الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دار زايد» تستشرف مستقبل «العربية» على ألسنة غير الناطقين بها

«دار زايد» تستشرف مستقبل «العربية» على ألسنة غير الناطقين بها
19 ديسمبر 2013 09:20
هالة الخياط (أبوظبي) - انطلقت أمس فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها «تجارب وطموحات». وركزت الفعاليات من خلال 10 أوراق بحثية عرضت أمس في 3 جلسات على مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتقنيات تعليمها وتقويمها، والإطار التاريخي والنظري لتعليمها. وهدف المؤتمر الذي تنظمته دار زايد للثقافة الإسلامية، وتنتهي فعالياته اليوم إلى تعزيز مكانة اللغة العربية؛ كونها جزءاً مهماً من الهوية الوطنية لدولة الإمارات وباعتبارها اللغة الرسمية لنصف مليار نسمة على مستوى العالم، فضلاً عن استعراض الجهود والتجارب المختلفة في تطوير المناهج والأساليب المطبقة في تعليم اللغة للناطقين بغيرها، ومناقشة المتطلبات العلمية والمعايير الدولية لرفع كفاءة تعليمها، وتحديد متطلبات تطوير أساليب تعليمها، وفق التطورات في تكنولوجيا التعليم والاتصال الشبكي وتقنيات التعلم الإلكتروني. وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكدت الدكتورة نضال الطنيجي مدير عام دار زايد للثقافة الإسلامية، أن الدار تتطلع من خلال المؤتمر إلى الاستفادة من جهود وتجارب جهات مختلفة اختصت بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والاطلاع على أحدث المستجدات لتطوير المناهج والوسائل التعليمية والأدوات والأساليب ومناقشة الجهات المختلفة حول قضايا وتحديات في تعلمها وتعليمها. وأوضحت الطنيجي في المؤتمر الذي حضره الدكتور فاروق حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي، ومحمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن هذه الأهداف تأتي استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتأكيده أن العملية التعليمية وبقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمي المختلفة، نراها اليوم في تحد مستمر ومتصاعد، الأمر الذي يتطلب العمل الدؤوب في تطوير المناهج ووضع الخطط الرامية إلى تحقيق المستوى المطلوب في مواكبة تسارع التطور التقني واستيعاب مستجدات التكنولوجيا الحديثة. الجلسة الأولى وتناولت الجلسة الأولى، موضوع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها (الإطار النظري والتاريخي)، وشارك فيها الأستاذ الدكتور محمود الناقة أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس عضو مجمع اللغة العربية، والدكتور صائل شديد أستاذ مساعد في كلية التقنية العليا بأبوظبي، والدكتور فكري عبد المنعم النجار محاضر في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الشارقة، وأدار النقاش الدكتور صبحي البستاني أستاذ قسم اللغة العربية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية. وقدم الدكتور الناقة مخططاً إجرائياً لإعداد كتاب أساس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين، والذي جاء بمثابة خارطة الطريق للراغبين في إعداد كتب أساسية لتعليم العربية، وهي خارطة مفتوحة ومتنوعة بإمكان توظيفها بالشكل الذي يراه مناسبا للفئة المستهدفة من التعليم. وأكد الدكتور الناقة أن الكتاب التعليمي هو الأساس والعمود الفقري للعملية التعليمية حتى وإن توافرت كافة العناصر الأخرى، من معلم ومنهج ومناخ فعال، مشيراً إلى أن هناك أوجه قصور عديدة في المواد التعليمية الموجودة حاليا، وأن الأمم والشعوب تبذل جهوداً كبيرة لتعليم لغاتها وتوفير مواد تعليمية فاعلة لهذا الغرض، كما أن معظم معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تبحث عن أفضل الصور لإعداد كتاب أساس لتعليم اللغة. واستعرض الناقة الفكرة والأهداف والخطوات التي قامت عليها عملية إعداده للمخطط الإجرائي الخاص بإعداد كتاب أساس لتعليم العربية للناطقين بغيرها، بدءا من تحديد الفئات المستهدفة، انتقالاً إلى المهارات المطلوب تعلمها، والأهداف من تعليم اللغة للناطقين بغيرها. كما تحدث حول المحتوى اللغوي للكتابة والمواد المصاحبة له، ووضع مقومات وأسس وضوابط تتعلق بالتناول التربوي للمحتوى الكتاب، كما تطرق لكيفية التناول الفني للكتاب. وأكد أهمية هذا المخطط، خاصة وأنه نتج بعد كم من الدراسات والمراجعات، منوهاً بأن تحليل أجري لأكثر من 107 من الكتب المتعلقة بتدريس العربية لغير الناطقين بها، والتي تم جمعها من أماكن مختلفة عدة، أعطت عملية تحليل محتواها نتائج صادمة في تعاملها بشكل غير صحيح مع عملية تعليم اللغة بل وبعضها حمل هجوما على الثقافة العربية، لذا فإن هذا المخطط يسهم في تلاشي تلك السلبيات، ويسهم في تقديم كتب تعلم ذات جودة وقيمة عالية. وأكد الدكتور الناقة أن مجمع اللغة العربية كان يناقش مؤخرا كيفية أهمية بناء اختبار الكفاءة العربية على غرار اختبارات الكفاءة الدولية للغات الأجنبية العالمية، مؤكدا أن هذا أمر يحتاج لمؤسسات وتمويل كبير جدا، ومن الضروري أن يكون هناك تكاتف على مستوى العالم العربي لتحقيق هذا الإنجاز، وعمل كتاب تعلم أساسي لدعم توصيل اللغة العربية للآخر وتعزيز مكانتها. مناهج اللغة العربية من جانبه، تحدث الدكتور صائل شديد حول “مناهج العربية لغير الناطقين بها الاستراتيجيات والطرق”، مشيراً إلى أن اللغة العربية من أوائل اللغات العشر الأكثر شيوعا في العالم، كما أن انتشارها السريع والكبير يضاهي في بعض الأحيان انتشار اللغة الانجليزية، مدللاً على ذلك بتوضيح أن عدد متعلمي اللغة العربية في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي ارتفع بنسبة 126 في المائة وهي نسبة عالية جدا. وأشار شديد إلى أن أهمية اللغة العربية ترجع لكونها لغة حضارة وثقافة ورغم مرورها بمراحل ضعف خاصة على مستوى العلوم والتدريس، إلا أنها لا تزال موجودة، كما أنها لغة أجنبية دولية ومعتمدة عالميا، إضافة لكونها لغة دينية. وتطرق للحديث حول العولمة ومناهج اللغة العربية لغير الناطقين، مؤكدا ضرورة عدم تجاهل واضعي تلك المناهج دور العولمة عند إعدادهم لمحتوى المناهج التعليمية، لأننا نتعامل مع متعلم يعيش في زمن العولمة، لذا يجب مراعاة عدة جوانب في هذا المجال وتشمل التعدد الثقافي الذي فرضته العولمة. وفي الوقت ذاته، أكد أهمية تحديد ما نأخذه من ثقافة الآخر كذلك الاهتمام بالتعدد الاجتماعي، فالمنهاج يجب ألا يغيب الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه المتعلم، أيضا الهوية العربية يجب أن تكون واضحة في المناهج ليدركها الآخر، والأهم أننا بحاجة لأن يكون لدينا مفهوم واضح للهوية العربية لتضمينه في المناهج، أيضا جانب الهيمنة والسيطرة، فنحن نريد مناهج بعيدة عن فكرة الهيمنة على الآخر. وقال شديد إن المناهج يجب أن تكون تكاملية بحيث يكمل كل منها الآخر، وأيضا الاهتمام بتكريس الاتجاهات الإيجابية، بما يشجع الآخر على دراسة اللغة العربية، وأيضا الوسطية الإسلامية، بحيث تكون المناهج مطروحة لكل من يريد دراستها عالميا، لذا يجب أن نقدم خلالها مفاهيم إسلامية عالمية تتوافق مع الإنسانية والبشرية جمعاء، فيجب فهم طبيعة العقول التي يتم مخاطبتها، وأن نكون مدركين لطبيعة تفكيرهم العقلاني والعاطفي. من جانبه، قدم الدكتور فكري النجار شرحا تفصيليا حول الخطاب اللغوي في مقررات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وذلك