الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسك وياس

9 يونيو 2007 00:59
منذ فترة ونحن نتحدث عن البطالة ·· والأعداد المكومة من العاطلين في المنازل ومدى تأثير ذلك على نفسياتهم التي تاقت لخدمة مجتمعهم ·· وقد يكون الأمر بعيد المنال الآن خاصة مع تفشي ظاهرة الواسطة والمحسوبية بكل مؤسسة وندرة التخصصات والمطالبة بسنوات خبرة ·· الأمر الذي أحبط الجميع وأرق مضجعهم· وقد كان هناك معرض لوظائف أقيم منذ فترة قريبة على أرض المعارض في أبوظبي·· ولست بصدد نقده فلا أعرف إن كان القصد من إقامته هو محاولة إيجاد ذلك العاطل الذي تقرحت رجلاه من البحث عن وظيفة وإعطاؤه الخيارات المتاحة أو بغرض الدعاية والإعلان عن اسم الشركات والمؤسسات المشاركة كما قال واتهم البعض ·· المهم أتمنى فعلاً أن يجد كل من وضع أوراقه وسيرته الذاتية المنفذ الذي يستطيع من خلاله أن يلبي طموحه ويحصل على قيمة عرقه· ورغم كل هذا لايزال (الخريجون والعاطلون عن العمل) لا يعلمون أن هناك نافذة فتحت مصراعيها لهم لتنفيذ هذا الحلم الذي لطالما تمنونه ·· ورغم أنها لا تعطيهم العائد المادي الذي يرجونه إلا أنها تقدم لهم سنوات خبرة ·· والتعرف على أشخاص جدد ·· وتحقق ذاتهم بالإضافة إلى رد الجميل لهذا الوطن المعطاء الذي لم يقصر معنا بشيء· هذه النافذة هي برنامج (تكاتف) الذي أطلقته مؤسسة الإمارات في سبتمبر 2006 بالعاصمة أبوظبي·· والتي تزيّن إعلاناتها جرائدنا المحلية كل يوم تقريباً ·· والتي تمكن القطاعين العام والخاص من إطلاق مبادرات مشتركة تساهم في تطوير المجتمع وتحقيق مصلحة جميع أبنائه ·· كما أنها تعطي الشباب فرصة التطوع في عدد من البرامج الإنسانية والاجتماعية والاستفادة من أوقاتهم بصورة هادفة بدل تضييعها في أمور لا طائل منها· والجميل بالموضوع أن هذا البرنامج لا يلزمنا بساعات عمل محددة ولا بدوام كامل ·· بل يعطينا الفرصة باختيار الأمور التي نهتم بها ونود الحصول على خبرة فيها ·· كما أنه يعطينا حرية اختيار الوقت المناسب لجدولنا ·· وبصراحة لا أشجع العاطلين فقط بالاشتراك في ''تكاتف'' بل حتى العاملين (إن وجدت لهم فرصة مناسبة حتى لو كان ليوم واحد في الأسبوع) لكي نرتقي بهذا المجتمع ونمد يد المساعدة لمن يحتاجها· ورغم أن هذه المؤسسة ما زالت وليدة وفي بداية الطريق إلا أنها وبصراحة اخترقت حاجز المستحيل واختصرت مدة التميز التي تصل إليها الشركات في سنوات ·· وظهرت بصورة مشرفة منذ انطلاقتها ·· لذا نتمنى لها المزيد من التقدم والإنجازات والعطاء الذي لا ينضب ولا يجف·· وبصراحة تذكرت صديقة لي كانت دائماً تقتطع جزءا من وقتها وتقوم بمثل هذه المساعدات الإنسانية في مختلف القطاعات وكانت تتمنى أن تكون هناك جهة تتولى مثل هذه الأمور ·· وتقدم التوعية والتثقيف للشباب بمدى أهمية الوقت الذي يضيعونه فيما لا طائل منه ·· لذا فرحت جداً بولادة (توطين) وعزت وجود هذه المؤسسة لنفسها (ماخذه مقلب) وتضاعفت جهودها في مجال المساعدة حتى أنها فكرت بالتقاعد وتخصيص وقتها كله لهذا البرنامج الذي يرسم السعادة على وجوه الكثيرين· جميل منها هذا الشعور ··· والأجمل أن يبادر الجميع إلى إنجاح هدف هذه المؤسسة الرائعة· أفراح جاسم Afrah.jasem@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©