دبا الحصن - علي الهنوري:
ضربت الأمواج العاتية أمس جميع سواحل الإمارات الشمالية وغمرت المياه الفواصل والحواجز الإسمنتية وأصبحت تهدد المنازل القريبة من شواطئ البحر، فيما حطمت الأمواج الغاضبة الناجمة عن ''إعصار جونو'' ميناء ضدنا والمركز الحدودي، وغمرت المياه ميناء البيعة التابع لسلطنة عمان، كما أحاطت المياه ودخلت المنازل في منطقة دبا البيعة العمانية وخصصت مدرستان لإجلاء المتضررين، فيما لايزال الصيادون يصارعون الوقت من أجل انتشال سفنهم وقواربهم من الموانئ والأرصفة التي تضربها الأمواج·
قلق الصيادين
وأعرب الصيادون عن قلقهم بعد ان أتلفت الرياح والأمواج الناجمة عن ''إعصار جونو'' الشباك ومعدات الصيد وقوارب الرزق والمعيشة، فيما قام عدد من الأهالي في دبا الحصن بوضع الحواجز الرملية على أعتاب أبوابهم بعد أن غمرت المياه المناطق القريبة منهم ودخلت إليها المياه، كما أحاطت المياه أحد الفنادق التابعة لمنطقة دبا البيعة، واستقبل ميناء دبا الحصن قوارب الصيادين للإخوة العمانيين القاطنين في دبا البيعة التابعة لسلطنة عمان ليجسد روح التعاون والتآخي بين البلدين الشقيقين في السراء والضراء·
بورصة السمك
في ميناء دبا الحصن، قال إبراهيم السلامي ''دلال'' : لقد توقف الميناء عن طرح الأسماك منذ يومين بسبب هيجان البحر جراء الإعصار، فيما قال الصياد صالح محمد الرجل الوحيد الذي استطاع التحرك إلى عرض البحر وصاد سمكة ''اليريور'' القرش وقام ببيعها، مؤكداً الحاجة دفعتني إلى أن ادخل البحر، وذلك من أجل تأمين قوت الأسرة ومن خلال هذه الرحلة الخطيرة استطعت ان أبيع السمكة بـ 900 درهم، إلا أن الصياد محمد الظاهري من ميناء دبا الحصن، قال إن حرس الحدود منع جميع الصيادين من الدخول للبحر حتى يوم الاثنين المقبل ·
المطلعي
أكد محمد عبدالله سالمين على أن الصيادين لا يستطيعون تميز حركة البحر والعواصف القادمة من جهة الشرق وهذه الرياح والعواصف تسمى برياح ''المطلعي'' أو إعصار ''الضربة'' لأنه يضرب المنازل والموانئ والسواحل ويحطم القوارب، ونظراً لشدتها وقوتها تسمى ''بالضربة'' لأنها تترك آثارا مدمرة، كما تشاهدون تحركاتها الحالية وشواهدها المناخية·
أما محمد الشحي وعلي راشد عبدالله فقالا: ان الموانئ أصبحت خالية من الأسماك، إلا القليل جداً والقادمة من رؤوس الجبال وارتفعت أسعار السمك بصورة كبيرة·
غمرت المياه منطقة القسطنطينية التابعة لدبا البيعة لسلطنة عمان، وقال علي عبدالله بن ربيع: لا نستطيع ان نغادر منازلنا لاننا مرتبطين فيها رغم الظروف المناخية البيئية والبحر الذي دخل ويهدد ممتلكاتنا ومنازلنا، لافتاً إلى أن الإخوة بوزارة الداخلية قاموا بتحضير مدرستين من أجل إقامة المعسكرات في حال حدوث دمار للمنازل·
(ضدنا) تتحطم
عاش أهالي منطقة (ضدنا) التابعة للفجيرة منذ الساعات الأولى لفجر أمس حالة استنفار كبيرة وذلك من أجل جلاء وإنقاذ قوارب الصيد من ميناء ضدنا الصغير الذي بدأ يتحطم ويتعدى الرصيف الخاص بالميناء ويقتحم الحاجز، فيما حطم الموج المركز الخاص بحرس الحدود والسواحل وأزاله عن موقعه، حيث سارع رجال الشرطة بسرعة إنقاذ الأجهزة والمعدات قبل ان تتلفها·
فيما قال عبدالله خديم رئيس جمعية الصيادين إن الميناء يحوي 70 قارب صيد، وكل قارب تبلغ قيمته 50 ألف درهم، من أجل ذلك يجب ان نقف معهم ونقدم لهم كل الإمكانيات المتاحة·
فيما قال الصياد عبدالله الحريدي: لقد تلفت جميع معدات الصيد والقوارب ولا يمكن إنقاذ الباقي لأن هيجان الأمواج أخذ في الاستمرار والتزايد·
عدد اليوم
