السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيارق» يؤهل الشباب لتحمل المسؤولية ويكسبهم الثقة بالنفس

«بيارق» يؤهل الشباب لتحمل المسؤولية ويكسبهم الثقة بالنفس
8 ديسمبر 2012
انطلق مشروع بيارق للتدريب العسكري بين طلاب الثانوية في معظم أنحاء الدولة، ليكون نواة تربوية وسلوكية ترتقي بالشباب الإماراتي المواطن، فتعزز فيه مشاعر الانتماء والولاء للهوية الوطنية والقيادة والمنجزات، بحيث يتسلح هذا الجيل الصاعد بكل أدوات العلم والمعرفة والخبرة التي تؤهله لتحمل المسؤولية وقيادة المستقبل والذود عن الوطن. (الشارقة)- يعتمد مشروع بيارق الذي بدأ مع باكورة بداية العام الدراسي الحالي على تزويد المنتسبين إليه من طلاب الثانوية في المدارس الحكومية بالمهارات العسكرية اللازمة بشقيها البدني والمعنوي، من خلال برنامج مدروس للتدريبات والتمارين العسكرية التمهيدية، تشرف عليه القيادة العامة للقوات المسلحة، وبالتعاون مع المناطق التعليمية في مختلف الإمارات، حيث يقول أحمد مطر بن هداي النعيمي مدير البرنامج في إمارتي رأس الخيمة وعجمان إنه مشروع طموح، صمم خصيصا لتنمية مهارات الطلاب المتميزين على جميع الصعد، يهدف إلى رعاية وتثقيف الأبناء وتزويدهم بالعلوم والمعارف والخبرات اللازمة، والتي تعلو بشأنهم وتنمي قدراتهم وتغرس لديهم كل القيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية والتربوية والسلوكية، بحيث يكتسب هؤلاء الشباب الواعدون فضليات العمل الجماعي ومعاني الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولة. صقل المهارات وعن أهمية مشروع بيارق في تأهيل الطلبة المنتسبين قال عبدالله الحوسني اختصاصي اجتماعي في مدرسة الراشدية للتعليم الثانوي في عجمان: يتمتع هذا البرنامج الهادف والمطبق عالميا في العديد من الدول الأوروبية المتقدمة، بالكثير من التميزات التي من شأنها صقل إمكانات الطلاب الجسدية والنفسية، وفي مجالات عدة، ومع أنه يعد تجربة حديثة العهد تطبق للمرة الأولى في مدارس الدولة، إلا أنه يبشر بنتائج جيدة وطيبة بدت مؤشراتها تظهر سريعا للعيان، ونجد أن هنالك حماساً وإقبالاً كبيراً من الطلاب للالتحاق به، حيث تزود كل مدرسة ثانوية بأربعة مدربين متخصصين في التدريبات العسكرية من قبلها، يعملون جميعاً بروح الفريق، لضمان نجاح كل مراحله التي تمتد لتشمل فترة ثلاث سنوات دراسية متلاحقة، بدءاً من الصف العاشر فالحادي عشر ثم الثاني عشر، بحيث يتخرج الطالب الثانوي وهو مزود بكل ما يلزمه من معرفة وتدريب ودراية لا تقل أهمية بتاتا عن تحصيله العلمي والدراسي في الحقول المعرفية الأخرى. توفير المتطلبات ويتابع: لقد وفرت الجهات المسؤولة للطلاب المواطنين الملتزمات المطلوبة كافة للتمارين العسكرية، من ملابس وأحذية وملحقات تكمل الهيئة العسكرية بكل احتراف ومهنية، بحيث يتحول الطالب من خلالها لجندي مكلف ومنضبط في مظهره ووقاره الرسمي، مما ساعد كثيرا في جعل الطلاب يستشعرون بجدية المشروع وقيمة البدلة العسكرية وهيبتها، كما توزعت الدروس العسكرية النظرية والعملية منها على حصص منتظمة ومجدولة بأوقات مختلفة خلال أيام الأسبوع، بحيث تشتمل بمجملها على الكثير من المحاضرات التثقيفية والتعليمية والتوجيهية، بالإضافة إلى جانب عملي وبدني كتنظيم الورش العملية الحية التي