الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمل «الآمن» للمصابات بالسكري مشروط بالصبر والتحضير

الحمل «الآمن» للمصابات بالسكري مشروط بالصبر والتحضير
19 ديسمبر 2011 20:51
الإصابة بمرض السكري والرغبة في الحمل لا يتعارضان ولا يعنيان حتمية تعرض المرأة وجنينها إلى مضاعفات كما يعتقد البعض. فيكفي التخطيط والاستعداد الجيد والإلمام بالطرق الكفيلة للوقاية من المضاعفات قبل حدوث الإخصاب بفترة كافية حتى يكون جسمها في أتم استعداده لاحتضان مولود جديد ووضعه في أكمل صحته وعافيته. إذا كنت من المصابات بمرض السكري نوع 1 أو 2، وكنت ترغبين في إنجاب طفل يؤنس وحشتك، فمن الطبيعي أن يُساورك القلق بشأن احتمال إصابتك بمضاعفات خلال الحمل أو انتقال المرض إلى جنينك. لكن يجب أن تعلمي أن هذا الأمر ليس حتمياً، بل يمكنك تلافيه إنْ أنت أخذت أمر الاستعداد والتحضير للحمل على محمل الجد وراقبت مستوى السكر في دمك بانتظام واتبعت نمط عيش صحي قبل الحمل، فذلك يُساعدك على المرور بتجربة حمل آمنة وجعل رضيعك المرتقب يتمتع بصحة جيدة منذ البداية. أهمية الفحص إن أول خطوة يُنصَح بالقيام بها على مستوى التحضير لحمل صحي هي مراجعة طبيبة متخصصة من أجل استشارتها والاستفادة من إرشاداتها بعد الخضوع للفحص. فأخبريها عن رغبتك في الحمل والإنجاب، وإذا كنت تتناولين أدوية سكري عن طريق الفم، فاعلمي أنك قد تحتاجين إلى التحول إلى تناول الإنسولين أو إدخال بعض التغييرات على خطتك التي تتبعينها لعلاج السكري قبل اتخاذ قرار الحمل. فعلى سبيل المثال، بعض أدوية السكري مثل تلك المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومشكلات الكلي تُصبح محرمةً على المرأة الحامل. وإذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم أو ظهرت لديك علامات عن الإصابة بمشكلة في القلب أو العينين أو الكلي أو غيرها من المضاعفات التي قد تتفاقم بسبب الحمل، فتذكري أن التحضير للحمل قد يُحتم عليك ضرورة تلقي العلاج قبل وقوع الإخصاب. وقد تقترح الطبيبة المعالجة جدولة سلسلة مواعيد إرشادية وعلاجية على المريضة برفقة طبيبة توليد متخصصة في التعامل مع حالات الحمل عالية المخاطر وأخصــائي سكري وأخصائي حمية غذائية وأخصائيين آخرين عند الاقتضاء. مراقبة سكر الدم إن مراقبة مستوى السكر في الدم هي أفضل طريقة للوقاية من مضاعفات السكري. وإذا أردت التحضير للحمل، فاعلمي أن مراقبة سكر الدم يجب أن تصبح بالنسبة إليك ذات أولوية قصوى ولو كان يفصلك عن موعد الحمل أشهر. فدماغ الطفل ونخاعه الشوكي وقلبه وأعضاؤه الأخرى تبدأ في التشكل بعد وقوع الإخصاب بقليل، وربما قبل حتى أن تُدركي أنك حامل. وإذا كنت لا تراقبين مستوى سكر دمك خلال الأيام الأولى من الحمل، فإن مخاطر الولادة المبكرة أو إصابة مولودك بعيوب خلقية تزداد، خصوصاً على مستوى الدماغ والقلب والحبل الشوكي. ولكن إذا تمكنت من إدارة مستوى السكر في دمك قبل وقوع الإخصاب وخلال فترة الحمل، فإنك تُرزقين بمولود سليم صحياً قد لا يختلف البتة عن مولود المرأة غير المصابة بالسكري. ولذلك يقوم الطبيب المعالج في العادة بتعريف المريضة بمستويات سكر الدم المستهدفة حتى يتسنى لها عدم تجاوُزها أو النزول عنها. كما يعمل على تقييم الخطة العلاجية واعتبار