السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فيات» الإيطالية تتوسع «بحذر» في سوق السيارات العالمية

«فيات» الإيطالية تتوسع «بحذر» في سوق السيارات العالمية
18 ديسمبر 2011 22:52
أطلقت “فيات” مؤخراً نسخة جديدة من موديل “باندا” الشهير، فيما تعتبره الشركة الإيطالية لصناعة السيارات أول بادرة لنجاح خطتها التي تتجاوز 20 مليار يورو (26 مليار دولار)، الرامية إلى إحياء صناعتها في بلدها الأم. لكن وبمواجهتها لبطء الاقتصاد الأوروبي المتوقع خلال السنة المقبلة، تخاطر الشركة بتقليص الخطة التي تهدف إلى زيادة السعة الإنتاجية لأكثر من الضعف بحلول 2014. ويقول سيرجيو مارشيوني، مدير الشركة التنفيذي، “علينا توخي الحذر، ونحن نعلم ما نقوم به في مصنع ميرافيوري كما وضحنا ذلك. وبوجود المصنعين الآخرين كاسينو في منطقة لاتسيو وميلفي في جنوب البلاد، يترتب علينا مراقبة ما يجري على مدار الخمسة إلى ستة أشهر المقبلة قبل الالتزام الكامل بأي شيء آخر”. وفي ظل أزمة الديون السيادية والعلاقة السيئة مع اتحادات العمال، توفر وقت كاف للشركة لإعادة تجهيز مصانعها في إيطاليا. وذكر مراقبو القطاع أن المزيد من التأخير ربما يضر بموقف “فيات” الضعيف بالفعل ضد “فولكس فاجن” وشركات منافسة أخرى في أوروبا، حيث لا يزال في انتظارها القيام بعملية تجديد شاملة لمنتجاتها القديمة. وعلى الرغم من تمتع شريكتها الأميركية “كرايسلر” بتعاف قوي في المبيعات الأميركية، إلا أن “فيات” لا يتوفر لها نفس الحظ في غرب أوروبا التي تمثل سوقها التقليدية. وعانت الشركة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2011، من انخفاض في مبيعات التجزئة بنحو 11%، التراجع الأكبر من نوعه بين شركات المنطقة الكبيرة. كما تراجعت حصتها السوقية بنحو 1% إلى 7,3%. وبلغ نصيب “كرايسلر” في الربع الثالث نحو الثلثين من إجمالي أرباح الشركة. ويُذكر أن “فيات” لم تحقق أي أرباح في أوروبا وأنها تحاول الخروج دون خسارة أو ربح بحلول 2014. ولا يبدو أن العام المقبل يحمل كثيراً من الآمال للشركة، وعلى الرغم من أن لديها ما يكفي من المال لتسديد الديون المستحقة في ذلك الوقت، إلا أنه ربما تكون مُرغمة على تقليص الإنفاق على خطتها بأكثر من 5 مليارات يورو. وبموجب شعار تجديد المصانع الذي أطلق عليه مبدئياً فابريكا إيطاليا “صنع في إيطاليا”، تهدف “فيات” إلى زيادة السعة الإنتاجية في مصانعها الخمسة في إيطاليا بنحو 1,4 مليون من السيارات العادية والعائلية بحلول العام 2014، وذلك كجزء من استراتيجية مارشيوني العريضة لزيادة معدل الإنتاج بالاستفادة من الاندماج مع “كرايسلر” التي تملك 53,5% منها. وقامت “فيات” مؤخراً وبعد عامين من الكشف عن خطتها، بعرض موديل “باندا” الذي تم إنتاجه في مصنع “جيامباتيستا فيكو” في مدينة بوميجليانو دو أركو، الذي يُعد أكثر مصنع متطور تملكه أي من الشركتين. أما الموديل الآخر ضمن الخطة، فليس من المتوقع أن يطرح في الأسواق قبل عام من الآن، مما يعني اتجاه “فيات” للاعتماد على مصانع في مناطق أخرى من أوروبا مثل صربيا، لإنعاش موديلاتها. ويعود جزء من التأخير إلى إصرار مارشيوني على تطبيق شروط عمل جديدة تنظم كل شيء من فترات تناول القهوة إلى أجور الوقت الإضافي قبل الإقدام على صرف يورو واحد، للحد الذي هدد فيه بنقل النشاط الصناعي خارج إيطاليا إن لم يحقق ما يخطط له. وأخيراً نجح في إقناع العمال للتصويت في صالح التغييرات في الثلاثة مصانع، كما توصلت الشركة لاتفاقية مع اتحادات عمال الحديد يتم بمقتضاها تمديد عقد العمل الجديد لبقية الموظفين في إيطاليا. وأوقفت “فيات” لفترة وجيزة استثمار أكثر من مليار يورو في مصنع موديل ميرافيوري القديم “فيات 131”، وذلك بعد تغيير الخطط لإنتاج موديل جديد هناك. ومن العقبات التي وقفت في طريق الاستثمار، “فيوم سي جي آي أل” وهو الاتحاد الوحيد الذي اعترض على الشروط الجديدة. ويتمثل مأزق “فيات” جزئياً في ورثتها للقرارات التي تم إصدارها في بداية الأزمة المالية في 2008، حيث عمدت الشركة في ذلك الوقت إلى خفض معدل الإنفاق وإبطاء وتيرة تطوير الإنتاج بحجة عدم جدوى طرح موديل جديد في وقت يعاني فيه السوق من الركود. وكانت النتيجة تفوق الشركات المنافسة عليها تدريجياً خاصة وأنها تطرح موديلات جديدة. وأدرك مارشيوني خطر تأجيل طرح موديلات جديدة لفترة طويلة من الوقت ويقول “ربما يقود ابتعاد الشركة عن الأسواق إلى استنفاد جهودها، حيث من المؤكد أن يساعد طرح الموديلات المستمر على المحافظة على الحصة السوقية”. كما أشار إلى أنه عندما يتعلق الوضع بخفض التكاليف، تملك “فيات” الخيار الذي استغلته مراراً في إيطاليا بوقف العمال عن العمل بأجر مخفض لعدد من الأشهر. لكن لن تأتي ثمار جهود الشركة الرامية إلى اللحاق بالمنافسين قبل حلول العام 2013 عندما يتمخض عن عملية الإصلاحات الكبيرة في مصانعها الأوروبية، طرح 11 موديل بين جديد ومعدل، بالإضافة إلى مساهمة المصانع الأخرى التي تم تحديثها في إيطاليا. ويقول بعض الخبراء أن حقيقة قرار “فيات” بالاستثمار في إيطاليا، ترجح في أهميته على حجم الاستثمارات التي تخطط لها. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©