إعداد - عدنان عضيمة:
حذرت أوبك البلدان الغربية من أن جهودها لتطوير الوقود الحيوي كمصدر بديل لطاقة النفط والغاز الطبيعي من أجل مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، تهدد برفع أسعار النفط إلى مستوى أعلى· ونقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز عن عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة (أوبك) قوله إن أعضاء المنظمة يتدارسون الآن فكرة تهدف إلى تخفيض مستوى الاستثمارات الجديدة الموظفة في زيادة إنتاج النفط كرد فعل طبيعي على توجهات دول العالم المتطورة نحو استخدام المزيد من الوقود الحيوي·
ويأتي تحذير أوبك التي تتحكم بنحو 40% من مجمل الإنتاج العالمي من النفط، متزامناً مع ختام اجتماعات مجموعة الدول الثماني الصناعية في ألمانيا والتي تضع ظاهرة التغيرات المناخية على قمة جدول أعمالها· وتسعى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لاستخدام الوقود الحيوي من أجل التخفيف من سرعة تسخّن الأرض وتعزيز أمنها الاستراتيجي في مجال الطاقة·
وأشار التقرير إلى أنه سبق لمنظمة أوبك أن وجهت انتقاداتها لمشاريع إنتاج الطاقات البديلة، إلا أن تصريحات البدري تأتي الآن لتمثل أول تهديد صريح من أن المنظمة عازمة على اتخاذ موقف حازم لضمان مصالحها في مواجهة تحوّل الغرب إلى استخدام الوقود الحيوي· ونقل التقرير عن جوليان لي من المركز الدولي لدراسات الطاقة في لندن قوله: (إنهم جدّ مهتمّون بهذه القضية· وسوف تواصل أوبك استثماراتها في توسيع حقولها النفطية إلا أنها ستعمد إلى تخفيض قيمة هذه الاستثمارات مع توارد الأنباء حول اقتراب عصر استخدام الوقود الحيوي· وأصبحت أوبك في موقف صعب؛ ففي الوقت الذي تجد نفسها مطالبة بزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط، نجد كلاً من واشنطن وبروكسل وهما ترفعان صوتهما قائلتين: ''إننا نراهن على الوقود الحيوي ولن نعتمد على أوبك'')·
ويراهن الرئيس جورج بوش على تخفيض استهلاك النفط في الولايات المتحدة بنسبة 20% خلال السنوات العشر المقبلة من خلال زيادة فعالية السيارات الجديدة في حرق الوقود ونشر استخدام الوقود الحيوي على نطاق واسع· وتشير إحصائيات موثوقة إلى أن الوقود الحيوي الذي يتم تحضيره من تخمير بعض المحاصيل الزراعية الشائعة كالذرة وقصب السكر، شكّل 1% فقط من مجمل كمية الوقود المستخدم في عربات النقل عام ·2005
وحذّر البدري من أن مستويات إنتاج الوقود الحيوي سوف تثبت أنه لا يتصف بعنصر الاستدامة على المدى المتوسط بعد أن اتضح أنه يؤثر سلباً على المخزون الغذائي من المواد الزراعية الرئيسية· ثم إن الوقود الحيوي هو الذي يقف الآن وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية في العالم إلى مستويات لم تشهدها منذ 30 عاماً· وأشار أيضاً إلى أن أعضاء أوبك أظهروا اهتماماً كبيراً برسم خطط الاستثمار في مشاريع زيادة إنتاجهم من النفط، إلا أنه حذّر الغرب قائلاً: (وإذا وجدنا أننا غير قادرين على ضمان الهامش الآمن من الطلب على النفط، فإننا سنضطر إلى تخفيض استثماراتنا على المدى الطويل)·
ومن المعلوم أن دول أوبك تخطط الآن لاستثمار 130 مليار دولار حتى عام 2012 في زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط· وبإغفال الطاقة الإنتاجية للعراق، فإن أوبك تتنبأ بأن ترتفع طاقتها الإنتاجية من النفط الخام بحلول عام 2010 إلى 39,7 مليون برميل في اليوم بالمقارنة مع طاقتها الإنتاجية الراهنة التي تبلغ 35,7 مليون برميل في اليوم· وبين عامي 2013 و،2020 تخطط المنظمة لاستثمار 500 مليار دولار إضافية في مشاريع تحديث وتطوير منشآتها النفطية إلا أن هذه الخطط معرضة للتغيّر وفقاً للتطورات التي ستستجدّ في مجال تطوير إنتاج الوقود الحيوي في الدول الغربية·
-------------
عدد اليوم