يتفاعل معها الطالب بكل حيوية ونشاط، مع إخضاعهم للكثير من التمارين الرياضية ومقومات اللياقة البدنية، وتطوير مختلف ملكاتهم المهارية واليدوية، وفي مجالات شتى. مصانع الرجال ويصف الطالب سعيد عبدالله المخمري، في الصف الحادي عشر من القسم العلمي، انخراطه في مشروع “البيارق للتدريب العسكري” بالتجربة البديعة، كونها عرفته على جوانب أخرى من الحياة، وزودته بخبرات جديدة لم يكن ليحلم بالحصول عليها، فالمدارس العسكرية في رأيه تعد مصانع الرجال، لأنها تسلح الشباب بكل مقومات الطموح والعمل وتحقيق الذات، كما أنها تمنح المرء فرصة جليلة لخدمة بلده وحماية تراب وطنه، ومنها يتعلم كيفية تقويم سلوكياته وتوجيه إمكاناته وقدراته المختلفة نحو كل ما قد يفيد مجتمعه وناسه. مشروع طموح كما يتحدث ولي الأمر، عبدالله محمد، 48 عاماً، عن إيجابيات إدراج برنامج التمرينات العسكرية في ثانويات الدولة الحكومية، ليقول: اعتقد أنه مشروع فذ ولافت، هيأ لأبنائنا الشباب فرصا كبيرة وفتح أمامهم أبواباً واسعة لاكتساب الخبرة والمعرفة بأمور قد لا يتمكن المرء من خوضها خلال حياته العادية، والمعروف أن في الكثير من الدول المتقدمة هنالك مدارس داخلية تخضع طلابها للتدريب العسكري، وهي تعد مدارس وكليات متخصصة ومشهورة وباهضة الثمن، مقصورة على النخبة ولا يستطيع أن يدخلها العامة، لذا يعتبر إطلاق مشروع “البيارق” العسكري في ثانويات الدولة حدثا استثنائيا وأمرا بالغ الأهمية، وهو يصب كليا في مصلحة الشباب الإماراتي الطامح للعلا، ويجب احترام ودعم كل من ساهم وفكر بهذا المشروع الوطني الطموح. ويشير الطالب راشد عبد العزيز النعيمي، في الصف الـ 11 أدبي، إلى هذا الأمر، بقوله: قد استشعرنا من خلال خضوعنا لهذا البرنامج الهادف ماهية وقيمة العمل العسكري، والمعنى والدلالة وراء وجود الجندي كحارس للوطن يذود عن التراب والقيادة والعلم، واعتقد بأننا نحن الشباب، وفي هذه المرحلة العمرية، بحاجة لكل ما يعزز فينا الروح الوطنية، ويزرع في وجداننا شعور الانتماء والفخر بكل ما تحقق من منجزات في دولة الاتحاد. كما أن وجود هذه التمرينات العسكرية في المدارس جعل الكثير من الطلاب يغيرون من تفكيرهم ووجهتهم المستقبلية، ليتشجعوا في الانخراط في صفوف القوات المسلحة بعد التخرج من الثانوية العامة، مما يعطي للمشروع قيمة وأهمية أكبر، لأن الدولة بحاجة إلى الجندي والعسكري، كما هي بحاجة إلى المعلم والطبيب والمهندس والعامل. تغييرات إيجابية في المنتسبين للبرنامج حقق برنامج البيارق للتدريب العسكري منذ انطلاقه وإلى الآن نتائج طيبة وناجحة، بالنسبة للطلبة المنخرطين فيه من خلال المدارس التي طبق فيها، ومنها المدارس الثانوية في أبوظبي والعين وعجمان ورأس الخيمة، حيث رصدت هناك تغييرات إيجابيات ومؤشرات واضحة في عموم سلوكيات الطلبة لناحية الانضباط والاحترام والنظام، كما أمن المشروع للطلاب توعية أمنية ومعرفة عسكرية من خلال تطبيقاته المختلفة في تعليم فنون الرماية وأساسيات تلقيم السلاح وإعداده وتفكيكه، بالإضافة إلى استفادتهم من النواحي البدنية والصحية، من خلال إخضاعهم للتمارين الرياضية التي من شأنها أن تحافظ على رشاقة القوام واستقرار الوزن، وتقوية أواصر الانتماء للهوية والدولة والقيادة الرشيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©