الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهاتف الذكي يحدث انقلاباً في أسواق تكنولوجيا الإعلام

الهاتف الذكي يحدث انقلاباً في أسواق تكنولوجيا الإعلام
18 ديسمبر 2011 21:01
تستحوذ تطبيقات الهاتف الذكي، الراهنة والمتوقعة، على اهتمام الكثير من المحللين المتابعين للتكنولوجيا كما لشركات الإعلام وغيرها من المجالات. والمفارقة الأبرز التي يمكن تسجيلها في هذا الإطار هو أن هذه الأجهزة قلما باتت تستخدم للوظيفة الأساسية التي صنعت من أجلها، أي إجراء المكالمات الهاتفية، في حين أنها تزحف على استخدامات أجهزة أخرى وتهدد أسواقها العالمية. إطاحة بالجملة لا يتوقف تأثير تكنولوجيا هذه الهواتف عند هذا المستوى بل يتعداه إلى ما هو أبعد بكثير من ذلك. وقد تحدث تقرير نشرته صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن ما يحدثه الهاتف الذكي «يعتبر ثورة». وفي إشارة إلى أن «الهاتف الذكي أصبح متطورا لدرجة بدأ يحل فيها شيئا فشيئا مكان أجهزة التصوير والستيريو هاي فاي وهاتف تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية «جي بي أس»، ذكرت كاتبة التقرير إلسا بيمبارون أنه لم يسبق أن أصاب جهاز إلكتروني هذا القدر من الأضرار والخسائر بأسواق موازية له، وأن الهاتف الذكي لم يتوقف منذ انتشاره عن التسبب بسقوط ضحايا. فقد أدى الهاتف المحمول الذي لم يكن قد أسمي ذكيا بعد، ومن خلال توفيره وظائف المفكرة وكتيب العناوين، إلى اختفاء أجهزة المفكرة الأجندة الإلكترونية (بي دي إيه) ومنها تلك التي كانت لاقت شهرة مثل جهاز «بالم». وهذه «الثورة تفرض تحديدا على مصنعي أجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار، جي بي أس ، وأجهزة الكاميرا إعادة النظر والتفكير باستراتيجيات عملهم والبحث عن منتجات جديدة، وعن التميز أيضا عن الهاتف الذكي». ويساعد الانتشار السريع للهواتف الذكية على سرعة إحداث هذه التغيرات، ووفق التقرير فإن الهواتف الذكية أصبحت تشكل من الآن وصاعدا ربع سوق الهواتف المحمولة على المستوى العالمي. وإذا أخذنا بالاعتبار أن عدد الهواتف المحمولة في العالم قد بدأ يتجاوز عدد سكان العالم، فلنا أن نتخيل حجم الانتشار الذكي منها، حتى لو أن المقصود بأعداد الهواتف المحمولة هي تلك التي تستخدم فعلا ولم تعرض للتلف أو خرجت فعليا من الاستخدام لتخلف وظائفها عن الهواتف الجديدة. فيكفي معرفة حجم سوق الهواتف المحمولة المباعة سنويا لمعرفة الوتيرة السريعة للآثار «السلبية» المرتبة على انتشار الذكية منها على إلكترونيات أخرى. وبحسب التقرير؛ فإنه يفترض وصول عدد الهواتف الذكية المباعة في العالم لهذا العام إلى 450 مليون جهاز؛ أي أن اكثر من مائة وعشرة ملايين جهاز ذكي تكون قد أضيفت على الأسواق هذا العام فقط. وإذا كان صحيحا أن الأسواق الناضجة في الدول الأكثر نموا، تمثل ثلاثة أرباع سوق الهواتف الذكية، فإن العالم الآخر أو الأسواق الأقل نموا لن تكون بعيدة جدا عن الالتحاق بالوتيرة ذاتها من سرعة التغيير. منافسة مختلفة عودة إلى تقرير «لوفيجارو»، فإنه يعتبر أن الهاتف الذكي في طوره الآن لمنافسة التلفزيون في دور أهم مفتاح لنجاح العلامات التجارية المصنعة. فقبلا، من أجل إثبات حضور وشهرة شركة إلكترونية ما كانت