الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأولمبياد الصيفي: أكلاف الأمن والتنظيم

18 ديسمبر 2011 20:52
من المرتقب أن تستعين بريطانيا بما يصل إلى 13500 جندي من أجل المساعدة على تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام على أرضها في العام المقبل. وسيكون ذلك الرقم بمثابة وجود عسكري يتجاوز في حجمها عدد القوات التي تسهم بها بريطانيا ضمن التحالف العسكري الغربي العامل في أفغانستان. وتهدف بريطانيا من الاستعانة بهذا العدد من الجنود إلى توفير دعم للشرطة والمساعدة على حماية الأماكن الأولمبية قبل وخلال الحدث الرياضي العالمي الذي سينظم على مدى أسبوعين في شهر يوليو من العام المقبل في العاصمة لندن، وهو الحدث الذي وصفه وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، يوم الخميس الماضي، بأنه "أكبر تحد أمني تواجهه هذه البلاد منذ عدة عقود". الكتيبة العسكرية ستكون جزءاً من إجراءات أمنية ضخمة تضاعفت كلفتها من نحو 440 مليون دولار إلى قرابة 863 مليون دولار، وهو ما أدى إلى تحذيرات من أن دافعي الضرائب قد يدفعون أكثر من الـ14?5 مليار جنيه استرليني التي كانت متوقعة كمساهمة من الحكومة في استضافة الألعاب الصيفية، هذا في وقت يستعد فيه السكان لاقتطاعات جذرية من ميزانيات الدعم والإنفاق الاجتماعي. غير أنه قد لا تكون أمام المنظمين لهذه الألعاب خيارات كثيرة في وقت لم يعد يفصلنا فيه عن موعد الألعاب الأولمبية سوى سبعة أشهر فحسب. وكانت أخبار قد انتشرت خلال الشهر الماضي مفادها أن مراجعة رسمية للترتيبات الأمنية سخرت من المخطط الأصلي للجنة الأولمبية المنظمة، والذي كان يقضي بتعيين 10 آلاف موظف أمن خاص، باعتباره إجراءً غير كاف، وذلك على اعتبار أن ضعف ذلك العدد على الأقل سيكون ضرورياً من أجل مساعدة الشرطة في القيام بدوريات في القرية الأولمبية، وتفتيش الحقائب، وتطبيق تدابير أمنية أخرى في أماكن المنافسات الرياضية المنتشرة عبر أماكن متفرقة من لندن. وعلاوة على ذلك، فقد نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم غير راضين بتاتاً عن الترتيبات الأمنية البريطانية المتخذة حتى الآن، لدرجة أنهم يستعدون لإرسال 1000 موظف أمني، من بينهم 500 عنصر من "مكتب التحقيقات الفيدرالي"، إلى لندن، وذلك من أجل المساعدة في الحفاظ على أمن وسلامة الرياضيين والدبلوماسيين الأميركيين خلال هذه الألعاب. هذا وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت يوم الخميس الماضي أن ما يصل إلى حوالي 7500 جندي سيوزعون على الأماكن الرياضية من أجل المساعدة على القيام بإجراءات أمنية "على شاكلة ما هو متبع في المطارات الدولية"، في حين سيقوم نحو خمسة آلاف موظف إضافي بدعم الشرطة اللندنية، المعروفة أيضا باسم "سكوتلاند يارد"، ولاسيما في حالة حدوث طوارئ مدنية غير متوقعة للمنظمين. أما الـ1000 جندي الباقون، فستتمثل مهمتهم الأساسية في توفير الدعم اللوجستي الذي يحتاجه المنظمون من أجل القيام بالمهمة على أكمل وجه ممكن. وعلاوة على ذلك، فمن المرتقب أن يتم توفير وحدات التخلص من القنابل، والكلاب العسكرية، ومروحيات النقل والإنقاذ، والمروحيات المقاتلة، في حين سترسو السفينة الحربية البريطانية "أوشن"، والتي تعتبر الأكبر في أسطول البحرية الملكية، في نهر التايمز عند جرينيتش في جنوب لندن. وفي هذا السياق أيضاً قال هاموند للصحفيين: "إنه التزام مهم"، مضيفاً القول بأن الجنود "سيضيفون قوة وصلابة إلى ما سيكون عملية يقودها المدنيون بالأساس". وإضافة إلى ذلك، فقد عُلم خلال الشهر الماضي أن الجيش سيقوم أيضاً بنشر صواريخ أرض- جو، وذلك من أجل الحفاظ على "منطقة حظر جوي" فوق الأماكن الأولمبية لا يسمح للطائرات بعبورها. هذا ومثلت التكلفة المتوقعة لألعاب 2012 الصيفية موضوع نقاش حاد منذ أن فازت لندن بحقوق استضافتها في عام 2005. وفي هذا الإطار، يقول بعض المنتقدين إن الألعاب الأولمبية ستزيد الضرائب المحلية على السكان وسترهق المدينة بعدد من الملاعب الفارغة، غير أن الأنصار يعتبرونها استثماراً جيداً سيساعد على إعادة الحياة إلى أجزاء مهملة ومهمشة من شرق لندن. والواقع أنه حين تقررت استضافة لندن لهذه الألعاب قبل ست سنوات من الآن، فإن أحداً لم يكن يتنبأ بالركود الذي ضرب العالم بعد بضع سنوات من ذلك الوقت، أو بمخطط التقشف الشامل الذي اعتمدته العام الماضي الحكومة التي يقودها حزب المحافظين. غير أن منظمي الألعاب الأولمبية يقولون إنهم ينفقون المال على نحو رشيد وعقلاني إلى أقصى حد. وفي هذا الإطار، قال سيباستيان كو، العداء الفائز بالميدالية الذهبية الذي يرأس اللجنة المنظمة: "إننا سنقوم بالإنفاق على الضروريات فقط خلال الفترة الممتدة من اليوم إلى موعد الألعاب الأولمبية"، مضيفاً قوله: "هذه هي الأشهر الصعبة التي كان الجميع يتوقعها قبل ستة أعوام". ثم أضاف: "لقد تمكنا من جمع مبالغ مالية قياسية في أصعب بيئة عرفتها أي دورة من هذه الألعاب على الإطلاق، وسنستمر في القيام بذلك. لكنه سيكون مع ذلك أمراً صعباً إلى حد كبير!". هنري تشو - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «ام. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©