بيروت - الاتحاد ووكالات الأنباء: بدأ الجيش اللبناني امس تمشيط وقصف مواقع جماعة ''فتح الاسلام'' الذين يتحصنون في مخيم نهر البارد في شمال لبنان ،فيما انتشرت قوة امنية فلسطينية في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا·
وتصاعدت أصوات تبادل إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة وكذلك الانفجارات المتفرقة من مخيم نهر البارد حيث تقصف قوات الجيش مخابئ المسلحين بالمدفعية مما أدى لتصاعد سحب دخان بيضاء ورمادية اللون·وقال مصدر في الجيش إن القوات الحكومية اللبنانية تستهدف مباني لا يزال يتحصن بها بعض مسلحي ''فتح الإسلام''·
وكانت قناة العربية الفضائية قد ذكرت في وقت سابق امس نقلا عن مراسلها في مخيم نهر البارد أن الجيش اللبناني اقتحم المخيم وأنه يلاحق المسلحين داخل الأزقة· ونقلت القناة عن مصادر الجيش قولها إن المنطقة التي تتعرض للقصف خالية من المدنيين·
وشهد موقع التعاونية اشتباكات عنيفة حيث يعمل الجيش على تنظيفه قبل التقدم اليه والى المباني المجاورة التي يتمركز فيها المسلحون، وجرت مناوشات خفيفة قرب مسجد القدس اعقبها قصف بالمدفعية طاول الاطراف الشمالية للمخيم، وسقطت بعض القذائف في حي التعاونية وقرب مجمع ناجي العلي·
وأحكم الجيش تطويقه لمركز صامد، المعقل البارز لـ''فتح الاسلام'' بعدما جرى تهديمه كمبنى، كما قام بتمشيط المواقع التي سيطر عليها، وقام سلاح الهندسة بالكشف على الاجسام المشبوهة في تلك المواقع وفكك الالغام والعبوات التي كانت فيها· وسجلت عمليات قصف وقنص على مفرق المحمرة في حين بقيت طريق طرابلس - عكار سالكة بحذر·
وسبق الاشتباكات العنيفة هدوء حذر أعقب مواجهات عنيفة استمرت حتى الرابعة فجراً في حين حاولت مجموعة من ''فتح الاسلام'' التسلل الى الناحية الجنوبية من المخيم فصدّها الجيش، واستمرت عمليات القنص على محوري المحمرة والجنوبي·
ونفذت وحدات من الجيش عمليات دهم في عدد من المناطق الشمالية ولاسيما في بعض المناطق العكارية بحثاً عن مشتبه فيهم، وكان الجيش قد كشف امس مخزناً يحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات في احدى مزارع تربية الابقار في خراج بلدة عيات - عكار، يعود الى احد المشتبه في انتمائهم الى ''فتح الاسلام'' من سكان طرابلس·
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن الذخائر غير المنفجرة داخل المخيم تجعل من الصعب وصول سيارات الاسعاف وإجلاء الجرحى· وجاء في بيان صادر عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن المعارك متواصلة ''بدون انقطاع منذ خمسة ايام'' و''إطلاق النار من اسلحة خفيفة والمدفعية خلف الدمار في البنى التحتية والمنازل في المخيم''·
وقال جوردي رايش كوركو مسؤول شؤون لبنان في اللجنة الدولية للصليب الاحمر ''نحن قلقون جدا على وضع الاشخاص الذين بقوا عالقين في المخيم''· واضاف أن ''الكهرباء مقطوعة منذ بدء المعارك قبل حوالى اسبوعين واصبحت المياه العذبة نادرة· بالمقابل هددت جماعة ''فتح الاسلام'' بنقل قتالهم الى مناطق اخرى في لبنان وخارجه في حال لم يوقف الجيش اللبناني هجومه على المخيم · وقال القائد العسكري الميداني شاهين شاهين لرويترز من داخل المخيم ''اذا استمر الجيش في قصف المدنيين وممارساته اللاانسانية بحق الخارجين سوف ننتقل في غضون يومين الى المرحلة الثانية من المعركة''·
وفي جنوب لبنان انتشرت قوة مكونة من 40 فردا من حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وثلاثة فصائل اسلامية اخرى على المدخل الشمالي لمخيم عين الحلوة لمنع تجدد الاشتباكات بين ''جند الشام'' والجيش اللبناني·
وأوضح منير المقدح مسؤول ميليشيا فتح أن مهمة القوة المشتركة حفظ النظام ومنع تجدد الاشتباكات في منطقة التعمير الواقعة عند المدخل الشمالي للمخيم· حيث تم إقامة حاجز ثابت مكون من خمسة عناصر وحاجز آخر عند مدخل مستشفى صيدا الحكومي في محاذاة الجيش اللبناني وحاجز ثالث في منطقة السكة ومهمة هذه القوة الحفاظ على الامن في المخيم·
وشدد المسؤول الاعلامي في ''عصبة الانصار'' الشيخ أبو شريف عقل بعد انتشار هذه القوة على أن الاقتتال ممنوع، داعياً الاهالي الذين نزحوا من المخيم الى العودة وممارسة حياتهم الطبيعية·
عدد اليوم
