الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفقــر في شرق العراق يدفع الكهول إلى العمل

الفقــر في شرق العراق يدفع الكهول إلى العمل
16 فبراير 2018 01:19
ديالى (وكالات) تشهد أغلب مدن محافظة ديالى شرقي العراق تزايد عمالة الكهول بسبب ارتفاع معدلات الفقر الحاد خصوصاً في المناطق المحررة، وهو ما شكّل مأساة إنسانية لشريحة في خريف العمر، ودفع ذلك بعض الشباب إلى التخلي عن بعض فرص العمل لإفساح المجال أمام هؤلاء الكهول لكسب الرزق. وأفاد منذر حيدر البالغ من العمر 64 عاماً، أثناء وقوفه قرب عربة خشبية صغيرة في أطراف سوق بعقوبة، مركز محافظة ديالى قائلاً: «أنا رب أسرة فقيرة جداً، وليست لدي أية وظيفة أو راتب تقاعدي، لذا فأنا اعتمد على مهنة العتال في تأمين لقمة الخبز منذ سنوات». وتابع حيدر، الذي يعاني من آلام في الظهر تصيبه بين الحين والآخر، ورب لأسرة مكونة من خمسة أشخاص: «إن الفقر الحاد هو ما دفعني للعمل وأنا في خريف العمر». وأضاف «المسؤولية تفرض علينا أن نعمل إلى آخر دقيقة في أعمارنا، وأن نتحمل الآلام والتعب، ونحن البسطاء إذا لم نعمل نموت». أما أبو أركان البالغ من العمر 60 عاماً، فقال، وهو يقوم بحمل البضائع في سوق الكهربائيات وسط بعقوبة: «كان عندي محل متواضع في أطراف جلولاء، التي تبعد 70 كلم، شمال شرق بعقوبة وأحرقه تنظيم داعش الإرهابي وفجر منزلي ففقدت كل شيء بلحظات وأصبحت فقيراً لا أملك أي شيء». وأشار إلى أن الفقر هو سبب عمله في مهنة لاتتلاءم مع عمره. وتنتشر عمالة الكهول من كبار السن في محافظة ديالى خاصة بين النازحين من ضحايا تنظيم داعش الإرهابي من أجل تأمين لقمة خبز لعائلاتهم. من جانبه، قال عدي عبدالله وهو شاب يعمل في مهنة البناء ببعقوبة: «قبل أسابيع تخليت عن فرصتي بالعمل في منزل سكني لأجل رجل مسن نازح، رغم أني كنت بحاجة ماسة للمال، ولكني تصرفت وفق مبدأ إنساني كونه أكثر حاجة مني». وذكر عبدالله أن «فرص المسنين في العمل بمهن شاقة، ومنها البناء شبه معدومة لأنها تحتاج إلى نشاط وقوة الشباب، وغالبية المقاولين لايرغبون بوجود المسنين في العمل، لكن نبادر في بعض الأحيان إلى تشغيلهم استجابة لأوضاعهم الإنسانية». وأعرب عن تعاطفه وشفقته على بعض هؤلاء الكبار في السن، الأمر الذي يدفعه إلى توفير فرصة عمل مؤقتة في بعض الأحيان، قائلاً: «إن وضعهم الصحي صعب بسبب الأمراض المزمنة التي يعانون منها، إنها بالفعل مأساة إنسانية». وأكدت عضو مجلس ديالى نجاة الطائي، أن معدلات الفقر في ديالى ارتفعت بسبب سيطرة التنظيم المتطرف على أجزاء واسعة منها، والتي دمرت مصادر معيشة عشرات الآلاف من المواطنين وسببت أكبر حركة نزوح في تاريخ المحافظة. وأضافت الطائي: «إن عمالة الكهول بالفعل مرتفعة في ديالى بسبب الفقر الحاد»، منوّهة إلى أن كثيراً من الأسر فقدت شبابها في دوامة العنف والهجمات الإرهابية، ولم يبق سوى كبار السن فيها الذين تحملوا مشقة الإنفاق على عائلاتهم، رغم أنهم في سن لا يسمح لهم بالعمل في مهن كثيرة، لكن ما باليد حيلة». ووصفت الطائي عمل المسنين الذين تجاوزوا عقد الستين أو السبعين من أعمارهم بأنه مأساة إنسانية، داعية إلى شمولهم في برنامج الرعاية الاجتماعية، مبينة أن الأمر يحتاج إلى جهود وصبر ومتابعة مع الجهات الحكومية المختصة. وارتفعت عمالة الكهول بنسبة 90 % بعد سيطرة تنظيم داعش في يونيو 2014، ولم تعد حالات فردية في مناطق بل ظاهرة ويمكن ملاحظتها من خلال الأسواق الشعبية التي تعج بهم بحثاً عن فرص عمل. ويرى المراقبون أن حل هذه الظاهرة يستوجب جهودا حكومية مع منظمات المجتمع المدني لإعادة النازحين وإعادة إعمار منازلهم وتوفير فرص عمل تتناسب مع أعمارهم وقدراتهم، أو توفير فرص عمل لبعض أفراد هذه العوائل، من خلال تقديم القروض لفتح مشروع تجاري أو صناعي صغير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©