الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لافروف وكلينتون يتفقان على العمل لإيجاد حل للأزمة السورية

لافروف وكلينتون يتفقان على العمل لإيجاد حل للأزمة السورية
8 ديسمبر 2012
عواصم (الاتحاد، وكالات) - أفادت تصريحات نشرت في موسكو أمس، بأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إنه «لا يوجد سوى بصيص أمل» في إيجاد حل للأزمة السورية، وذلك بعد محادثات أجراها مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دبلن الليلة قبل الماضية. بينما أعلن الإبراهيمي أنه هو وكلينتون ولافروف اتفقوا على وضع عملية سلام على أساس اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها في اجتماع «مجموعة العمل الدولية» بنهاية يونيو الماضي، برعاية الموفد الدولي العربي السابق كوفي عنان. ووصف مسؤول في الخارجية الأميركية مباحثات دبلن الثلاثية بشأن الأزمة السورية بأنها كانت «بناءة»، مبيناً أن «الخطوة التالية ستكون اجتماعاً في الأيام القليلة المقبلة بين الإبراهيمي ومسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا لمناقشة تفاصيل المضي قدماً بهذا الجهد، الأمر الذي أكده لافروف، مشيراً إلى اجتماع تكميلي مع الموفد المشترك خلال أيام». وقال لافروف «اتفقت روسيا والولايات المتحدة على أن يلتقي خبراؤنا في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي ومسؤوليه لطرح الأفكار وتبادل الآراء حول كيفية المضي قدماً نحو التوصل لحل». وأضافت نسخة من تصريحات لافروف صادرة عن الخارجية الروسية أنه قال «لن أقدم تكهنات متفائلة، ولكنني سأقول إنني وجدت أنه من غير المبرر رفض طلب الإبراهيمي عقد اجتماع. وتشارك الولايات المتحدة في هذا الموقف». وأضاف «لننتظر ما سيسفر عنه هذا». وكرر لافروف كلام الإبراهيمي، وقال إن المحادثات ستستند إلى إعلان جنيف الذي تم الاتفاق بشأنه في اجتماع عقد نهاية يونيو الماضي وشاركت فيه قوى عالمية بجانب موسكو، ودعا إلى حكومة انتقالية في سوريا. وتابع «الإبراهيمي يتفهم أن فرص النجاح ليست مئة بالمئة، لكنه يرى أنه يمكن مشاركة روسيا والولايات المتحدة في محاولة تحديد ما يمكن فعله لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف». ونشب خلاف آنذاك بين موسكو وواشنطن حول ما يعنيه اتفاق جنيف بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، حيث قالت كلينتون إن الاتفاق أشار إشارة واضحة إلى أنه يجب أن يتنحى، بينما نفى لافروف ذلك. وأوضح لافروف أن روسيا مستعدة لمحادثات بناءة، لكنه لم يقدم إشارة إلى تراجع موسكو عن موقفها بأن مصير الأسد يجب ألا تحدده قوى خارجية، وأن خروجه من السلطة يجب ألا يكون شرطاً مسبقاً لإجراء حوار سياسي في سوريا. وقال «تدرك روسيا والولايات المتحدة لأسباب مفهومة، مسؤوليتهما الخاصة تجاه الأمن الدولي، وأكد الإبراهيمي هذه النقطة على وجه الخصوص». وأمس، دعت كلينتون في بلفاست بأيرلندا الشمالية، كلاً من لهم نفوذ في سوريا إلى العمل معاً. وقالت خلال مؤتمر صحفي إن «كل من له نفوذ، أياً كان على العملية من بيننا، أي تأثير على النظام أو على المعارضة، عليه أن يعمل إلى جانب الإبراهيمي بهدف القيام بعمل مشترك صادق، لرؤية ما هو ممكن في مواجهة تطور الوضع على الأرض» بسوريا. وأوضحت الوزيرة الأميركية أن محادثات دبلن مع لافروف والإبراهيمي لم تؤد إلى تحقيق «اختراق»، ولكن من غير المقرر عقد اجتماعات أخرى. وأضافت «الوضع في سوريا يزداد خطورة، ليس فقط بالنسبة للسوريين، وكذلك بالنسبة لجيرانهم». وقالت كلينتون في بلفاست أمس، إنه لا يوجد أحد تساوره أوهام بشأن مدى صعوبة التوصل لحل للأزمة في سوريا. وأضافت أنها ولافروف ملتزمان بدعم جهود جديدة يبذلها الإبراهيمي من أجل عملية انتقال سياسي تم الاتفاق عليها بموجب إعلان جنيف. وذكرت كلينتون في المؤتمر الصحفي «كان اجتماعاً مهماً لكنه كان مجرد بداية»، ووصفت التطورات على الأرض بأنها «خطيرة للغاية». وتابعت قائلة «لا أظن أن أي شخص يعتقد أن هناك انفراجة كبيرة.. لا يمكن لأي أحد أن يتصور