السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجاعة «النكات»

مجاعة «النكات»
8 ديسمبر 2012
كما قلنا في الحلقة السابقة، صارت النكات شحيحة جداً وسخيفة، وفشلت معظم محاولات الترجمة أو استخدام أدوات الذكاء الصناعي لكتابة نكات جديدة.. كما أن الآلة التي ابتكرها مخترع لصنع النكات فشلت وصارت نكاتها سخيفة جداً.. قام الشباب بتخليل النكات القديمة في براميل على سطح البناية، لكنها تلفت وسببت التسمم لمن يسمعها.. كان أول من فكر في التنقيب في الصحراء قرب وادي الملوك هو المستكشف المصري حمادة فرفشة، الذي خطر له أن المصريين القدماء كانوا يحبون المزاح.. فلا بد أن عندهم بعض النكات، وقد وجد ما يريده في مقبرة فرعونية تحمل رقم 122 في وادي الملوك. هناك ناووس جنائزي كامل كتبت عليه نكات باللغة الهيروغليفية، وقد راح حمادة فرفشة يترجم هذه النكات، ثم قدم لنا هذا الكشف الصاعق في مؤتمر الآثار الفكاهية العاشر.. مثلاً اسمع هذه النكتة: «الناطق باسم آمون لا يفرط في شرب الجعة؛ لأن طويل الظلال قد مر على حقول الحنطة وهو ثمل... هاها ها». وهذه النكتة: «باسم الناووس المقدس تلتهم أفراس النهر التماسيح التي تكاثرت في بوباسطي.. ها ها ها!». لم تلق النكات نجاحاً كبيراً، وإن أضحكت بعض الناس من الغيظ؛ لأنها أسخف من قدرتهم على التحمل. هكذا توقفت عملية استخراج النكات الفرعونية. لم تترك الصين الفرصة دون أن تدلي بدلوها، وسرعان ما جاءت عبوات كاملة من النكات الصينية في صناديق أنيقة. تفتح العلبة لتجد طريقة الاستعمال.. في العبوة مئة نكتة على غرار: - «إن وانج- هو ينتظر طويلاً حتى تنمو أشجار السرو تحت قدميه.. ها ها». ـ»التنين الأخضر يحتسي الخمر قبل أن يحلق فوق المدينة المحرمة.. لهذا نراه.. ها ها». لم تلق النكات الصينية رواجاً كبيراً ربما لعيوب الترجمة.. لكن قيل إنها ممتازة لدرجة أن أفراداً عدة من الجالية الصينية توقف قلبهم من كثرة الضحك.. لم يتحملوا كل هذا الظرف. وقد مات رجل أعمال صيني وهو يردد: «وانج هو ينتظر.. هع هع هع!...». سقط نيزك قادم من الفضاء الخارجي، وقد هرع العلماء ليفتحوه فاكتشفوا فيه مجموعة من النكات القادمة من المريخ، وقد سبب هذا الاكتشاف العلمي موجة من التفاؤل.. يمكن أن نبحث في الفضاء الخارجي عن نكات إذن. وبعد جهد جهيد ومع تعاون العقول الإلكترونية في عدد من الدول استطاع العلماء استخلاص نكتتين، لم يفهم أحد منهما أي شيء.. لكن العلماء لاحظوا أن هذه النكات راقت للسحالي التي سمعتها جدًا.. حتى أن بعض السحالي فقدت وعيها من فرط الضحك. وهناك عالم أصيب بنومة قلبية ومات من الضحك.. وقد اكتشف العلماء لدى تشريحه أنه جاسوس متخف من المريخ.. استمرت مأساة البحث عن نكتة لفترة طويلة جداً، وفجأة صدر كتاب يحمل عنوان «نكات جديدة». اشتراه بعض الناس في حذر.. وفجأة تعالت الضحكات من كل مكان. تقطعت الأنفاس ضحكاً وهم يقرأون هذه النكات الجديدة المضحكة جداً... هناك صحفي أصابه الفضول فراح يبحث عن مؤلف هذا الكتاب. عرف أنه شاب مغمور فكر في طريقة بارعة للتغلب على شح النكات. قام بمتابعة المحللين الاستراتيجيين والمفكرين الاقتصاديين في العالم العربي، خصوصاً من يطلون على شاشة الفضائيات في كل يوم. لم يفعل الشاب سوى أن نشر نظريات هؤلاء العباقرة، فكانت النتيجة أنها أظرف نكات قيلت منذ عشرين عاماً.. وهكذا انتصر المفكرون والمحللون الاستراتيجيون على أزمة النكات، وعادت الضحكة إلى وجوه الجميع. د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©