة، ولكن كانت له مقدمات أدت إلى هذه النتيجة. وكانت مشاركة محمد ناصر بدلاً من خليفة عبدالله نقطة تحول كبيرة، عندما لعب كوبر برأسي حربة بوجود سانجاهور وناصر معاً، وهذا الأمر أرهق دفاع الأهلي وأحدث فوضى كبيرة بصفوفه، وهو الذي ظل يبحث عن تعزيز الهدف، كما أطلق المدرب الحرية للاعبين، لكن ذلك تم في إطار منظم ودون عشوائية، وفي ظل تحريك السمات الإرادية لدى اللاعبين، الذين كانت لديهم الرغبة في تعويض الصورة السيئة والنتيجة الثقيلة التي خسروا بها أمام النصر في الجولة السابقة. كسب لاعبو الوصل كل الكرات الثنائية، من خلال الالتحام القوي، وبالرشاقة والسرعة، والتمركز الجيد، بعد أن تحلى الجميع بالحدة البدنية في الشوط الثاني، والقوة في الانطلاق بالكرة إلى مناطق الأهلي الدفاعية، والانقضاض عليها عند فقدها، وظهروا وكأنهم 11 لاعباً في الدفاع و11 لاعباً في الهجوم من خلال سرعة الارتداد لغلق المساحات الدفاعية، وسرعة الانتشار عند بدء هجمة جديدة، ونجح في تسجيل هدفين من خلال هذه الروح وهذا الشكل التنظيمي الجيد. وقد ظهر سانجاهور بشكل رائع على عكس حالته في المباريات السابقة، وأدى دوراً دفاعياً إلى جانب دوره الهجومي، حيث كان يعود إلى الخلف للمشاركة في التعامل مع هجمات الأهلي، وهنا يظهر دور كوبر مرة أخرى في إعادة تأهيل المهاجم الكبير نفسياً ليصبح واثقاً في قدراته من خلال دور محدد يتم رسمه له للقيام به، دون أن يترك له حرية اللعب على هواه، وأيضاً تحديد أدوار زملائه من حوله لتتحقق الاستفادة الكاملة بقدرات اللاعب الحقيقية. وقد تعامل المدرب الأرجنتيني مع اللقاء دون تفكير في مدى جدوى مشاركة اللاعبين المحترفين الأجانب على حساب المحليين، ولعب من أجل هدفه فقط دون النظر إلى الأسماء، باختيار من رأى فيهم القدرة على مقارعة “الفرسان” في المباراة دفاعياً وهجومياً، ومن يستطيعون الالتزام بالأدوار الخططية المرسومة لتعويض فارق التفوق الفني، والذي هو لمصلحة لاعبي الأهلي فردياً، والذي كان لابد من التفوق عليه في الأداء الجماعي، وهو ما كان مفاجأة للروماني كوزمين، مدرب الأهلي، الذي أربكته الطريقة الجديدة. ولعب الوصل من خلال الخماسي “الديناميكي” المتحرك الذي يملك روح الشباب وهم علي سالمين ومحمد جمال وماهر جاسم وخليفة عبدالله وفهد حديد، وهو ما منح التشكيلة القوة اللازمة والحماس المطلوب والسرعة التي تتناسب مع أداء الأهلي من أجل المشاركة مع المدافعين في إيقاف محاور قوة “الفرسان” وتفوقه الهجومي المعروف، والمتمثلة في خيمينيز وإسماعيل الحمادي وسياو وجرافيتي، وكذلك ضرب دفاعاته المميزة. وفي الدفاع لعب الوصل بشكل جيد من خلال اللاعبين أصحاب الخبرات، مع مشاركة وحيد إسماعيل كظهير أيسر، ووجود ياسر سالم وسوساك في قلب الدفاع، والشاب إبراهيم العلوي في اليمين، ولعب بذلك بطريقة الوحدة الواحدة، ففي الدفاع كانت هناك غابة من السيقان في مواجهة محاولات الأهلي الهجومية، فلم يجد جرافيتي وخيمينيز والحمادي وسياو المساحات التي يحتاجونها، والتي من خلالها سجل “الأحمر” هدفه الوحيد، ثم لم يجد الفرصة بعد ذلك. وقد لعب الأهلي بالرسم الخططي المعروف 4- 2- 3- 1، لكن في غياب لاعب الوسط المميز ماجد حسن، والذي كان له تأثيره الكبير في مباراة “الديربي”، رغم وجود عامر مبارك، الذي يجيد في الأدوار الدفاعية دون المشاركة في المهام الهجومية أو عمل المساندة والاستحواذ والتمرير، مع سوء حالة خيمينيز، وكان لذلك تأثيره في عدم القدرة على تطوير الهجمات أو الاستفادة من الكرات الثابتة، كما لم تظهر خطورة جرافيتي تحت الرقابة، واضطر سياو والحمادي إلى اللعب على الطرفين كثيراً. ورغم سيطرة الأهلي ميدانياً في الشوط الأول وتقدمه في الشوط الأول، إلا الفريق لم يضع في حساباته ما يمكن أن يكون عليه الشوط الثاني وفق متغيرات كرة القدم، سواء من الناحية النفسية أو الناحية الفنية والمتغيرات “التكيتيكية”، وقد تجاهل لاعبوه كل المؤشرات التي ظهرت في أداء الوصل، واعتقدوا أن الأمور قد حسمت بعد هدف سياو، وهو ما قلل من الدوافع واحترام قدرات المنافس. ولا يمكن قياس قدرات فريق بحجم الوصل من خلال الأداء الذي قدمه أمام النصر فقط، أو المستوى الفني له هذا الموسم، حيث لا يمكن تجاهل التاريخ وكبرياء اسم النادي وجماهيره، وهو أمر قد يزيد من قدرات اللاعبين في أي وقت من خلال الطاقة “الانفجارية”، والتي ظهرت في الشوط الثاني، ولم يكن كوزمين في الحالة التي تمكنه من التعامل معها، لدرجة أن تبديلاته كانت متأخرة وغير مؤثرة بمشاركة أحمد خليل بدلاً من إسماعيل الحمادي وعدنان حسين بدلاً من خيمينيز، ثم سالمين خميس بدلاً من عامر مبارك.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©