الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسواق المغرب الشعبية تعتمد على الحمّالين

أسواق المغرب الشعبية تعتمد على الحمّالين
18 ديسمبر 2011 21:00
يعتمد الباعة في الأسواق المغربية على «الحمالين» وهم عمال يحملون البضائع من المخازن إلى المتاجر، لتفعيل النشاط الاقتصادي بالأسواق ونقل البضائع، وهم يشكلون نواة الأسواق التجارية خاصة الأسواق الشعبية التي نمت بشكل عشوائي وأصبحت اليوم أهم أسواق المدن المغربية التي تحج إليها أعداد غفيرة من المتسوقين، ويستحيل الوصول إلى بعض متاجرها من خلال السيارات وعربات النقل لتزويدها بالبضائع بسبب ضيق الشوارع والأزقة وازدحامها الشديد، فهي عبارة عن حارات ضيقة ومحال صغيرة متلاصقة، لكن موقعها الاستراتيجي حوّلها إلى مراكز تجارية رئيسية للمدن. نواة السوق مع اقتراب موسم رأس السنة وأعياد الميلاد حرص الباعة على عرض السلع التي يبيعونها بشكل يجذب الزبائن، واستعدوا لهذه الفترة التي تمثل موسماً رائجاً بالنسبة اليهم، بالتزود بالسلع والبضائع الجديدة وتخزين أخرى لعرضها وقت الحاجة. وتشهد الأسواق حالياً نشاطاً كبيراً للحمالين الذين يجوبون أزقتها ويقطعونها جيئة وذهابا ويختلطون بالباعة والمتسوقين محملين ببضائع مختلفة وأكياس ثقيلة، بعضهم يقدم خدماته لعدد معين من التجار وآخرون يعرضون خدماتهم على كل التجار، كما يحملون المشتريات الثقيلة للمتسوقين إلى الشوارع الرئيسية حيث مواقف السيارات وعربات النقل. ويقول التاجر سمير عبيدات «نحن نعتمد على الحمالين في نقل البضائع من المخازن وإلى المتاجر ثم العكس حين تصلنا بضائع جديدة نقوم بنقل القديمة إلى المخزن ثم إلى المورد، ولأن أزقة السوق ضيقة ومساحة المتاجر صغيرة فإن عملية نقل البضائع تعتبر جزءا من نشاطنا اليومي». ويشير إلى أنه لا غنى لأي سوق عن الحمالين فهم ينشطون الحركة التجارية في أسواق الأحذية والألبسة وأسواق المواد الغذائية والمفروشات والأجهزة الكهربائية، ودورهم أساسي في تحريك الأسواق مهما كان نشاطها أو حجم معاملاتها ودرجة أهميتها، حتى البسطات الشعبية والأسواق العشوائية تعتمد عليهم. ويضيف «أحيانا تتعطل أعمالنا بسبب غيابهم عن السوق للعمل من الموانئ أو الأسواق الجديدة ونعاني كثيرا قبل رجوعهم إلى السوق فهم النواة الحقيقية للنشاط التجاري رغم مشاكلهم والمشادات المتكررة مع المتسوقين الذين يعيقون حركتهم في الأسواق». ازدحام وتنافس تحدث من حين لآخر خلافات ومشاحنات بين الحمالين وبعض المتسوقين الذين ينتقدون طريقة عمل الحمالين وركضهم في الأسواق، وتسابقهم فيما بينهم وتدافعهم مع المارة ويرفضون مطالبة الحمالين لهم بالابتعاد وإفساح الطريق للمرور، بينما يشتكى الحمالون من تعنت بعض المارة وبطء حركة بعض المتسوقين في الأسواق ما يصعب عملهم ويزيد من معاناتهم في نقل البضائع خاصة إذا كانوا ينقلون بضائع ثقيلة الوزن. كما يقول علي المسعودي، الذي يعمل حمالا للبضائع منذ 12 عاما، ويقول «نتعرض لسيل من الانتقادات بسبب تنقلنا في الأسواق فبعض التجار ينهروننا إذا مررنا بالقرب منهم خوفا من إتلاف بضائعهم التي تحتل جزءا من الشارع العام والمارة يرفضون السماح لنا بالمرور خاصة في أوقات الذروة». وعن طبيعة عمله يقول المسعودي «أنقل أنواعاً مختلفة من البضاعة في أكياس وصناديق، وحرص على عدم وقوعها وإتلاف ما بداخلها. وأعتمد أحيانا على الدراجة أو العربة اليدوية لنقل الحمولات الثقيلة خاصة إذا كانت حركة المارة في السوق محدودة، وهناك من يعتمد على البهائم لنقل البضائع والغالبية تحملها على الكتف». وعن معاناة ممارسي هذه المهنة، يقول المسعودي «انحنت ظهورنا ووهنت سواعدنا وتورمت أيادينا بسبب هذا العمل الشاق، مقابل دراهم قليلة، فنحن نعاني الفقر والظلم الاجتماعي والأمراض التي تفتك بنا بسبب ما نحمله يوميا على ظهورنا وأكتافنا، فهذا العمل شاق جدا». ويطالب المسعودي شأنه شأن باقي ممارسي هذه المهنة بقانون خاص لحماية الحمالين يحدد حقوقهم وواجباتهم ويمنحهم تعويضات عن الإصابات وتأمينا صحيا. معاناة وتهميش يتفق إبراهيم الطيبي مع ما ذهب إليه زميله المسعودي، ويقول «نحن نعاني من التهميش والظلم والفقر والحرمان من الحقوق الاجتماعية، كما أن البعض يعاملنا بازدراء ويتهمنا بأننا لصوص ونشالين وآخرون يرفضون أداء الأجرة ويعتدون علينا، إضافة إلى المتاعب الصحية بسبب هذا العمل المضني». ويشير إلى أن بعض زملائه هجر هذه المهنة بسبب ما يتعرض له أثناء نقل البضائع وتزويد التجار بها، وآخرون يبحثون باستمرار عن فرص جديدة بدل الاستمرار في العمل بسبب كثرة حالات الاعتداء ورفض أداء الأجرة، وآخرون فضلوا بيع أكياس النايلون للمتسوقين، ومساعدتهم في نقل المشتريات على نقل البضائع الثقيلة، وهناك فئة أخرى من الحمالين الذين يحتفظون بعلاقة جيدة مع التجار أصبحوا الآن متخصصين في المناداة على الزبائن والترويج للبضائع بطريقة خاصة تدل على البضاعة المعروضة وثمنها». وعن نشاطهم في موسم الأعياد والعطل، يقول الطيبي «تزدان المحال التجارية بالبضائع ويزدهر نشاط الأسواق في الأعياد والمواسم حيث نقوم بتجديد بضائع المحال ونقل البضائع القديمة للمورد، فالزبائن يبحثون عن الجديد دائما ولا تكتمل فرحتهم إلا بشراء الملابس الجديدة والحلويات وكل ما تعرضه المتاجر، لذلك فان عملنا يستمر حتى ساعات متأخرة بسبب صغر مساحة العرض داخل المحال التجارية وكثرة المتسوقين».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©