عقيل الحـلالي (صنعاء) - أحبطت أجهزة الأمن اليمنية، أمس الجمعة، محاولة فرار 21 إرهابيا من عناصر تنظيم القاعدة من السجن المركزي في مدينة عدن جنوبي البلاد. وقال مصدر أمني لموقع وزارة الدفاع اليمنية، إنه “تم اكتشاف وإحباط محاولة فرار الإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة قبل يوم واحد من موعدها”، مشيراً إلى أن سجناء تنظيم القاعدة “قاموا بحفر نفق في أحد حمامات عنبر السجن” المركزي في حي “المنصورة”، وسط المدينة.
وأوضح المصدر أن سجناء التنظيم المتطرف خصصوا أحد حمامات السجن “لإخفاء الرمال المستخرجة من النفق”، وقال إن “الإرهابيين كانوا على وشك إكمال حفر النفق” أمس الجمعة، إلا أن “يقظة رجال الأمن والجيش المكلفين بحراسة السجن” أحبطت محاولة الفرار، لافتا إلى أن تشكيل لجنة من أجهزة أمنية مختلفة “للتحقيق في محاولة هروب السجناء”. يذكر أن 23 من كبار قيادات تنظيم القاعدة فروا من سجن الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء في العام 2006، بعد أن قاموا بحفر نفق طويل تحت باحة السجن.
من جانب اخر تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الجمعة، في العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإقالة نجله الأكبر من قيادة أقوى فصائل الجيش المقسوم منذ أواخر مارس العام الماضي على وقع انتفاضة شعبية طالبت بالتغيير. واحتشد المتظاهرون في ساحات عامة فيما سمي بـ”جمعة الغضب الثوري”، في إشارة إلى تصعيد احتجاجاتهم للضغط على الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، بإقالة قائد قوات “الحرس الجمهوري”، العميد ركن أحمد علي عبدالله صالح، وابن عمه، العميد يحيى محمد صالح، الذي يشغل منصب أركان حرب قوات الأمن المركزي.
وهتف آلاف المحتجين في صنعاء، تجمعوا في شارع الستين الشمالي، حيث منزل الرئيس الانتقالي، “يا هادي بقي اثنين.. اقلعهم تحصل أجرين”، “أرحلوا يا بلطجية يا أعداء الجمهورية”، و”برع برع يا فلول. الظالم حتما يزول”.
ورفع متظاهر لافتة كُتب عليها “نطالب الرئيس (المصري) مرسي بإقالة أحمد علي. لأن رئيسنا لم يقدر”، فيما رفع آخرون لافتة كتب عليها “نطالب مرسي بإصدار قرار جمهوري لإقالة أحمد علي. مابش فائدة من عبدربه”. وذكر موقع إخباري إلكتروني موال لحزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، أن هذه العبارات “نكاية” بالرئيس هادي، الذي لم يستجب لمطالب المحتجين بعزل نجل صالح.
وحث المحتجون الذين يعتقد أن غالبيتهم ينتمون إلى حزب “الإصلاح”، على ضرورة تحقيق كافة أهداف ثورتهم التي اندلعت شرارتها منتصف يناير 2011، وهتفوا “يا شباب الجمهورية.. شدوا روح الثورية”، و”قولوها بأعلى صوت إما النصر وإما الموت”. كما رددوا هتافات ضد الرئيس السابق، وتوعدوا بمحاكمته بتهم قتل مئات المحتجين المدنيين في خضم انتفاضة العام الماضي، التي أجبرت صالح على التنحي، نهاية فبراير، وفق اتفاق لنقل السلطة حصل بموجبه على “حصانة” من الملاحقة القضائية.
وطالب خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، الرئيس هادي بعزل أبناء وأتباع صالح، وقال إن “الثورة التي أطاحت بالراقص على رؤوس الثعابين، لكنها لم تطح بالثعابين”، حسب قوله. كما طالب بإطلاق سراح المعتقلين في السجون الأمنية على ذمة أحداث 2011، مشددا على ضرورة إخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء لتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني، المزمع إطلاقه بداية العام المقبل. ودعا خطيب صلاة الجمعة “الثوار” إلى العودة للعمل الثوري لاجتثاث “بقايا” النظام السابق، واتهم صالح بالوقوف وراء عمليات تفجير أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء، ونشر الفوضى والجماعات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد.
إلى ذلك، تعرضت أبراج الكهرباء في محافظة مأرب القبلية (شرق)، حيث المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائي، لعمل تخريبي تسبب بخروج المحطة عن الخدمة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في صنعاء وأغلب مدن البلاد. وقال مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة، لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن مجهولين ألقوا “خبطة حديدية” على خطوط نقل الكهرباء في منطقة “وادي عبيدة”، وسط مأرب، ما أدى إلى خروج محطة مأرب عن الخدمة، مشيرا إلى أن هذا “العمل التخريبي” تزامن مع قيام فرق فنية تابعة لمؤسسة الكهرباء بإصلاح خطوط نقل الكهرباء في منطقة “نهم”، شرق العاصمة، كانت قد تعرضت، الأربعاء، لعمل تخريبي.
عدد اليوم
