الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هند صبري: «أسماء» هدية انتظرتها طويلاً ومرضى الإيدز أدهشوني

هند صبري: «أسماء» هدية انتظرتها طويلاً ومرضى الإيدز أدهشوني
18 ديسمبر 2011 21:01
حصدت هند صبري إعجاب النقاد عقب العرض الخاص لاحدث أفلامها السينمائية «أسماء» بالقاهرة أمام ماجد الكدواني وهاني عادل وسيد رجب وسيناريو وإخراج عمرو سلامة، ويتناول قصة امرأة مصابة بالإيدز ومعاناتها من نظرة المجتمع للمرض. فقد جاء أداؤها مميزا وتلقائيا وظهرت في معظم أحداث ومشاهد الفيلم بلا مكياج وترتدي ملابس متواضعة وتضع الحجاب. حصد فيلم «أسماء» العديد من الجوائز في مهرجان أبوظبي السينمائي الأخير، حيث فاز ماجد الكدواني بجائزة أحسن ممثل وحصل مخرجه عمرو سلامة على جائزة أفضل مخرج عربي، وكل منهما أهدى الجائزة لهند صبري. وأكدت هند لـ»الاتحاد»، أنها أحبت شخصية «أسماء» التي جسدتها في الفيلم منذ القراءة الاولى للسيناريو، الذي كتبه المخرج عمرو سلامة، وزاد حماسها عندما علمت ان الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية لشخصية حقيقية. مشيرة الى انها علمت الكثير عن مرضى الايدز خلال رحلة الإعداد للفيلم والتي استمرت أربع سنوات. وقالت: اهتمامي بالايدز لم يكن بسبب الفيلم فقط بل قبل ذلك بسنوات حيث كان لي شرف المشاركة في حملة توعية بالمرض تحت رعاية منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة. وشاركت في عدة حملات في الفترة بين عامي 2004 و2009 وعندما طرح عمرو سلامة عليًّ الفكرة رحبت ووجدت السيناريو ثريا بالتفاصيل المدهشة التي تعيد الشخصيات الرومانسية للسينما بشكل يحترم عقل الجمهور واعتبرت «أسماء» هدية كنت أتمنى العثور عليها. السينما الجادة وعن اختياراتها الفنية وانحيازها للسينما الجادة في أفلامها الأخيرة قالت: أنا أنحاز للسينما الجادة الشجاعة والمستقلة رغم حرصي على ان تكون أدواري متنوعة وبعيدة عن النمطية، لكن متعتي أن أجد موضوعا مهما يناقش قضية تمس الناس وتؤثر فيهم وأتمنى ان تكون لافلامي رسالة هادفة ومؤثرة حتى لو كان ذلك من خلال معالجة كوميدية. وأكدت أن اهم ما يميز سيناريو فيلم «أسماء» هو ان المخرج والسيناريست عمرو سلامة جعلها شخصية ثلاثية الابعاد وليست شخصية مسطحة مجرد شكل وأحداث، وهذا على عكس أغلب الشخصيات النسائية في معظم الافلام والسيناريوهات، حيث نادرا ما نجد اهتماما برسم تفاصيل الشخصيات النسائية بل هي مجرد شخصيات بلا عمق ووجودها يكون لاستكمال الصورة. وبررت قبولها الظهور بلا مكياج وهي ترتدي الحجاب في معظم المشاهد قائلة: الشخصية لسيدة عمرها 45 عاما من أصول ريفية وانتقلت للقاهرة لذلك لهجتها أحيانا تكون قريبة من أهل الريف وتارة أخرى تتحدث بلكنة أهل القاهرة ومن المنطقي ان تكون بلا مكياج وترتدي الحجاب البسيط والملابس المتواضعة بحكم بيئتها وأسلوب حياتها البسيطة، والشخصية تمر بعدة مراحل عمرية حتى يصبح عمرها 45 عاما وكل هذه عوامل تجعلني أستمتع كممثلة. معاناة مرضى الإيدز وحول دراستها لمرض الإيدز ولقائها بعض المرضى قالت: قرأت عن الإيدز وزرت عددا من المرضى واستمعت للعديد من القصص الانسانية عن معاناتهم ومخاوفهم، واكتشفت انهم لا يشعرون بالخوف من الموت ولا يتوقف تفكيرهم طوال الوقت عند إصابتهم بالايدز، بل خوفهم الرئيسي من ان يتعرضوا للاصابة بأي مرض اخر ويحتاجوا لدخول مستشفى لاي سبب فالكل يصيبه الهلع والخوف من التعامل معهم حتى المستشفيات ترفض إجراء الجراحات الضرورية لهم مثل حالة «أسماء» التي ظلت تعاني آلام المرارة وتخوف الاطباء من إجراء الجراحة لها ورفضت المستشفيات قبولها. رغم ان المعلومات المؤكدة والتي يعرفها الاطباء بالضرورة تؤكد عدم