الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خالد مشعل في غزة للمرة الأولى منذ 37 عاماً

خالد مشعل في غزة للمرة الأولى منذ 37 عاماً
8 ديسمبر 2012
وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس إلى قطاع غزة ليبدأ وسط تعزيزات أمنية مشددة زيارة تعد الأولى من نوعها منذ 37 عاماً وتستمر 4 أيام، يشارك خلالها في إحياء الذكرى الـ25 لانطلاقة الحركة. ويرافق مشعل في الزيارة نائبه موسى أبو مرزوق، إضافة إلى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وتأتي زيارة مشعل بعد أسبوعين من انتهاء عملية عسكرية إسرائيلية ضد القطاع بدأت في 14 نوفمبر باغتيال أحمد الجعبري، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وبعد وصول موكب مشعل إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح قبل الأرض قبل أن يعانق رئيس وزراء حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية. وقال مشعل “أتمنى من الله أن يرزقني الشهادة على أرض فلسطين وعلى أرض غزة”. توجه مشعل لرؤية بقايا سيارة الجعبري التي تم نقلها إلى رفح خصيصا للمناسبة. واستقبل مشعل كبار قادة حماس ووزراء حكومة الحركة. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع إسماعيل هنية في رفح قال مشعل “هذه أول مرة أزور فيها فلسطين بعد 37 سنة”. وهي أيضا المرة الأولى التي يزور فيها قطاع غزة. ووصف مشعل الزيارة بأنها “ولادته الثالثة” بعد ولادته الطبيعية عام 1956 وولادته الثانية بعد نجاته من محاولة اغتيال في عمان عام 1997 بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء. وأضاف “أسال الله أن تكون ولادتنا الرابعة يوم تحرير فلسطين، كل فلسطين”. وتابع “غزة اليوم وغدا رام الله وبعدها القدس وبعدها حيفا ويافا إن شاء الله”. وعلقت حماس عشرات الآلاف من رايات الحركة في الشوارع العامة. وتولى مئات من عناصر الأمن والشرطة في حكومة حماس ضمان أمن الزيارة وقد انتشروا منذ الصباح على الطرقات التي سيسلكها موكب مشعل. وانتشر مئات من عناصر القسام الملثمين على شارع صلاح الدين الذي يربط بين رفح ومدينة غزة حاملين بنادق كلاشينكوف وحمل بعضهم قاذفات صواريخ من طراز “آر بي جي”. ويزور مشعل منزل محمد الهمص مرافق القائد العسكري الكبير في حماس أحمد الجعبري والذي قتل معه في غارة جوية إسرائيلية استهدفته في نوفمبر، ثم يتوجه لزيارة منزل الجعبري في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة قبل أن يقدم العزاء في شمال المدينة لعائلة الدلو في منزلها الذي دمر كليا، وقتل 10 من أفراد العائلة في غارة جوية إسرائيلية خلال العملية العسكرية الأخيرة. وسيكون الحدث الأبرز في هذه الزيارة المهرجان الذي يقام غدا وتعلن فيه حماس انتصارها في المواجهة التي استمرت 8 أيام مع إسرائيل وأسفرت عن مقتل 170 فلسطينيا و6 إسرائيليين، وانتهت بتهدئة بوساطة مصرية. وأشار مسؤولون في “حماس” إلى أن مشعل سيلقي خطابا في مهرجان الحركة في ذكرى تأسيسها الذي يقام اليوم السبت في ساحة “الكتيبة” غرب مدينة غزة. وأقيم مسرح كبير في مدينة غزة مع نموذج ضخم لصاروخ من طراز “إم 75” الذي أطلق على تل أبيب والقدس في الحرب الشهر الماضي. وينظر إلى ذلك المهرجان باعتباره انفتاحا على الفصائل الأخرى وتلميحا لاستعداد جديد للسعي للمصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تدير حكومته شؤون الضفة الغربية. وقال مشعل في قطر يوم الجمعة الماضي إن هناك أجواء تسمح بإنجاز المصالحة. ويعيش مشعل في قطر منذ أن غادر سوريا في وقت سابق هذا العام. وقال زعماء لحماس في السنوات القليلة الماضية إن الحركة يمكنها أن تتعايش سلميا إلى جانب إسرائيل إذا حصلت على دولة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، رغم أن الميثاق التأسيسي للحركة في عام 1988 يدعو للقضاء على إسرائيل واستعادة الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت الانتداب البريطاني بالكامل. وأدار مشعل حركة حماس من دمشق منذ عام 2004 إلى يناير الماضي عندما غادر العاصمة السورية بسبب المعارك الدائرة بين قوات الرئيس بشار الأسد ومعارضيه. ويتنقل حاليا بين الدوحة والقاهرة. وقال مشعل الأسبوع الماضي من قطر إن هذه الخطوة أثرت على العلاقات مع إيران الممول ومورد السلاح الرئيسي للحركة. وأضعف رحيل مشعل المفاجئ من دمشق مكانته داخل حماس وبدأ منافسوه المقيمون في غزة تأكيد سلطتهم. ولكن الزعيم المقيم في المنفى استعاد المبادرة في الحرب التي اندلعت في نوفمبر الماضي بالتعاون الوثيق مع مصر لتأمين الهدنة. وتبنى مشعل في السنوات الماضية موقفا يقوم على تأييد فكرة إبرام هدنة طويلة في مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب عام 1967. من جهة أخرى، قال محللون إن إسرائيل ترى أن مشعل قد يكون الرجل القادر على فتح حوار بين “حماس” وإسرائيل. وقال شلومو بروم كبير الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي، وهو معهد أبحاث مستقل في تل أبيب، إن “خالد مشعل يلعب حاليا دورا أكثر إيجابية من وجهة نظر إسرائيل. وبوجه عام حماس تنقسم إلى فصيلين، فصيل غزة والفصيل الخارجي. وهناك نقاش بين الاثنين على عدة مستويات. وفصيل مشعل الخارجي أكثر اعتدالا بكثير. وهذا سبب أهميته لإسرائيل”. وقال يوائيل جوزينسكي الباحث في معهد دراسات الأمن القومي إن “قيادة حماس الخارجية تحاول أن تترك المحور الإيراني. هذا أمر لافت للنظر لكنه لن يكون سهلا لأنهم لا يزالون يعتمدون على الأسلحة الإيرانية”. وأضاف “في النهاية يمكن أن يكون هذا مفيدا لإسرائيل”. ولا يعتبر أي وزير في إسرائيل مشعل شخصية معتدلة على الأقل في العلن. وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم نشر اسمه إنه غير مقتنع بأن مشعل بذل ما يكفي من جهد لاستعادة مصداقيته داخل الحركة بوصفه زعيما بلا منازع. وأضاف “هناك صراع دائر على السلطة لكنهم يخفونه”. ورفض المسؤول الذي تبنى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لا يقدم تنازلات احتمال أن يرغب مشعل ذات يوم في إجراء محادثات مع إسرائيل.
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©