بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء: واصل الجيش اللبناني قصف مواقع جماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد بالقذائف الثقيلة وذلك بعد ليل من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تدخلت فيه للمرة الثانية المروحيات العسكرية··وجدد الجيش بعد هدوء حذر استمر نحو ساعتين، صباح أمس قصف مواقع ''فتح الاسلام'' خصوصا عند المدخل الشمالي للمخيم فيما حاول الجيش إجبار المسلحين على الخروج من مخابئهم بينما اقتصر رد الارهابيين على استخدام الأسلحة الخفيفة حيث أعلن متحدث عسكري مقتل جندي لبناني ·
وخلال الليل تدخلت مروحيات الجيش للمرة الثانية في المعارك فحلقت في أجواء مخيم نهر البارد الذي إنارته قنابل مضيئة وأطلقت نيران رشاشاتها فيما كان الجيش يستهدف مواقع ''فتح الاسلام'' عند المدخلين الشرقي والشمالي بمختلف أنواع القذائف·
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الأبنية المستهدفة حيث قال شهود عيان إنه ما ان انبلج الفجر حتى بدا ان معالم المخيم قد تغيرت نظرا لشدة القصف الذي استهدف الأبنية والتي تداعت بفعل القذائف الثقيلة التي استعملها الجيش اللبناني·
وجرت محاولات تسلل من قبل عناصر ''فتح الاسلام'' لكسر الطوق العسكري الذي أحكمه الجيش اللبناني على المخيم لكن محاولات التسلل هذه باءت بالفشل· وقامت عناصر من الصليب الأحمر بإجلاء المزيد من الأهالي والأطفال عن المخيم ·
وقال شهود لرويترز ان جنودا لبنانيين اقتادوا نحو عشرين رجلا معصوبي الاعين ومكبلي الايدي من المدخل الجنوبي للمخيم· ولم تتوفر معلومات فورية حول هوياتهم· وقال مصدر عسكري ''الجيش يواصل ضغوطه على المسلحين·هم محاصرون ولا خيار امامهم سوى الاستسلام''·
من جانبها هددت ''فتح الاسلام'' بتوسيع القتال ونقلها الى المناطق اللبنانية الاخرى اذا لم يتوقف الجيش اللبناني عملياته العسكرية ضدهم· فيما قالت مصادر عسكرية لبنانية ان الجيش اللبناني ''يحاصر عناصر فتح الاسلام ولا خيار امامهم سوى الاستسلام''·
وقبيل الظهر توقف القصف وساد هدوء حذر ما سمح للهلال الاحمر الفلسطيني بنقل جرحى وبضع عائلات الى خارج المخيم وبإدخال بعض المواد التموينية ·وقد وردت أنباء عن قيام عدد من رجال الدين بالتوسط من أجل إنهاء القتال وزيارتهم للمخيم من أجل إقناع المقاتلين بالاستسلام·
وتقود جهود الوساطة جبهة العمل الاسلامي بزعامة فتحي يكن، حيث دخل ممثلان عنها الى المخيم لمقابلة المسؤول العسكري في ''فتح الاسلام'' شاهين شاهين· ونقلت ''رويترز'' عن يكن قوله ان ''فتح الاسلام قد وصلت الى طريق مسدود ولا خيار أمامهم سوى الاستسلام''· لكن شاهين نوه بمبادرة يكن وقال انها ''تتضمن المبادرة نقاطا وسطية'' مشيرا الى ان ''فتح الاسلام'' أبلغت يكن بذلك·وأكد يكن لصحيفة ''النهار'' ان الجيش ''لن يتراجع في مسألة حسم الموقف في مخيم نهر البارد''·
وقال ''لكن الحسم ليس بالضرورة عسكريا فهناك فرصة للحسم السياسي ترتكز على نقل القضية الى القضاء''·
وذكر أنه يتوقع ان يتلقى رد فتح الاسلام ''خلال 36 ساعة''·
على صعيد آخر وجهت النيابة العسكرية اللبنانية الاتهام لاحد عشر موقوفا بارتكاب ''أعمال إرهابية'' فيما بلغ إجمالي المتهمين 31 شخصا منذ اندلاع الاشتباكات في مخيم نهر البارد· وقد وردت انباء عن استسلام عدد من مقاتلي فتح الاسلام لحركة فتح في المخيم·
في المقابل عادت الحياة أمس إلى طبيعتها في منطقة التعمير عند المدخل الشمالي لمخيم عين الحلوة للاجئين في جنوب لبنان التي شهدت الاحد الماضي اشتباكات بين الجيش ومجموعة ''جند الشام'' المتطرفة ·
وأفاد مراسل ''فرانس برس'' ان النازحين عادوا الى المنطقة بعد انتشار قوة أمنية فلسطينية لمنع تجدد الاشتباكات·كما بدأت مجموعات إصلاح اعطال شبكتي الكهرباء والمياه فيما تقوم لجنة رسمية بتقييم الأضرار في الممتلكات الخاصة·
عدد اليوم
