السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوري زود قنابل بـ«السارين» وينتظر الأوامر

الجيش السوري زود قنابل بـ«السارين» وينتظر الأوامر
7 ديسمبر 2012
عواصم (وكالات) - نقلت شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية، الليلة قبل الماضية، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيماوية المولدة لغاز السارين، وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من طائرات على معاقل المعارضين لنظام بشار الأسد، في خطوة إضافية تعزز المخاوف من احتمال لجوء دمشق لاستخدام أسلحة كيماوية. بينما جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، تحذيره للأسد من استخدام أسلحة كيماوية في الصراع المتفاقم، معتبراً مغامرة من هذا القبيل «جريمة شنيعة لها عواقب مروعة»، وشدد على أنها ستؤدي إلى ملاحقته قضائياً. من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس، إن بلاده حصلت على معلومات مخابرات تثير قلقاً بالغاً تفيد بأن حكومة الرئيس الأسد تدرس استخدام أسلحة كيماوية، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن طبيعة المعلومات، مضيفاً للصحفيين في واشنطن «أعتقد... أننا ما زلنا نشعر بقلق شديد من أنه مع تقدم المعارضة، لاسيما باتجاه دمشق، فقد يدرس النظام بقوة استخدام الأسلحة الكيماوية». وكرر بانيتا تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما للأسد من العواقب، مضيفاً قوله «لن أتكهن أو أعلق بشأن تلك العواقب المحتملة. لكن أعتقد أنه يكفي أن أقول إن استخدامهم لتلك الأسلحة سيجتاز (خطاً أحمر) بالنسبة لنا». بالتوازي، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن التخويف من احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية «مؤامرة»، تمهيداً للتدخل في البلاد، مشيراً إلى خشية النظام الحاكم من «تزويد المعارضة بهذه الأسلحة واتهامنا بها». من جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعلون الليلة قبل الماضية، إن الرئيس السوري بشار الأسد استجاب لتحذيرات سابقة بشأن تأمين الأسلحة الكيماوية لإبقائها بعيداً عن أي من المتشددين، لينضم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التأكيد على أن إسرائيل قلقة من وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي مسلحين مناهضين للأسد، مثلما هي قلقة من احتمال استخدامها من قبل القوات الحكومية في الحرب الأهلية السورية. في غضون ذلك، قال الوسيط الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي، بعد اجتماع بطلب منه في دبلن أمس، مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرجي لافروف، إن روسيا والولايات المتحدة ستبحثان عن «حل خلاق» للأزمة السورية. وأضاف الإبراهيمي للصحفيين بعد الاجتماع على هامش مؤتمر في دبلن «لم نتخذ أي قرارات مثيرة». وتابع «اتفقنا على أن الوضع سيئ، واتفقنا على أننا يجب أن نواصل العمل معاً لنرى كيف يمكننا العثور على سبل خلاقة لوضع هذه المشكلة تحت السيطرة». وجاء اجتماع الإبراهيمي مع كلينتون ولافروف، بعد ساعات من إعلان فلاديمير فاسيلييف رئيس كتلة حزب الرئيس فلاديمير بوتين في مجلس النواب الروسي، أن الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها بشكل ملائم، وذلك في علامة على أن موسكو تحاول أن تنأى بنفسها عن الرئيس بشار الأسد. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن فاسيلييف قوله «اتفقنا ونتفق في الرأي على أنه ينبغي للحكومة السورية الحالية القيام بعملها. لكن الوقت أظهر أن هذه المهمة تتجاوز قدراتها». وفي حال تأكدت المعلومات التي نقلتها، شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية، فهي تسجل خطوة إضافية على طريق احتمال لجوء نظام الأسد إلى أسلحة كيماوية. وقال المسؤولون للشبكة، طالبين عدم ذكر أسمائهم، إن القنابل المشحونة بهذه المواد الكيماوية المولدة لغاز السارين يمكن إلقاؤها من عشرات المقاتلات. وصرح مسؤولون أمس بأنه لا يوجد دليل على عملية خلط العنصرين الكيميائيين المكونين لغاز السارين، لكن غاز الأعصاب تمت تعبئته داخل القنابل. وشددوا على أن القنابل لم تثبت بعد على الطائرات، وأن الأسد لم يصدر بعد أي أوامر نهائية لنشرها، غير أن أحدهم قال إنه في حال صدور القرار «ليس هناك ما يمكن للعالم الخارجي القيام به لوقف ذلك». بالتوازي، نقلت شبكة «سي إن إن» أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأردنية واللبنانية والتركية على تواصل وثيق مع الأجهزة الأميركية لتحديد الخطوات التالية الواجب اتخاذها. وشددت السلطات السورية التي تخوض مواجهات ضارية مع مقاتلي المعارضة في العاصمة دمشق وريفها، على أنها لن تلجأ إلى الأسلحة الكيماوية ضد شعبها، وغاز السارين عنصر قاتل، باستطاعته قتل عشرات الآلاف في غضون دقائق إذا تم استخدامه في منطقة مكتظة بالسكان. وبدوره، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن الخوف من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية، تمهيداً للتدخل في البلاد. وأضاف المقداد في مقابلة مع تلفزيون «المنار» اللبناني التابع لـ«حزب الله»، أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أميركيين وأوروبيين قولهم، إن سوريا تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها «مؤامرة» للتمهيد للتدخل. وقال المقداد في المقابلة «هذه مواقف مسرحية وقد عبرنا خلال الأشهر الثمانية الأخيرة عن موقفنا في هذا السياق، وقلنا إنه لو كان هناك أسلحة كيماوية، فلن تستخدم ضد شعبنا، ولا يمكن أن نقوم بعمل غير مسؤول في البلاد»، مبدياً خشيته من «مؤامرة غربية باستخدام هذه الأسلحة والادعاء بأن سوريا هي التي استخدمتها لتبرير التدخل عسكرياً». إلى ذلك، قال بان كي مون في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد أمس، إنه «في أي حالة كانت، إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية، فإن من يستخدمها سيلاحق قضائياً». وتابع الأمين العام للأمم المتحدة «لقد عبرت عن مخاوفي للحكومة السورية»، مضيفاً أن استخدام هذه الأسلحة ستكون له «تبعات خطيرة على الشعب». وكان بان كي مون وجه رسالة إلى الرئيس الأسد، حذره فيها من أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون جريمة تنجم عنها عواقب مدمرة، كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي. وقد سلمت الرسالة الثلاثاء الماضي، إلى السلطات السورية، علماً بأن الأمين العام بعث برسالة قبل أشهر إلى الأسد حول الموضوع نفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©