التغييرات التي يمكن أن يُحتاج إليها لتحسين نتائج العلاج. فمثلاً، بعض النساء اللاتي يحضرن للحمل قد يفكرن في استخدام مضخة الإنسولين أو زيادة عدد حقن الإنسولين من أجل تحسين مراقبة سكر الدم، وذلك بهدف الحفاظ على مستوى السكر قريباً قدر الإمكان من المستوى الطبيعي المطلوب. الأكل الصحي قد يشمل نظامك الغذائي الكثير من الفواكه والخضراوات وحبوب القمح الكامل. ويمكنك تناوُل الأطعمة نفسها التي تتناولها أية امرأة تستعد للحمل. وإذا وجدت صعوبةً في الحفاظ على سكر دمك عند المستوى المستهدَف، أو أردت إنقاص بعض الكيلوجرامات قبل الحمل، فحاولي مراجعة أخصائي حمية غذائية. فهو القادر على مساعدتك على مواءمة نظامك الغذائي لتلبية حاجاتك قبل الحمل. ولسد أية ثغرات غذائية مستجدة، يُنصح بتناوُل فيتامينات حمض الفوليك قبل الإخصاب ببضعة أشهر. ممارسة الرياضة ممارسة التمارين البدنية هي جزء مهم لا يجب أن تخلو منه أية خطة لعلاج السكري. وخلال استشارة أو مراجعة الطبيب قبل الإخصاب، احصلي على موافقة الطبيب بشأن ممارسة الرياضة والتمارين الأنسب لحالتك. ثم اختاري منها ما شئت وحاولي الاستمتاع بممارستها، سواءً كانت مشياً أو سباحةً، أو تمرناً على دراجة ثابتة. ويبقى الأهم هو جعل ممارسة الرياضة روتيناً يومياً وأحد أنشطتك التي لا يستقيم يومك بدونها. وضعي نُصب عينيك هدف ممارسة 150 دقيقة من أنشطة الآيروبيك المعتدلة أسبوعياً. وفي حال وجدت ذلك صعب التحقيق في الأسبوع الأول بسبب عدم تعودك على الرياضة، فحاولي البدء بوتيرة بطيئة ثم تدرجي في التمارين إلى أن تصلي إلى المدة المستهدفة أسبوعياً. وتذكري أن النشاط البدني يؤثر إيجاباً على سكر دمك. فاحرصي على قياس مستوى السكر في دمك قبل ممارسة الرياضة وبعدها، خُصوصاً إن كنت تستخدمين الإنسولين. وقد تحتاجين إلى تناوُل وجبة خفيفة قبل التمرين لمساعدتك على تجنب انخفاض مستوى السكر في دمك. وإنْ كنت تستعملين مضخة الإنسولين، فقد تحتاجين إلى تعديل المعدل الأساسي من أجل تكييفه مع التمرين الرياضي. خطوط حمراء إذا دخلت مرحلة التحضير للحمل، فاحرصي على تفادي ما يلي: ? إهمال تناوُل الجرعات الموصوفة من الإنسولين أو الأدوية الأخرى. ? التدخين. ? شرب الكحول. ? تناوُل أدوية غير موصوفة. ومن المهم أيضاً الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر. فالإصابة بالتوتر من شأنه التأثير سلباً على مستوى السكر في دمك وتعْسير مهمة اهتمامك بصحتك وصحة جنينك. طول النفَس إن التحضير للحمل قد يأخذ أشهراً عديدةً وزيارات متعددة ومراجعات متكررة. وتوصي الجمعية الأميركية للسكري بالمواظبة على مراقبة مستوى السكر في الدم لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر قبل حدوث الإخصاب والحمل. قد ترغب طبيبتك في الوصول إلى مستوى معين من «الهيموجلوبين A1C» باعتباره يترجم مستوى السكر في دمك لآخر شهرين أو ثلاثة أشهر قبل الحمل. ولا تنسيْ أن طبيبتك هي أعلم بحالتك، فاحرصي على استخدام موانع حمل موثوق بها ولا تتخذي قرار الحــمل إلا بعد أن تعطيك الضـوء الأخــضر، فالحمــل الصحـي والخالي من المضاعفـات على المرأة وجنـــينها يسـتحق الالتزام والانتظار والصبر وطول النفَس. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©