تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية والمدنية وسط القاهرة أمس لليوم الثالث على التوالي، في محيط مقر مجلس الوزراء وشارعي القصر العيني والشيخ ريحان وامتدت إلى مطاردة المتظاهرين في ميدان التحرير لاستمرارهم في قذف القوات الأمنية بالحجارة رغم إقامة حوائط خرسانية فاصلة يبلغ ارتفاعها 3 أمتار في مداخل شوارع مجلس الوزراء والقصر العيني والشيخ ريحان من ناحية ميدان التحرير. بينما
أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي عدد المصابين منذ بداية الأحداث الجمعة الماضي وحتى أمس، سجل 563 حالة دون حدوث وفيات جديدة بخلاف الحالات العشر المتوفاة خلال اليومين الماضيين. وفيما تجددت الحرائق أيضاً، في مبنى المجمع العلمي المصري أمس بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل، وانتشار الدخان الكثيف أعلى المبنى، في وقت حاولت فيه قوات الإطفاء السيطرة على الحريق وإخماده. غير أن أعداداً من المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة على رجال الدفاع المدني مما دفع القوات المسلحة للتقدم نحو تقاطع شارعي الشيخ وقصر العيني لمطاردة المتظاهرين الذين سارعوا بالفرار إلى ميدان التحرير. وألقت القوات المسلحة القبض على 164 متظاهراً من المشاركين في إضرام النيران بعدد من المباني بينهم 9 فتيات وإحالتهم إلى النيابة العامة التي أسندت لهم تهم التعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية ومقاومة السلطات والتجمهر ورشق قوات الأمن بالحجارة والعبوات المشتعلة. وكانت النيابة العامة أمرت مساء أمس الأول بحبس 16 متهماً آخرين ألقى الأمن القبض عليهم، لـ4 أيام على ذمة التحقيق، كما أمرت باحتجاز متهم آخر لحين تحديد عمره وبيان ما إذا كان قاصراً.
ومن بين المصابين بالمصادمات أمس، 58 من قوات الأمن المركزي، 3 ضباط و55 مجنداً، جراء استمرار المتظاهرين في رشقهم بالحجارة والزجاجات الحارقة “المولوتوف” عند تقاطع شارعي الشيخ ريحان وقصر العيني في محاولة منهم للوصول إلى مبنى وزارة الداخلية. وكانت قوات الأمن المركزي قد حلت ظهر أمس محل قوات الشرطة العسكرية الموجودة بشارع الشيخ ريحان وقامت بإنشاء حائط صد جديد لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية. ونسبت النيابة إلى المتهمين المعتقلين تهم مقاومة السلطات والتجمهر وإشعال الحرائق عمداً بمبان حكومية وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة المتمثلة في منشآت وسيارات عامة وأخرى مملوكة لمواطنين وحيازة وإحراز مفرقعات وعبوات مشتعلة، وينتظر أن يتم عرض المتهمين المحبوسين احتياطياً على قاضي المعارضات اليوم للنظر في تجديد حبسهم من عدمه.
وتمكنت مجموعات من الشباب بمشاركة عناصر من قوات الصاعقة والشرطة العسكرية من إنقاذ كميات كبيرة من الكتب والمراجع النادرة ومقتنيات المجمع العلمي المصري وتأمين نقلها بعربات القوات المسلحة إلى دار الكتب المصرية. وقال وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبدالحميد إن دار الكتب المصرية فتحت أبوابها لاستقبال ما تم إنقاذه من كتب المجمع العلمي المحترق. وظل العاملون بالدار حتى فجر أمس يستقبلون الكتب والوثائق التي تم إنقاذها من الحريق تمهيداً لحصرها وتحديد أعدادها والكتب التي تعرضت للتلف بالكامل. وأضاف “أنه للأسف لم يتم العثور على كتاب “وصف مصر” بين الكتب والوثائق التي تم إنقاذها”. وقال الدكتور زين عبدالهادي رئيس دار الكتب إن النسخة الأصلية لكتاب “وصف مصر” الذي أعده علماء الحملة الفرنسية، قد احترقت بالكامل وأن المتطوعين نجحوا في انقاذ ما يقرب من 30 ألف كتاب من أصل 196 ألفاً متنوعة من مخطوطات ووثائق وكتب كانت ضمن مقتنيات المجمع المحترق.
واستجاب المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية لتوصيات المجلس الاستشاري الذي علق اجتماعاته لحين تنفيذ هذه التوصيات. وأعلن رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن قبوله لبيان المجلس العسكري الذي أعرب فيه عن أسفه إزاء الأحداث التي وقعت في محيط مجلس الوزراء وأسفرت عن وقوع 10 قتلى و505 مصابين وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة. وأعلن المجلس العسكري أنه ارتباطاً بالتوصيات الصادرة عن المجلس الاستشاري بشأن تلك الأحداث، فإنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوقف الفوري لأعمال العنف بين المتظاهرين وعناصر التأمين مع تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء حاجز خرساني يؤمن المنشآت العامة ويفصل بين المتظاهرين وعناصر تأمين المنشآت الحيوية. وأكد المجلس العسكري سرعة تقديم التعويضات لأسر الشهداء وتقديم الرعاية الطبية للمصابين واتخاذ ما يلزم من إجراءات للوقوف على ملابسات وحقائق الموقف وعرض نتائج التحقيق على الشعب بأسرع وقت ممكن.
من ناحية أخرى أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات البرلمانية مساء أمس النتائج الرسمية لانتخابات الجولة الأولى للمرحلة الثانية يومي الأربعاء والخميس الماضيين في 9 محافظات. وبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين في هذه المرحلة 18 مليوناً و800 ألف ناخب، وأدلى 12 مليوناً و529 ألفاً بأصواتهم. وبلغت الأصوات الصحيحة 11 مليوناً و579 ألفاً والباطلة 949 ألف صوت. وبلغت نسبة المشاركة 67%. وأسفرت نتيجة انتخابات المقاعد الفردية بالمحافظات التسع عن فوز محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب “الإصلاح والتنمية” بدائرة تلا منوفية فقط. وتجري الإعادة يومي الأربعاء والخميس المقبلين لشغل 59 مقعداً فردياً بين 118 مرشحاً منهم 44 مرشحاً لحزب “الحرية والعدالة” و34 مرشحاً لحزب “النور” السلفي و35 مرشحاً مستقلاً ومرشحين لـ”الكتلة المصرية” ومرشح واحد لكل من أحزاب “التجمع” و”الوفد” و”الجبهة الديمقراطية”.
أما نتائج القوائم الحزبية وعددها 10 بعد تأجيل إعلان 5 قوائم لشغل 76 مقعداً، فقد أسفرت عن 29 مقعداً للإخوان و23 للنور و9 للوفد و7 للكتلة و2 للإصلاح والتنمية ومقعد واحد لكل من أحزاب “الوسط” و”المواطن مصري” و”الاتحاد المصري” و”المستقلون الجدد” و”مصر القومي” و”الثورة مستمرة”. وبهذه النتيجة حصد الإخوان في المرحلتين الأولى والثانية دون جولة الإعادة وخمس دوائر مؤجلة، 99 مقعداً، و”النور” السلفي 55 مقعداً، و21 مقعداً للكتلة، و 20 مقعداً للوفد، و5 للوسط، و4 للإصلاح والتنمية، و5 للثورة مستمرة، و3 للمواطن مصري، و3 لمصر القومي، و6 للمستقلين، و2 لحزب الحرية.
عدد اليوم
