السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاجآت تراثية في ملتقى السمالية وتتويج للقيادات الشبابية

مفاجآت تراثية في ملتقى السمالية وتتويج للقيادات الشبابية
19 ديسمبر 2011 10:19
انطلقت أمس فعاليات ملتقى السمالية الربيعي، الذي يقام ضمن فعاليات متنوعة لنادي تراث الإمارات وتستمر حتى الخامس من يناير المقبل، وذلك بمشاركة 700 طالب وطالبة من مختلف أقسام النادي، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. وأوضح رئيس قسم الأنشطة البحرية بالإنابة في النادي، سعيد على المناعي، أن الملتقى سيحرص على الاستفادة من ملائمة المناخ ليمنح رواده فرصة القيام بأنشطة ترفيهية وتثقيفية متنوعة. وقال إن الملتقى يتيح للعائلات وذوي الطلبة إمكانية المشاركة في رحلات تعريفية في أرجاء جزيرة السمالية التي تتضمن الكثير من المعالم المميزة، مشيراً إلى أنه قد جرى تخصيص مجموعة من الخيام المجهزة بما يمنح ضيوف الملتقى من العائلات إمكانية الحصول على الاستقلالية المنشودة. الجديد في فعاليات الملتقى لهذا العام يتمثل بتخصيص الأسبوع الأخير منه، وهو يمتد على ثلاثة أسابيع، لمجموعة النخبة، وهم الطلاب الذي أنهوا الدراسة الثانوية، وسبقت لهم المشاركة في مجموعة من الدورات المتعاقبة للملتقى، حيث سيخضع هؤلاء لامتحانات في المواد التثقيفية التي يقدمها الملتقى، ويمنحون في ختامها شهادة تقديرية، بما يجعل منهم قادة شبابيين مهيأين للقيام بمهام تدريبية في الملتقيات المقبلة. وأضاف المناعي أن الورش التدريبية التي أقيمت للطلبة في المموسم الحالي تتضمن أنشطة تراثية، وأخرى بحرية، إضافة إلى تعليمهم كيفية التعاطي مع الإبل، حيث تقام هذه الأنشطة جميعها بإشراف مدربين محترفين وذوي خبرة، كما جرى تنظيم إذاعة خاصة بالملتقى تبث أغاني وطنية على مدار الوقت، وذلك إنسجاماً مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات. المناعي أوضح أن الألعاب الترفيهية التي سيحظى بها الطلاب المشاركون في الملتقى ستكون مفتوحة على بعد تراثي، وستشمل برامج اليولة وشد الحبل، وستتخللها مسابقات تراثية تعتمد على طرح أسئلة تتصل بأدوات التراث المختلفة، وكيفية استخدامها. كذلك يشتمل البرنامج الذي تم وضعه للملتقى هذا الموسم على نظام تعريفي بمدرسة الإمارات للشراع، يوضح كيفية الالتحاق بها، ووسائل التدريب المعتمدة في سياقها. مكان للعائلات في اليوم الأول للملتقى بلغ عدد الطلاب المشاركين حوالي 250 طالباً في جزيرة السمالية، فيما التحقت قرابة الستين طالبة ببعض المراكز التابعة لنادي التراث حيث تقام أنشطة مخصصة للفتيات، وذلك قبل أن يجرى تخصيص أسبوع كامل من أنشطة السمالية للأنشطة النسائية. وتوقف مدير قسم الأنشطة البحرية بالإنابة في نادي تراث الإمارات عند رفع سوية التنسيق القائم بين القيمين على الملتقى وذوي الطلبة المشاركين فيه، حيث ستتاح الفرصة أمام الأهل لمتابعة كل ما ينجزه ابناؤهم على مدار الوقت، كما سيكون متوافراً لهم زيارة الجزيرة والاطلاع على مختلف المرفقات العائدة لها، وذلك برفقة أدلاء سياحيين يتولون شرح النقاط الغامضة، وإضفاء الفائدة على الجولات المتخصصة. المفاجأة الممتعة التي يعد بها المناعي رواد الملتقى وزوار الجزيرة لهذا الموسم تتمثل بافتتاح ممشى القرم أمامهم، وهو عبارة عن ممر في وسط البحر تضم جنباته أصنافاً متعددة من الطيور والأحياء المائية، حيث يمكن للعبور من خلاله أن يكون متعة استثنائية نادرة، والأرجح أنه سيبقى طويلاً في ذاكرة العابرين، الذين سيقعون على مشاهد مفرطة في روعتها. توسيع المدار يشير سعيد المناعي إلى تلقي إدارة الملتقى طلبات اشتراك من عائلات مقيمة خارج إمارة أبوظبي، مثل دبي وسواها، بما يعني خروج الملتقى من دائرة العاصمة وحدها، ليأخذ بعداً واسعاً يطال مختلف إمارات الدولة، وهو أمر مبشر، كذلك سيشهد الملتقى في السابع والعشرين من الجاري زيارة لوفد ملتقى الشباب العربي المنعقد في إمارة الشارقة، أما على الصعيد الترفيهي فستكون الألعاب متاحة للأطفال على مختلف فئاتهم العمرية، حيث بوسع الطفل الذي لا يتجاوز عمره السنة الواحدة أن يجد وسائل ترفيه ملائمة. كما سيشهد الملتقى مشاركة شخصيات كرتونية