راشد الزعابي:
على مدار يومي الخامس والسادس من شهر يونيو عقد مؤتمر دبي الدولي الثاني حول الاحتراف الرياضي والذي تم تنظيمه في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من أجل إثراء الحركة الرياضية وتطوير الأندية وفق منهجية علمية متخصصة حيث أقيم المؤتمر برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي الرياضي وشهدت دبي وعلى مدار يومين في مركز دبي الدولي للمؤتمرات المؤتمر الذي شهد مشاركة العديد من الخبراء والباحثين والمختصين في الشؤون الرياضية والذين قدموا من 22 دولة وكانت فرصة رائعة للالتقاء بهذا الحشد الرياضي من فئات متنوعة حيث جاء رؤساء الأندية ونجوم عالميون وخبراء في الاقتصاديات الرياضية وخبراء في شؤون الاحتراف ونخبة متميزة من الإعلاميين وكان المؤتمر شاملا لكل ما يتعلق بمنظومة الاحتراف على الصعيد الرياضي عامة وكرة القدم على وجه الخصوص ومن خلال الندوات والجلسات فقد توصل المؤتمر إلى التوصيات التالية :
العلاقة بين وحدات منظومة الاحتراف
أوصى المؤتمر بتشجيع آلية محكمة لدعم العلاقة بين القطاعات الأهلية والحكومية والمدنية والقطاع الخاص بهدف تحقيق الاحتراف الناجح ،وإجراء التعديلات التشريعية اللازمة للتحول الاقتصادي الرياضي في وحدات القطاع الرياضي مع التأكيد المؤثر على المحافظة على الهواية ،كما أوصى بوضع آلية للتنسيق والتعاون بين كل مؤسسات العمل الرياضي على المستويين الإمارة والدولة·
هيكلة الأندية الرياضية
إعادة هيكلة الإدارة في الأندية وبما يتماشى مع منظومة الاحتراف وإيجاد وظائف متفرغة لإدارة العمل الإحترافي في الأندية ·
إعداد القيادات
خلص المؤتمر إلى توصية بإنشاء مجلس دبي للتميز الرياضي ،والتعاون مع المعاهد والمراكز والجامعات فيما يتصل بأعداد وتأهيل وصقل القيادات الرياضية ·
شؤون اللاعبين
الاهتمام بتوفير كافة الظروف للإعداد الشامل للاعب بدنيا ومهاريا وخططيا ونفسيا واجتماعيا وصحيا ومعرفيا ·
ووضع صياغة منصفة في عقود احتراف اللاعبين بما يوفر لأطراف التعاقد العدالة في الحقوق والواجبات ،والسعي لإيجاد نظام تأميني مناسب للاعبين يتفق مع متطلبات عصر الاحتراف ،وتشجيع الوكالات المتخصصة لتسويق اللاعبين واعتمادها من الجهات الرسمية ·
تكنولوجيا الرياضة
أوصى المؤتمر بالبدء في تطبيق التميز الإداري في المجال الرياضي وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإعداد نموذج لبناء اللاعبين من مرحلة الناشئة إلى البطولة ،وأوصى المؤتمر بتفعيل تكنولوجيات التدريب والقياس والاستفادة من الخبرات المتقدمة في العالم ·
الاقتصاديات في الرياضة
أوصى المؤتمر برفع الكفاءة في مجالات التسويق والاستثمار بما يؤدي إلى خفض الإنفاق الحكومي دون الإخلال بمستوى الخدمات ،ووضع معايير الجودة الشاملة لأداء المؤسسات الرياضية لرفع القدرات التنافسية لها ·
الإعلام الرياضي
أوصى المؤتمر بالتأكيد على دور الإعلام الذي يمثل حجر الزاوية في إنجاح نظام الاحتراف الرياضي وتهيئة المجتمع لهذا النظام الجديد ونشر الثقافة الإحترافية بين الجماهير ·
السلبيات
وبمشاركة نخبة من الخبراء الذين مثلوا 22 دولة كان أبرز الغائبين عن المؤتمر الفئات التي تمثل عناصر اللعبة داخل الدولة وبالأخص الفعاليات الرياضية من إداريين ومدربين ولاعبين من خارج أندية دبي ·
ونجح المؤتمر تنظيميا وكانت الندوات والجلسات التي أقيمت خلال هذين اليومين على مستوى عال من الأهمية وحفلت بالكثير من الآراء المهمة والمناقشات والتوصيات التي استفاد منها الحاضرون وتميزت بتنوع القضايا التي تمس قضايا الاحتراف على كل الأصعدة ولكن على الرغم من هذه النجاحات التي واصل بها مجلس دبي الرياضي نجاحاته التنظيمية وللموسم الثاني على التوالي الا أن الأمر لم يخلو من السلبيات أبرزها :
أولا :غياب غير مبرر شهدته مقاعد القاعات التي خصصت لاستضافة الجلسات والندوات وهو ما شهدته الكثير من الندوات وبالأخص في اليوم الثاني للمؤتمر وهو الأمر الذي لم يكن مبرراً على الإطلاق على اعتبار أهمية المواضيع التي كانت تناقش في هذه الجلسات والتي كانت تهم كل القطاعات الرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص ·
ثانيا :غياب شبه تام من اتحاد الإمارات لكرة القدم وهو المعني الأول عن الاحتراف في كرة القدم في دولة الإمارات ولم يتواجد أي عضو في جلسات المؤتمر على الرغم من تواجد علي بوجسيم رئيس لجنة الحكام في الاتحاد ولكن بصفته عضوا في مجلس دبي الرياضي واذا كان غياب رئيس الاتحاد مبررا بسبب تواجده خارج الدولة في مهمة رسمية إلا أن غياب بقية الأعضاء يطرح العديد من علامات الاستفهام ·
ثالثا :غياب شبه جماعي للقطاعات الرياضية خارج نطاق إمارة دبي حيث لم نشاهد أي تواجد لإدارات الأندية من خارج الإمارة وكأن المؤتمر موجه إلى الرياضيين في إمارة دبي ،وعلى الرغم من التكلفة العالية التي تكبدها مجلس دبي الرياضي لجلب هؤلاء النخبة من الخبراء والمختصين إلى الدولة من اجل الاستفادة من قبل الجميع إلا أن الفائدة لم تعم إلا فئة محدودة من القطاع الرياضي ولعل الجانب الايجابي الوحيد في قضية الحضور كان تواجد عدد من الأسماء الرياضية المعروفة من أجل الاستفادة وهذه الأسماء جاءت بدوافع شخصية وبدون تكليف من أحد ·
رابعا :الفترة الزمنية المتاحة كانت قصيرة للغاية ومضغوطة حيث كانت تقام ثلاث جلسات في نفس التوقيت مما كان يؤدي إلى تشتت الحاضرين على قلتهم بين القاعات الثلاث وكان من الأفضل زيادة عدد أيام المؤتمر وإعطاء الراغبين في الحضور المساحة الأكبر من اجل الاستفادة من عدد اكبر من الندوات حتى أن بعض القاعات كانت تشهد حضورا جيدا بينما كانت المقاعد في القاعات الأخرى تعاني من قلة عدد الحاضرين·
خامسا :توقيت إقامة المؤتمر جاء في نهاية الموسم الرياضي وهو ما أدى الى عزوف الكثير من الفعاليات عن التجاوب بالحضور حيث إن اقامة المؤتمر جاءت في اعقاب موسم شاق وحافل وكان التوقيت سيكون افضل لو اقيم في وسط الموسم الرياضي ·
عدد اليوم
