رام الله-الاتحاد ووكالات الانباء: رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة قد يسقط من الذاكرة الهزيمة التي مني بها العرب أمام إسرائيل في حرب 5 يونيو ،1967 واكد ان الاستقرار الاقليمي والدولي يتطلب ولادة الدولة الفلسطينية· وحذر عباس في كلمة متلفزة لمناسبة الذكرى الاربعين لحرب 67 من نشوب حرب أهلية في قطاع غزة والضفة الغربية، وقال إن الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية أضرت بالقضية الفلسطينية وبهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة·
وقال عباس ''ولئن سجل يونيو في تاريخ الشرق الاوسط والعالم كهزيمة كبرى مني بها العرب أمام إسرائيل فان تمردنا على هذه الهزيمة رغم كل الصعوبات ربما يعادل خسارتنا في تلك الحرب أو ربما أن اذن الله نسقطها من الذاكرة بانجاز كبير هو إنهاء احتلال الأراضي العربية والفلسطينية وقيام دولتنا المستقلة''· واضاف''ما زالت لدينا مساحة من الأمل بالرغم من تعثر عملية السلام بشكل تام وفي غياب اي آفاق سياسية''· وقال ''العالم كله يجمع على حتمية ولادة الدولة الفلسطينية كأساس للاستقرار الاقليمي والدولي وهذا أمر لا يستهان به''·
ووصف عباس بـ''التاريخ الأسود'' حرب يونيو 1967 التي ادت الى احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية، مؤكدا أن ''شعبنا وامتنا يدفعان ثمنا باهظا لهزيمة كبرى''· وتابع ''نقولها بكل ثقة، لقد تجاوزنا الهزيمة بالثورة، وها نحن رغم كل الصعوبات، نحث الخطى نحو الدولة كهدف اضحى قريبا''· وقال إنه يسعى الى هدنة في أعمال العنف الاسرائيلية-الفلسطينية، مجددا انتقادات لقيام المقـــــاومة باطلاق الصواريخ غير المجدية قائلا انها تعطي الجيش الاسرائيلي ذريعة للمضي قدما في تدمير منهجي لمرافقنا وممتلكاتنا في قطاع غزة·
واتهم عباس الاسرائيليين بالسعي الى حصر جدول اعمال لقائه المرتقب غداً في اريحا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، مؤكدا عزمه على طرح كل المشكلات التي يعاني منها الفلسطينيون في ما يتعلق بجدار الفصل الاسرائيلي والاستيطان والاسرى والاموال الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل· وقال ''سأُلح على ضرورة فتح مسار تفاوضي كي لا نظل جميعا عالقين في دائرة عنف لا تهدأ''·
ومن المتوقع ان يعرض عباس على أولمرت وثيقة للتهدئة تنص على هدنة ''شاملة ومتبادلة ومتزامنة'' اقرتها الحكومة برئاسة اسماعيل هنية الليلة قبل الماضية· وكان عباس أكد أن عرضه يتضمن عشر نقاط تنص خصوصا ان تتوقف التنظيمات عن اطلاق الصواريخ وان تتوقف اسرائيل عن العمليات الجوية والبحرية والبرية، كما تنص على أن تنسحب التهدئة على الضفة الغربية خلال شهر من تاريخ البدء في قطاع غزة·
لكن إسرائيل رفضت امس هذه الخطة قائلة إنها ترغب في تطبيق وقف لإطلاق النار يتم الالتزام به بشكل كامل في قطاع غزة أولاً· وقالت ميري إيسين المتحدثة باسم أولمرت ''لا تعتزم إسرائيل بأي شكل من الأشكال أن تبحث ولو مجرد فكرة التوصل إلى تهدئة في الوقت الراهن في الضفة الغربية''·
وأضافت ''بادئ ذي بدء سيتم تطبيق تهدئة كاملة في قطاع غزة لم يشهد القطاع مثلها منذ (إعلان التهدئة هناك) في نوفمبر الماضي··لن نكون مجبرين على توسيع التهدئة التي لم يلتزم بها قط الجانب الفلسطيني''·
عدد اليوم
