الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انسحاب آخر جندي أميركي من العراق

انسحاب آخر جندي أميركي من العراق
19 ديسمبر 2011 09:34
عبرت آخر قافلة من الجنود الأميركيين الحدود من العراق الى الكويت أمس منهية رسميا انسحاب القوات الأميركية بعد نحو تسع سنوات من الحرب والتدخل العسكري والذي أودى بحياة نحو 4500 أميركي ومئات الآلاف من العراقيين. وتترك الحرب التي بدأت في مارس 2003 بإطلاق صواريخ على بغداد لإسقاط الدكتاتور صدام حسين وراءها ديمقراطية هشة مازالت تواجه متمردين وتوترات طائفية وصراعا لتحديد مكان العراق في المنطقة العربية. وسار آخر طابور مؤلف من نحو 100 مركبة مدرعة عسكرية أميركية تقل 500 جندي أميركي عبر صحراء العراق الجنوبية خلال الليل على امتداد طريق رئيسي خال إلى الحدود الكويتية. وأطلقت آخر دفعة من الشاحنات العسكرية وهي 25 شاحنة أبواقها وعبرت الحدود في وقت مبكر أمس وكان أفراد أطقم تلك الشاحنات يلوحون للجنود الآخرين. وقال رودولفور روتش بينما لاحت الحدود على الأفق “لا يمكنني انتظار الاتصال بزوجتي وأبنائي لأبلغهم أنني بخير”. وبعد ذلك قال لرجاله إن المهمة انتهت. وقال “يا رفاقي.. لقد نجحتم”. وبالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما فإن انسحاب الجيش هو تنفيذ لوعد قطعه في الحملة الانتخابية للرئاسة بإعادة الجنود إلى الوطن من صراع ورثه عن الرئيس السابق جورج بوش وهي الحرب الأقل نيلا للتأييد الشعبي منذ حرب فيتنام، وأضرت بمكانة الولايات المتحدة في أنحاء العالم. أما بالنسبة للعراقيين فإن انسحاب القوات الأميركية يضفي شعورا بالسيادة لكنه يذكي المخاوف من احتمال انزلاق البلد مرة أخرى إلى العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل الآلاف في أوجه خلال 2006-2007. وانحسرت كثافة العنف والتفجيرات الانتحارية، لكن مسلحين من السنة وميليشيات مرتبطة بإيران ما زالت تمثل تهديدا وتنفذ هجمات شبه يومية وكثيرا ما تستهدف مسؤولين بالحكومة أو قوات الأمن العراقية. ويقول العراق إن قواته يمكن أن تحتوي العنف لكنها تفتقر إلى القدرات في مجالات مثل الدفاع الجوي وجمع المعلومات. وانهار اتفاق لبقاء عدة آلاف من الجنود الأميركيين كمدربين بسبب قضية الحصانة القانونية التي تمثل حساسية بالغة. وما زال الوضع الأمني للكثير من العراقيين مبعث قلق لكن ليس أكثر من الوظائف وتوفير الكهرباء في بلد لا توفر شبكة الكهرباء به سوى ساعات محدودة يوميا على الرغم من إنتاج العراق المبشر من النفط. وقال عباس جابر وهو موظف حكومة في بغداد “نحن لا نفكر في أميركا، نفكر في الكهرباء، الوظائف، نفطنا، ومشكلاتنا اليومية، لكنهم تركوا وراءهم فوضى”. وبعد أن أعلن أوباما في أكتوبر أن القوات ستعود للوطن بحلول نهاية العام كما هو مقرر تم تقليص عدد القواعد العسكرية الأميركية سريعا بينما توجه مئات من الجنود والشاحنات التي تحمل معدات جنوبا إلى الحدود الكويتية. وكانت القوات الأميركية التي أنهت العمليات القتالية في 2010 تدفع 100 ألف دولار شهريا لشيوخ العشائر لتأمين مناطق كبيرة من الطرق السريعة تؤدي إلى الجنوب للحد من مخاطر التفجيرات التي تحدث على جوانب الطرق والهجمات التي تستهدف أرتالهم. وفي أوج الحرب كان يوجد أكثر من 170 ألف جندي في العراق في أكثر من 500 قاعدة. وبحلول أمس الأول كان العدد أقل من ثلاثة آلاف جندي وقاعدة واحدة. وقال السرجنت ستيفن شيرمر (25 عاما) بعد ثلاث مهام في العراق منذ عام 2007 “أمضيت 31 شهرا في هذا البلد، يمكن فيما يبدو أن تكون لي حياة الآن، وإن كنت أعلم أني سأذهب إلى أفغانستان عام 2013، بمجرد انتهاء تلك الحروب أتساءل عما سأفعله بعد ذلك”. وتساعد شركات أميركية وأجنبية العراق على تطوير رابع أكبر احتياطي للنفط في العالم، لكن اقتصاد البلاد في حاجة إلى استثمار في كل القطاعات من المستشفيات إلى البنية الأساسية. وسترقب إيران وتركيا وهما مستثمران رئيسيان الأوضاع عن كثب مع دول الخليج لمحاولة اكتشاف كيفية التعامل مع التوتر الطائفي والعرقي في الوقت الذي تهدد فيه الأزمة في سوريا المجاورة بالامتداد إلى حدود العراق. ورغم كل التحديات التي تواجه العراق داخليا وخارجيا، فإن الانسحاب الأميركي يسدل الستار على قصة دامية بدأت باقتناع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأن إسقاط نظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين، فشنت حربا بذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل، تبين أنها لم تكن موجودة أصلا. واتخذت القصة منحى مختلفا بعدما مهد دخول القوات الأميركية الطريق أمام تمرد مسلح إثر حل الجيش خصوصا. وتسبب هذا الأمر بمقتل 125 ألف مدني عراقي على الأقل، وآلاف الجنود وعناصر الشرطة العراقيين، إضافة إلى حوالي 4474 جندي أميركي، وذلك إلى جانب إنفاق حوالي 770 مليار دولار من الجانب الأميركي.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©