الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المولود الأول يدفع الزوج «السيئ» إلى تحمل المسؤولية

المولود الأول يدفع الزوج «السيئ» إلى تحمل المسؤولية
19 ديسمبر 2011 20:52
عشرة أصابع صغيرة وعشرة بنان رقيقة قد تكون كافيةً لتغيير حياة الرجال بطرق مختلفة لا تخطر لهم على البال. فقد وجدت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة «الزواج والأسرة» أن بعض الرجال تخلوا عن سلوكياتهم المنحرفة وعن صفاتهم غير المحمودة عندما أضافوا إلى لقب الزوج لقباً آخر هو «الأب». وقام بهذه الدراسة علماء من ولايتي أوريجون وتكساس، إذ تابعوا حالات 206 رجال من مدينة متوسطة الحجم شمال غرب المحيط الهادي. واستقطبوا مشاركين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنةً، وتابعوا حالاتهم وحرصوا على تقييمها بشكل سنوي على مدار 19 سنةً الى أن وصلت أعمارهم الى 31 سنةً. وكان جميع الرجال في الدراسة يتحدرون من أحياء تُسجل فيها معدلات عالية من الانحراف والطيش في صفوف الشباب، وإدمان التدخين وشرب الكحول والمشاركة في اقتراف الجرائم في صفوف الأطفال. وكان نصف المشاركين سبق لهم شرب الكحول قبل بلوغ 12 سنةً، و70? منهم سبق اعتقاله مرةً واحدةً على الأقل خلال فترة الدراسة. ولاحظ الباحثون أن معدلات التدخين وشرب الكحول انخفضت بشكل لا بأس به، وتراجعت بشكل أكبر بعد أن رزق الأزواج المشاركون بمواليد جُدُد وأصبحوا آباءً. ويقول ديفيد كير، أستاذ مساعد للطب النفسي في جامعة «أوريجون ستيت» بمدينة كورفاليس والمشرف على الدراسة، «ليس من السهل أن يُدير مدمن التدخين وشرب الكحول وارتكاب الجرائم ظهره لنمط عيش اعتاده وشب عليه. لكن يبدو أن قدوم مولود جديد له القدرة على تغيير حال الأب إلى الأفضل بشكل كبير». وقد نُشرت دراسات سابقة أشارت إلى أن للزواج مفعول المهدئ والمسكن النفسي الذي يزيد صاحبه طمأنينةً ونُضجاً، لكن التقرير الذي أتت به هذه الدراسة يأتي بجديد آخر يُضاف إلى فوائد الأبوة المعروفة. ووجد الباحثون أيضاً أن العمر الذي أصبح فيه كل مشارك أباً لا يخلو من دلالة. فالمشاركون الذين أصبحوا آباء في سن صغيرة وقبل أن يصلوا العشرين من العمر تخلصوا من عادات سيئة أقل مقارنةً مع المشاركين الذين أصبحوا آباء في سن غير مبكرة، فهم حققوا تغييرات إيجابية أفضل. ويقول جيرولد شابيرو، عضو هيئة التدريس في قسم الإرشاد النفسي في جامعة سانتا كلارا في وادي السيليكون والذي لم يكن ضمن فريق البحث الذي أنجز الدراسة، «إن شعور الزوج بأن هناك طفلاً في أمس الحاجة إليه يلعب دوراً كبيراً». فحينما يكتشف الرجال أن أفعالهم وسلوكياتهم لا تؤثر عليهم فقط، بل تلقي بظلالها على حياة أسرية يتوقف استمرارها بالكامل عليهم، تتجذر دوافع التغيير لدى الزوج الأب بقوة في نفسه أكثر من أي وقت مضى». ويُضيف شابيرو «أعتقد أن هناك شيئاً حول ابنك أو ابنتك هو الذي يولد لديك هذه الرغبة الملحة للتغير، ليس من أجل نفسك وإنما من أجل الابن الذي تكتشف أنه الشخص الوحيد الذي تحبه أكثر من نفسك، فيغمرك الإحساس بمسؤولية أكبر تجعلك مستعداً بشكل فطري للقيام بأي شيء من أجل فلذة كبدك». وعلى الرغم من كون هذه الآراء تفتح بوارق أمل مبشرة بحياة أفضل للأب والأم والأبناء، فإن العلماء يفيدون بأن تغيير الزوج حديث العهد بالأبوة لعاداته السيئة لا يحدث دائماً، بل إن من الآباء من يواصل سلوكياته السيئة وأفعاله المنحرفة حتى بعدما يُرزق بأبناء. ومنهم من ينقطع عن عاداته القبيحة لفترة، ثم يعود إليها لاحقاً، كما يقول كير الذي ما زال يواصل دراسة الرجال لمعرفة التغييرات الأخرى التي تحدث لهم بعدما يصبحون آباءً، سواءً على المستوى الشخصي أو الأسري. ويضيف كير أنه إذا كان وقت قدوم المولود الجديد فرصةً فريدةً ومميزةً بالنسبة للأزواج الذين يعانون من اضطرابات سلوكية ما للإقلاع عن عاداتهم السيئة، فهناك على الأرجح طرق كفيلة بمساعدتهم على تحقيق ذلك مثل وضع أهداف حياتية إيجابية، أو الاستعانة بقريب أو مساعد اجتماعي، أو حضور الجلسات النقاشية التي ينظمها المنتسبون لجمعيات ومنتديات الآباء التقليدية أو الافتراضية على الشبكة الاجتماعية. فخطوات من هذا القبيل من شأنها مساعدة الرجال على اكتشاف ما يحتاجون إلى تغييره من أجل مصلحة أسرتهم الجديدة. ويقول ويليام بالوك، مدير مراكز الرجال والشباب في مستشفى ماكلين وأستاذ مساعد في قسم الطب النفسي بكلية الطب في جامعة هارفارد والذي قضى 25 سنةً في دراسة المرحلة الانتقالية التي يمر منها الرجل من زوج إلى أب، «عندما يُصبح مثل هؤلاء الرجال آباءً، فلا ينبغي أن نتفاجأ أو نتحسر على حدوث الأمر أو نعتبره عيباً أو نشفق على الطفل بطريقة ما. فلدينا الآن دليل علمي يفيد بأن وقت قدوم المولود الأول هو فرصة ذهبية للتدخل بطريقة إيجابية والإسهام في تغيير مسار الحياة الشخصية والأسرية للزوج حديث العهد بالأبوة إلى الأفضل». عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©