الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وقت الطفل في العطلة

19 ديسمبر 2011 20:47
النوم المتأخر، والاستيقاظ بعد بزوغ الشمس بساعات طوال وبعد أن ترسل أشعتها معلنة وقت الضحى أو وقت الظهيرة أحيانا، خمول وكسل، يصاحب الطفل طوال مدة الإجازة المدرسية، وتكاد أجندة يومه أن تكون فارغة من أي نشاط ذهني أو بدني يذكر، ويمر يومه بلا نتيجة، يبدأ يومه بفطور، أويرفض تناول أي وجبة، ثم يأخذ مكانه في أحسن مكان أمام التلفزيون، يقلب كل البرامج الخاصة بالأطفال، أما إذا كان في البيت أكثر من طفل في أعمار متقاربة فالمشكلة تكون أكبر، إذ يتخاصمون على كل كبيرة وصغيرة، تعلو أصواتهم، وتصل مداها حين يتعلق الأمر بتغيير سير القناة بتحريك آلة التحكم عن بعد. في حين ينشغل آخرون بالألعاب الإلكترونية وينغمسون فيها طوال اليوم، مما يخلق لديهم تشويشا كبيرا على مستوى التفكير، فلا مجال للتخيل من خلال قراءة قصة خاصة بهذه الفئة، وليس هناك تحسين وتوسيع لمدارك الطفل من خلال إنجاز بعض الأعمال المفيدة، أما البنات، فلا انتفاع من عطلتهن كما في السابق، إذ كانت الطفلة رغم صغر سنها، عندما تحين العطلة وتتحرر من أعباء الامتحانات والالتزام بالدروس اليومية، تتفرغ لترتيب مكانها، وتساهم في تنظيف ما استطاعت تنظيفه، كما تتحمل مسؤولية بعض إخوانها الأصغر منها، وتوكل لها بعض المهام بذكاء من والدتها، حيث تشعرها بأهميتها بطريقة تلقائية، كل ذلك ليكبر معها الحس بالمسؤولية، وتتولد لديها القدرة على إدارة أمورها الشخصية، وتزودها بمهارات ذاتية تسهم في بلورة شخصيتها مستقبلا. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني دائما هو: كيف ستتحمل فتاة ليست لها أي مهارات شخصية، ولا تتوفر على ثقافة منزلية، بحيث لا تستطيع القيام بأبسط الأشياء في محيطها وفي مملكتها، مسؤولية أطفال؟ وكيف ستكون لها القدرة على إدارة مشاكلها المستقبلية التي حتما ستعترضها في المستقبل؟ وما الثقافة التي ستمررها لأولادها في الغد القريب؟ فالإجازة تهدف إلى التحرّر من الالتزام بالوقت لإنجاز المهام المطلوبة، سواء من طرف الأهل أو الأطفال، إلا أنّ طول مدتها يحتّم البعد عن إهدار وقت الفراغ الكبير، وذلك بمتابعة كبيرة من طرف الآباء، وذلك باستثمار هذا الوقت بما يعود عليهم بالنفع، لعل هذا ليس سهلا في وقت غياب الأم خارج البيت للعمل، فهذا بالطبع يشكل تسيبا وانفلاتا وسط الصغار. من جهة أخرى فالرهان كبير لتطوير مهارات الصغار من حيث مساهمتهم في إطار بيت تتواجد به خادمة، وكل طلبات الصغار متوفرة على أيديها، لهذا يجب اتباع خطة لتغيير محيط البيت إلى بيئة محفزة للمساهمة في إنجاز مهام ذاتية، أو القيام ببعض الأنشطة، وذلك باتباع برنامج يومي تناقش حصيلته في المساء، حتى لا يذهب وقت الطفل سدى، مما قد يشكل تراجعا في حياة الصغير على مستوى الحياة. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©