صعوبة ذلك، لكننا جميعاً نحتاج إلى المشاركة مع الإبراهيمي من أجل جهود مشتركة ومخلصة.. تدعم الولايات المتحدة الشعب السوري في إصراره على أن تسفر أي عملية انتقال عن سوريا موحدة وديمقراطية يمثل فيها جميع المواطنين... مستقبل من هذا النوع لا يمكن أبداً أن يتضمن الرئيس الأسد». وأعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في أن يكون قبول لافروف دعوة الإبراهيمي لإجراء المحادثات مؤشراً على رغبة جديدة لدى موسكو، الحليف القوي لدمشق، في بحث سبل زيادة الضغط على الأسد للاستقالة. وكانت موسكو وقعت على خطة جنيف المؤلفة من 6 نقاط ووضعها عنان، لكنها تراجعت فيما بعد أمام تحرك الأمم المتحدة لفرض عقوبات في حال رفضت سوريا تنفيذ الخطة. ويأتي لقاء دبلن وسط مخاوف متزايدة من استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية لردع المعارضة. وأمس، اعتبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية ضد معارضيها سيكون «جريمة مشينة بحق الإنسانية»، وذلك خلال مؤتمر صحفي بعد زيارة لمخيم للاجئين السوريين في مدينة الإصلاحية التركية الحدودية. وقال بان كي مون بعد زيارة المخيم «ليست لدينا تقارير مؤكدة بهذا الشأن»، مضيفاً «إذا كان هذا صحيحاً، فإنها ستكون جريمة شائنة في حق الإنسانية». وطالب بان كي مون القوى العالمية ومجلس الأمن الدولي بالوحدة واتخاذ إجراء لإنهاء الصراع في سوريا، قائلاً «الحل السياسي وحده بوسعه وقف إراقة الدماء. داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى الاتحاد والقيام بتحرك حاسم لإنهاء الصراع في سوريا. كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم يد المساعدة للشعب السوري. وقال «أدعو المجتمع إلى عدم التجاهل فيما يعاني الشعب السوري». كما طالب بان كي مون لدى زيارته مخيم الزعتري في الأردن للاجئين السوريين أمس، قبل انتقاله إلى تركيا، المجتمع الدولي بمزيد من المساعدات الإنسانية لمئات آلاف اللاجئين السوريين، معتبراً أن حجم المساعدات حتى الآن لا يتناسب مع عددهم. وقال المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحفي عقب جولة قصيرة لمخيم الزعتري الذي يأوي نحو 45 ألف لاجئ سوري «أدعو مجدداً المجتمع الدولي، خاصة دول المنطقة لتوفير المساعدة الإنسانية وبشكل عاجل». وأشار كي مون إلى أن نداء الأمم المتحدة من أجل المساعدة الإنسانية للسوريين، حصل فقط على نصف التمويل اللازم، فيما تضاعف عدد اللاجئين إلى 3 أضعاف، محذراً من أن «أي تصعيد خطير في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة كبيرة للاجئين» في دول الجوار. وفي سياق متصل، دعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس، العالم إلى التحرك قبل وقوع «كارثة» استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية، وذلك في بيان تلاه رئيسه جورج صبرا في باريس. وقال صبرا «إننا نطلب من دول العالم أن تتحرك قبل وقوع الكارثة لا بعدها، نطلب منهم التحرك على الفور لمواجهة هذا السفاح». أضاف «نطلب أفعالاً لا أقوالاً فقط، نطلب تحركاً جدياً لا تحذيرات فحسب»، وذلك في إشارة إلى التحذيرات الدولية المتكررة للأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية. وحذر رئيس المجلس الوطني، وهو جزء أساسي من الائتلاف المعارض، من أن استخدام النظام مخزونه من الأسلحة الكيماوية «خطر لن يقتصر على سوريا وجوارها المباشر، بل سيمتد صداه ليحدث خللاً في منظومة الأمن العالمي». من جانبه، أعلن سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر غروتشكو في تصريح نقلته وكالات الأنباء الروسية، أن سوريا أكدت أنها ليست لديها «أي نية» باستخدام أسلحة كيماوية في مواجهة تقدم المقاتلين المعارضين، رداً على أسئلة وجهتها إليها موسكو. وبدورها، دعت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس، دمشق إلى توقيع اتفاقية حظر هذه الأسلحة، مبدية «قلقها الكبير» من احتمال استخدام الأسلحة المذكورة في سوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©