وجود اي خطورة للتعايش مع مريض الايدز في ظل اتخاذ الاحتياطات البسيطة المعروفة. واضافت: قبل زيارتي لمرضى الايدز كنت مهيأة تماما وفوجئوا بي أصافحهم وأقبلهم وأتعامل معهم بلا اي خوف، وقد أدهشتني روحهم المرحة والابتسامة على وجوههم ولعل الشيء المشترك بينهم رغم اختلاف الشخصيات هو حرصهم على إخفاء حقيقة إصابتهم بالايدز عن معارفهم وأقاربهم أو زملائهم، فمريض الايدز عنده تخوف كبير من المجتمع الذي يحاكمه على مرضه وشعرت بالمعاناة التي يعيشون فيها بسبب اضطرارهم للحياة بشخصيتين، شخصية طبيعية أمام أسرهم وأقرب الناس اليهم وشخصية أخرى مصابة بالايدز تخضع لبرنامج علاجي وتتشارك مع زملاء مصابين بالمرض نفسه وتجمعهم جلسات شهرية يلتقون فيها مع المتخصصين ومع بعضهم البعض للترويح عن أنفسهم والحديث بحرية عن مرضهم الذي يحملونه ويتكتمون الحديث عنه، وهو ما طرحه الفيلم بقوة ليؤكد انهم مواطنون لهم كامل الحقوق. منتج جريء وقالت هند إنها تؤمن بأن الفنان لابد ان يغير شكله ومظهره بما يلائم الشخصية وتفضل أن يراها الجمهور بشكل جديد في كل عمل حتى يقتنع بمصداقية الفيلم، مؤكدة انها تعشق الأدوار الصعبة وليست موديلا ولا يهمها ان تظهر على الشاشة صارخة الجمال، واكثر ما يسعدها ان تعيش من خلال عملها حياة ناس آخرين يختلفون عن حياتها العادية. وعن لغة الحوار والمستوى الثقافي الذي تحدثت به شخصية «اسماء» التي جسدتها قالت: نجح عمرو سلامة في كتابة حوار جيد وجمل متميزة تحمل معاني ورسائل واضحة للجمهور والمجتمع، وهذه النوعية من الأفلام تجعلنا نخرج أنبل القيم الانسانية العظيمة فهي تطهرنا ونحن في أمس الحاجة لتلك المشاعر النبيلة هذه الايام ومرضى الايدز يتحدثون عن مرضهم بأسلوب يعكس ثقافة ومعرفة علمية بطبيعة مرضهم وكلهم يتأثرون بالجلسات التي تجمعهم بالمتخصصين ولذلك رصيدهم من المعرفة كبير. وبررت تأخر عرض الفيلم أربع سنوات بأنه تعرض لبعض المعوقات الانتاجية وتأجل تصويره، فلم يكن من السهل الحصول على منتج جريء يقبل طرح هذه النوعية من الافلام التي قد يراها البعض غير مضمونة من الناحية التجارية. ورغم ان التصوير بدأ قبل نحو عام ونصف العام فقط فقد توقف بسبب الأحداث التي مرت بها مصر. ووصفت المثالية والرومانسية التي جسدتها من خلال شخصية «أسماء» بأنها أقل كثيرا مما كان في القصة الواقعية للبطلة فهي سيدة ضحت بحياتها من أجل تحقيق رغبة زوجها في الانجاب، مؤكدة ان الواقع أشد مثالية ورومانسية وربما أكثر غرابة. السينما ساحة مفتوحة تقول هند صبري، عن موقفها من وصول التيار الاسلامي للسلطة في مصر وتونس، إن لديها قناعة بان السياسة لم ولن تحدد مسار الفن، وإلا ما كان لدينا أفلام جميلة وممثلون من إيران يحصدون الجوائز في المهرجانات. بل ان المجتمع المدني هو الذي يلقي بتأثيره على السينما وعلى السياسة، مشيرة الى ان البعض يفضل إلقاء اللوم على السياسيين في تراجع مستوى الأفلام. ونحن لا يجب ان نصاب بالهلع أو الخوف من وصول تيار معين للسلطة، لان المهم ان يظل الفنان يقاوم ولا يتصادم مع المجتمع بحيث تظل السينما ساحة مفتوحة تقدم رؤى متعددة وأفكارا جديدة، وعلينا كمجتمع ان نتقبل اختلاف الرؤى ونقاوم من يحاول منع الآخرين من طرح أفكارهم ورؤيتهم طالما كان ذلك في إطار لا يصطدم مع قيم وتقاليد المجتمع. واعتقد ان ثروتنا الحقيقية في العالم العربي هي في أنفسنا ومجتمعاتنا. وحول الجديد الذي تستعد له في 2012 قالت هند: استعد لتصوير مسلسل تلفزيوني جديد مأخوذ عن رواية أدبية وهو اتجاه جديد أتمنى ان استكمله وان أقدم أعمالاً فنية عن نصوص أدبية مميزة، وسوف أعلن عن تفاصيل العمل قريبا بعد التعاقد.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©