الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع الطلب على صناديق التحوط

8 يونيو 2007 22:52
المنامة - رويترز: الطلب يتزايد على صناديق التحوط وعلى التمويل الإسلامي مما يجعل صندوق تحوط ملتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية الحل المثالي لمديري الأموال الراغبين في الاستفادة من السيولة الضخمة في الخليج· لكن أغلب العاملين في قطاع التمويل الإسلامي يقولون: ''إن العملين غير متوافقين، وإن القواعد الاساسية لصناديق التحوط تخالف الشريعة الإسلامية''· ويقول آخرون: ''إن التمويل الإسلامي من أجل أن يزدهر يحتاج لتطوير أدواته لتمكين المستثمرين من التحوط ضد المخاطر، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة صناديق تحوط''· ويقول افاق خان مدير قطاع المعاملات الإسلامية في ستاندارد تشارترد: ''إنه أمر حتمي تماماً أن يكون لدى قطاع التمويل الإسلامي أدوات تحوط''· وأضاف: ''يتعين الاستفادة من الاثنين معاً، صناديق التحوط عمل يتطور، والمشتقات الإسلامية لأغراض التحوط مسموح بها تماما كأداة لإدارة المخاطر''· ولا يقدم ''ستاندارد تشارترد'' صناديق تحوط إسلامية، بل هو واحد من العديد من البنوك التي تقدم منتجات تحوط إسلامية في محاولة لتلبية الطلب المتنامي من جانب 1,2 مليار مسلم في العالم على الخدمات المالية المتفقة مع الشريعة الإسلامية· والعديد من ممارسات التحوط المعتادة تعتبر بمثابة مضاربات على العملة أو تحركات أسعار الأسهم· وسياسات صناديق التحوط مثل البيع على المكشوف تعتبر حراماً في الإسلام، والاقراض بفائدة ومبادلة الديون والمقامرة كلها محرمة كذلك في الإسلام، ويشمل البيع على المكشوف اقتراض أسهم وبيعها على أمل تحقيق ربح بإعادة شرائها بسعر أقل· ولكن إذا ارتفعت أسعار هذه الأسهم يتكبد المستثمر خسارة· ومنتقدو سياسات التحوط يقولون: ''إن مثل هذه المضاربات تتعارض مع تحريم الإسلام للمقامرة''· وقال انطوان مسعد الرئيس التنفيذي لشركة مان انفستمنت الشرق الأوسط التابعة لمان جروب: ''هناك من يزعمون بوجود صناديق تحوط إسلامية في السوق، نعم هناك ثلاثة أو أربعة، لكن لم يستثمر فيها أحد لذلك فهي بالنسبة لي غير موجودة''، وأضاف: ''صناديق تستخدم المشتقات وغيرها وكلها حرام، لا أقول ليست حلال بل حرام''· وجادل آخرون قائلين: ''إن سياسات صناديق التحوط تقدم امكانيات كبيرة للتمويل الإسلامي الذي يعاني من نقص في أدوات إدارة المخاطر خاصة المخاطر طويلة الأجل''· وقالوا: ''إن العديد من سياسات التحوط تستمد من الرغبة في تقليل المخاطر، وهو ما يتفق مع جوهر تحريم المقامرة في الإسلام''، مشيرين إلى أمثلة مثل سعي المزارعين لخفض تعرضهم لتقلبات أسعار السلع· ويقول أنصار سياسات التحوط: ''إن قدرة التمويل الإسلامي على توفير تمويل عقاري بفائدة ثابتة ووثائق تأمين على الحياة ومشروعات طويلة الأجل للبنية الأساسية تتعطل بعدم قدرته على إدارة المخاطر طويلة الأجل''· وقال رشيد المعراج محافظ مؤسسة نقد البحرين (البنك المركزي) للصحفيين في مؤتمر التمويل الإسلامي الأسبوع الماضي: ''إن عمليات التحوط هذه ستوفر القدرة على إدارة المخاطر بشكل جيد، فلا يمكن ترك الاستثمارات معرضة للخطر''· و''ستاندارد تشارترد'' و''دويتشه بنك'' و''بي·ان·بي باريبا'' من بين البنوك التي تقدم بالفعل أو تحاول تطوير أدوات تحوط إسلامية· وقال هاريس عرفان مسؤول الاسواق العالمية في ''دويتشه بنك'': ''إن الصناديق التي تزعم انها إسلامية قد لا تلقى رواجاً بين المستثمرين، لأنها تحاول تقليد الممارسات التقليدية لصناديق التحوط''، وأضاف أن دويتشه بنك يحاول محاكاة أداء صناديق التحوط وليس ممارساتها· وصناديق التحوط تعتمد أساساً على فكرة توفير عائدات يطلق عليها (الفا) تفوق العائدات المتحققة في السوق· وقال عرفان: ''طالما تلتزم بتعاليم الشريعة ولديك هياكل وأدوات تتفق مع الشريعة فليس هناك ما يمنع ظهور صناديق تحوط متفقة مع الشريعة''، وتسعى الصناديق إلى وضع سياسات مماثلة لسياسات صناديق التحوط، ولكن بشكل يضمن الحصول على فتوى باتفاقها مع الشريعة· ووصف مايكل جاسنر مستشار التمويل الإسلامي على موقع على الإنترنت هياكل الصفقات التي تصيغها صناديق التحوط في مجموعة معقدة من الخطوات للحصول على فتوى باتفاقها مع الشريعة· لكن أحمد عباس من مركز إدارة السيولة المالية في البحرين انتقد مثل هذه الآليات باعتبارها مخالفة لروح الشريعة، وقال: ''انه لا يعنيه اتخاذ 20 خطوة اسلامية من أجل البيع على المكشوف، فلا يمكن لأحد بيع ما ليس ملكه''· وأضاف أن العمل المصرفي الإسلامي لا يتعلق باضفاء الطابع الإسلامي على ما هو غير إسلامي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©