إماراتية مثل أم خماس وسواها. كما سيكون لمركز البحوث البيئية في نادي تراث الإمارات دوره هذا الموسم، حيث ستقام ورش تدريبية للطلبة على تربية الأسماك بطرق علمية، وبإشراف متخصصين. تدريب على المسؤولية المناعي توقف عن مجموعة من التعليمات التي جرى توجيهها إلى المدربين والمشرفين ليتولوا بدورهم إيصالها إلى طلبتهم، وهي تتصل بالتعامل بروح مسؤولة مع الممتلكات العامة، لا سيما في الجزيرة، والتوخي المطلق للحرص على النظافة، وتعليم الطلبة ما الذي يعنيه مفهوم المحمية البيئية التي تمثلها جزيرة السمالية، أي الحفاظ على الأحياء الحيوانية والنباتية، وعدم تعويض أي منها لأي خطر ينجم عن الاستهتار أو عدم الانتباه لمخاطر التصرفات العشوائية، مشيراً إلى من شأن ذلك أن ينمي الوعي البيئي لدى الطلبة، للتعامل مع الكائنات المحيطة بهم بطرق علمية مدروسة. كذلك طمأن المناعي ذوي الطلبة إلى أن إدارة الملتقى اتخذت كل الإجراءات التي تؤمن حماية الطلبة المشاركين من مختلف الأخطار، خاصة لجهة تأمين سيارات إسعاف، ومركز طبي متخصص، وعناصر إنقاذ جاهزين للتدخل عندما تدعو الحاجة. من جهته أوضح أحمد ابراهيم الحمادي، رئيس مركز السمحة في نادي تراث الإمارات، أن عدد الطلبة المنتسبين إلى مركزه والمشاركين في الملتقى بلغ ستين طالباً، بعضهم سبقت له المشاركة، وهم مهيأون نفسياً لتقبل الأفكار التوعوية والتلقينية التي سيقترحها الملتقى عبر أنشطته المختلفة، كذلك هم متحمسون للإطلاع على العادات التراثية المتشعبة التي سيقدمها لهم مختصون في هذا المجال، وذلك انسجاماً مع مفاهيم ذويهم وبما يجعلهم أكثر قرباً من تاريخ أسلافهم الذين تركوا بصمات مؤثرة في هذه البقعة الجغرافية العامرة. اجتياز العقبات في اليوم الأول من أيام الملتقى خصصت ساحة واسعة محاطة عدد من الخيم يقارب الاثنتي عشرة خيمة لممارسة مجموعة من النشاطات التدريبية، حيث أقيمت عملية تفحيم للإبل، أي تعويدها على تقبل المكان والموجودين فيه، قبل أن يتولى المدربون تلقين مجموعة من الفتية في مقتبل العمر كيفية امتطاء ظهور الهجن، ما بدى مثيراً للاهتمام أن المتدربين تخطوا سريعاً حاجز الرهبة الذي يفصلهم عن تلك الحيوانات العملاقة، وبفترة قياسية أمكنهم أن يتأقلموا مع متطلبات إخضاعها، ليبدوا كما لو أنهم متمرسون في العملية، في حين أن معظمهم كان يتعامل مع الإبل لأول مرة. وفي ركن آخر من الساحة أصغت مجموعة أخرى من الطلاب إلى شروحات نظرية عن الشراع البحري تولاها مدربون محترفون، لم يجدوا صعوبة في تلقين الطلبة أساسيات التعامل مع الشراع المائي، وكيفية تأمين توازنه، ثم الانتقال إلى الموجه الذي يحدد اتجاه مسيره، ناهيك عن الشراع الذي تتعلق مهمته بالتفاعل مع اتجاه الريح، وأوضح المدربون أن هذه الدروس النظرية هي مقدمة لتجارب عملانية في البحر، حيث سيصار لاحقاً إلى إجراء سباق في المراكب الشراعية ينال الفائزون جوائز في سياقه. السير فوق الرمل المرحلة التالية كانت مرحلة المراكب الرملية، وهي تشبه مثيلتها المائية لكنها تختلف عنها لكونها تسير على الرمل وليس فوق الماء، وهو ما يجعلها تحتاج إلى جرعات هوائية كافية، وقد أجرى أحد الطلبة تجربة على الزورق الرملي وسط دهشة زملائه الذين تعجبوا كيف يمكن لمركب أن يمشي بانسيابية وسهولة فوق الرمل. بدوره كان المدرب التراثي حبثور الرميثي يشرح لمجموعة من الطلاب الذين تحلقوا حوله، وراحوا يصغون اليه بشغف، كيفية صناعة شباك الصيد، وأنواع تلك الشباك التي تختلف تبعاً للحاجة من استخدامها، في صيد الأسماك متنوعة الحجم. الرميثي قدم لللاب فكرة أولية عن كيفية استخدام المغزل الدوارة في صناعة الشباك، حيث بدت براعته واضحة في غزل الخيوط بمهارة واقتدار، كذلك تجلت قدراته في إيصال فكرته واضحة إلى الطلاب دون صعوبة. يشار إلى أنه وعلى مدى أسابيع ثلاثة ستتواصل أنشطة ملتقى السمالية الربيعي حيث تتوزع تلك الأنشطة على مجموعة من التدريبات التي تشمل التجديف عبر الشراع التقليدي، والسفينة التراثية، والعادات والتقاليد الإماراتية، والهجن، والملعب الصابوني، والفروسية، والرماية، والطيران الالكتروني، إضافة إلى الألعاب الشعبية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©