العادة أن تنزل إلى السوق أجهزة وماركة تلفزيون جديدة، وبعد نجاح هذه الماركة تلحق بها المنتجات الأخرى، سواء الإلكترونية أو الأجهزة المنزلية الكهربائية. أما الآن فإن الأولوية هي للهاتف الذكي». ومن الأمثلة على ذلك، إعلان شركة باناسونيك مؤخرا بأنها ستطلق حزمة من أجهزة الهواتف الذكية في أوروبا في العام 2012. وكانت شركة شارب قد قامت بالشيء نفسه في شهر أكتوبر الماضي. وكذلك فإن «سامسونج» جعلت من هذا النشاط ذراعها القوية بينما يحاول المصنعون الصينيون (مثل زي تي اي) والتايوانيون (مثل اتش تي سي) أن يجدوا لهم مكانا تحت هذه الشمس في هذا السوق. وبعد أن يلحظ التقرير كيف أصبحت الوظيفة الأولى المفترضة له أي الاتصال والتهاتف ثانوية يلفت إلى اهم استخداماته الأخرى حاليا كمفكرة وجهاز تصوير، وتحديد للمواقع، وقارئ موسيقى (إم بي 3 أو إم بي 4)، وراديو. كما أن المستخدمين من الأعمار التي تقل عن 25 سنة، يدخلون عبر الهواتف إلى الإنترنت أكثر مما يفعلون عبر أجهزة الكمبيوتر. كما بدأت مشاهدة التلفزيون عبر المحمول تصبح من العادات الدارجة. ولكن الأهم أن المستخدمين لم يستفيدوا بعد من جميع الإمكانيات التي توفرها هذه الهواتف. وتحدث التقرير عن تطبيقات جديدة دخلت حيز التنفيذ منها قيام المصنع الفرنسي «باروت» باستخدام الهاتف الذكي كأداة تحكم للعبة الهليكوبتر وما شابه. ومن الاستخدامات المتوقعة للهواتف الذكية ما سيبدأ تفعيله قريبا ومنها ما يلوح في المستقبل غير البعيد. فخلال الأشهر القادمة سيكون على الهواتف الذكية دمج وظائف الدفع بدون اتصال وسيكون بالإمكان استخدامها كحاملة نقود إلكترونية، وربما «بطاقات النقل» (اشتراكات في وسائل النقل العامة) وربما بطاقات صحية، رغم أن الأخير يطرح إشكالية السرية والخصوصية فيما خص كشف الملفات الطبية للمستخدمين من قبل الشركات المشغلة. توقعات مستقبلية لجهة الاستخدامات المتوقعة لاحقا، أورد تقرير صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إمكانية استبدال أجهزة التحكم بالتلفزيونات بتطبيقات تحمل على الهاتف المحمول أو على لوحات الكمبيوتر الرقمية. ويختم التقرير بالإشارة إلى أن «هناك من يتخيل أيضا بأنه سيكون بالإمكان في المستقبل التحكم بالمنزل وإتاحة خيار إضاءة أو إطفاء أجهزة التدفئة أو الإنارة عن بعد أو حتى مراقبة الأطفال. وقد صممت شركة فرنسية، «وايسينجز» ما يسمى «بيبي مونيتير»، وهو أداة تستخدم مع «آي فون»، ويسمح بمراقبة الطفل الرضيع عن بعد. كما أن مصممي ومصنعي السيارات ليسوا غائبين بدورهم. فهم يضاعفون محطات استقبال المحمول، بحيث سيكون بالإمكان مثلا، فتح أبواب السيارة من خلال هاتف ذكي، أو تشغيل التكييف عن بعد». وبالفعل فالمنطق التاريخي الخاص بالتكنولوجيا والاختراعات يحدثنا بعدم جواز استبعاد أي احتمال. كما يؤكد بأن رواج أي منتج لدى الناس كان دائما يخلف وراءه منتجات أخرى يطويها النسيان. قد تكون أكثر أهمية من حيث أهميتها العلمية، ولكن إقبال الناس يبقى عاملا رئيسا في تحديد مصير أي جهاز. وإذا ما ثبت أن الهاتف الذكي وتطبيقاته قادرة على القيام بعدة وظائف مفيدة من خلال جهاز واحد فإن أجهرة أخرى كثيرة ستندثر أهميتها التجارية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©