في ضوء التطبيق على “سلسلة أحب العربية “ كنموذج. واستعرض خلال حديثه كيف أن تعليم اللغة العربية للآخر بدأ جهوده من القديم والصعوبات التي كانت تواجه المسلمين والعرب الأوائل لنقل هذا الموروث اللغوي. وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم “معرض الخط العربي”، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث يبرز المعرض فن الخط العربي بمنزلته الرفيعة المميزة إلى جانب تعبيره الفني الجمالي، وتنوعت لوحات لمعرض بين فنون الخط المختلفة الديواني والفارسي والكوفي والثلث والرقعة والنسخ والمضفر، ويشارك فيه عدد من الفنانين والخطاطين من جنسيات غير عربية بلوحات فنية يمزج فيها كل فنان روائع إبداعاته الخطية والزخرفية. عالمية اللغة في محاضرة إلكترونية دولية دبي (الاتحاد) - نظّمت “جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية” محاضرة إلكترونية استجابةً لمبادرة مؤسّسة محمّد بن راشد آل مكتوم “بالعربيّ” الرامية إلى إحياء الدور الاعتباري للغة العربية كلغة عالمية نابضة بالحياة. شهد المحاضرة أعضاء الهيئة التدريسية والموظفون من مختلف الجنسيات، ومجموعة من المؤسسات التعليمية الدولية عبر تقنية البثّ الحيّ “ويبينار”. وتناول الدكتور طلال محمد الدرويش، مسؤول دار النشر و”مركز التعريب وسلامة البرامج” في الجامعة، عالمية اللّغة العربيّة وأهميتها العالية بكل ما تحمله من جماليات الأسلوب وقوة الوظائف التعبيرية والأدبية والعملية بوصفها أداة حيوية في النهضة الحضارية، لافتاً إلى المساهمة الفاعلة للّغة العربيّة في الثقافة العالمية لا سيّما وأنها تمثل الهوية الوطنية لأكثر من 400 مليون نسمة في العالم. وقدّم الدرويش أمثلة عن الأثر المباشر للّغة العربيّة عموماً في أوروبا والعالم ابتداءً من القرن الخامس الميلاديّ على صعيد العلوم والآداب واللّغات الأوروبيّة وغير الأوروبّيّة، كاشفاً عن جواهر اللّغة وأسرارها، وعن مدى اقتباس اللّغات الأخرى من روح العربيّة ومدى تأثرها بالمقابل ببعض اللّغات الحية. من جانبه، أوضح الدكتور منصور العور، رئيس “جامعة حمدان بن محمّد الإلكترونية”، أنّ أهمية اللغة العربية تكمن في كونها لغة أصيلة نابضة بالحياة وقادرة على مواكبة الحاضر والمستقبل. وأشار العور إلى أنّ دعم مبادرة “بالعربيّ” يأتي تماشياً مع الجهود الحثيثة الرامية إلى تشجيع استخدام اللغة العربية كأداة أساسية في التعليم والبحث العلمي والعالم الافتراضي. ولفت إلى أنّ “جامعة حمدان بن محمّد الإلكترونية” لطالما كانت سبّاقة في تجسيد تطلعات القيادة الرشيدة إلى خدمة اللّغة العربية بعيداً عن الأنماط التقليديّة الّتي كانت ولا تزال أحد أسباب عزوف الجيل الجديد عن اللّغة الأم وانصرافهم عن نتاج المبدعين العرب. المشاركون من 15 دولة شارك في مؤتمر أبوظبي الدولي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بدورته الأولى باحثون مختصون من أكثر من 15 دولة، ناقشوا محاور تتعلق بعملية تعلم وتعليم اللغة بمكوناتها المختلفة، اللغة وثقافتها، والمناهج والمقررات في ضوء الأطر المختلفة، والأساليب والوسائل والاتجاهات الحديثة، والتجارب والأبحاث وجهود المراكز والمعاهد والجامعات. ويعد المؤتمر فرصة لالتقاء الباحثين والأكاديميين لاستقصاء التطورات واستكشاف الجديد في مجال تعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ولتسليط الضوء على المساهمات المحلية والدولية في تعليم اللغة العربية فيما يتعلق بالمناهج وأساليب التدريس والأغراض المختلفة ومناقشة الإسهامات المتميزة في مجال تعليم اللغات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©