الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رسالة غربية للمعارضة السورية للقبول ببقاء الأسد!

رسالة غربية للمعارضة السورية للقبول ببقاء الأسد!
19 ديسمبر 2013 18:26
عواصم (وكالات) - كشفت مصادر في المعارضة السورية أمس عن تلقي رسالة من دول غربية مفادها أن محادثات السلام التي ستجري في سويسرا 22 يناير المقبل والمعروفة باسم «جنيف 2» قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، وان الأقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية. في وقت كشف السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد «ان الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخرا وقامت بالاستيلاء على مستودعات أسلحة للجيش الحر رفضت طلبا للاجتماع مع مسؤولين أميركيين من دون ذكر الأسباب». وقالت مصادر المعارضة لـ»رويترز» «إن رسالة الدول الغربية (لم تحددها بالاسم) التي نقلت إلى أعضاء قياديين في الائتلاف الوطني المعارض أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي في لندن، سببها اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش الحر قرب حدود تركيا». وقال عضو كبير بالائتلاف «أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة المتشددين على سوريا»، وأضاف مشيرا إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام المقبل «البعض حسبما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه». وقال دبلوماسيون وأعضاء كبار بالائتلاف إن التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة المتشددين يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للانتفاضة، لكن في الوقت نفسه يضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الأمم المتحدة بأي تحرك ضد الأسد مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في سبتمبر بعد اتهامه لقوات الأسد باستخدام الغاز السام. وكان الائتلاف المعارض وافق على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الأسد عن الساحة فورا. لكن دبلوماسيا من الشرق الأوسط قال «إن زعماء المعارضة يجب ان يتبنوا أفكارا خلاقة لاسيما فيما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الأسد في مواقع حيوية»، واضاف «حتى يتسنى التوصل الى اتفاق في جنيف يجد قبولا لدى الولايات المتحدة وروسيا سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في ادارة انتقالية بها وجود قوي للعلويين..الأسد قد يبقى رئيسا أو لا يبقى لكن سلطاته ستتقلص على الأقل»، وتابع «انه اذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا». وقال مسؤول ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الاميركيين «ان واشنطن وروسيا تعملان فيما يبدو على وضع إطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن لضمان عدم إنزال العقاب بطائفتهم ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم القاعدة مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه لها الدعوة للانضمام الى جيش تعاد هيكلته». وانتقد المعارض المسؤولين الاميركيين والأوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للأسد في مستقبل سوريا دون ان يوضحوا كيف سينتهي دوره، وقال «حتى اذا تم تهميش الأسد ورأس سني سلطة انتقالية فلن يكون له سلطان لأنه لا واشنطن ولا موسكو ترغب في انهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الأمن». وقال مسؤول غربي رفيع «ان روسيا والولايات المتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت». وقال آفاق احمد وهو مسؤول سابق في الاستخبارات السورية تحول إلى صفوف المعارضة قبل عامين وعلى اتصال بمسؤولين أميركيين وروس «ان موسكو ترغب ان يقود علوي الجيش في أي عملية انتقالية»، وأضاف «ان روسيا ليست متمسكة بالأسد لكن الابقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة لها لأنها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم المتشددين». وأضاف «ان الحل السياسي يجب ان يكون تدريجيا ويتضمن قيادة جماعية، وانه اذا تأكد العلويون من انه لا تهديد لحياتهم وممتلكاتهم فانهم سيقبلون برحيل الأسد والصف الأول من قادته العسكريين». وما تحدث عنه التقرير، اكده ضمنيا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال في تصريحات امس «ان موضوع مكافحة الخطر الإرهابي في سوريا وفي الشرق الأوسط برمته، سيكون اهم المسائل الأساسية التي سيبحثها مؤتمر جنيف 2»، واضاف «يبدو لي أن هناك إدراكا أن مكافحة الخطر الإرهابي يمثل المهمة الرئيسية التي تتطلب تنسيق جهود المجتمع الدولي، كما سيكون هذا الموضوع من المسائل الرئيسية التي سيبحثها المؤتمر الذي نأمل في أن يعقد في مونترو يوم 22 يناير المقبل». وأعرب لافروف عن قلقه مما وصفه بـ»الإرهاب العابر للقارات في سوريا»، وشدد على أن المجموعات المسلحة التي تنشط في سوريا تمثل خطرا رئيسيا ليس على سوريا فحسب، بل وعلى منطقة الشرق الأوسط برمتها. وقال «إن الإرهابيين في سوريا يحاولون لبس أقنعة مختلفة ويطلقون على أنفسهم جبهة إسلامية ويزعمون أنها غير مرتبطة بتنظيم القاعدة، لكن يتبين أن الوضع مختلف تماما عندما نحقق فيه». واضاف «أن هؤلاء لا يقبلون بمبدأ تعايش مختلف الطوائف». داعيا الحكومة السورية والمعارضة الى توحيد الجهود من أجل مكافحة الخطر الإرهابي، باعتباره العقبة الرئيسية التي تعرقل تسوية الوضع. وأكد لافروف من جهة ثانية أن موسكو متمسكة بتنفيذ جميع العقود الموقعة مع سوريا في مجالي الاقتصاد والتعاون العسكري-التقني، وقال «إن جميع العقود التي تم توقيعها سارية ويجري تنفيذها»، وأضاف «أن الأوضاع الميدانية في مناطق سورية تؤثر على تنفيذ بعض العقود في المجال الاقتصادي، لكن يجري تنفيذ العقود الاقتصادية في الأماكن حيث يسمح الوضع بذلك». الى ذلك، يشارك الائتلاف السوري المعارض في اجتماعات تمهيدية تعقد اليوم الخميس في جنيف بين الروس والاميركيين، كما يجتمع مع كل طرف على حدة، ويعقد اجتماعات رسمية مشتركة غدا الجمعة للبحث في تحضيرات «جنيف 2». وقال مصدر سياسي ان الوفد سيكون برئاسة احمد الجربا رئيس الائتلاف الذي كان قام مساء امس بزيارة الى اربيل لبحث مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر «جنيف 2». من جهة ثانية، اكد السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد في مقابلة مع قناة «العربية» ان الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخرا في سوريا رفضت الاجتماع مع مسؤولين اميركيين، وقال غداة اعلان وزير الخارجية جون كيري ان اللقاء مع الجبهة ممكن «ان الجبهة رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك»، واضاف «نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا». وعلقت الحكومة السورية على ذلك بالقول «ان إعلان الولايات المتحدة عزمها إجراء محادثات مع الجبهة الاسلامية مناقض لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمكافحة الارهاب». واضاف الناطق باسم وزارة الخارجية «إن هذا الموقف المستهجن يؤكد فشل الولايات المتحدة في تشكيل وفد يمثل مختلف أطياف المعارضة لحضور مؤتمر جنيف ويتناقض مع التعهدات الدولية بعد السماح بمشاركة التنظيمات الارهابية في أعمال المؤتمر». وشدد على ان الحكومة السورية التي أكدت استعدادها للمشاركة في المؤتمر والمساهمة في نجاحه لا ترى مبررا قانونيا ولا أخلاقيا لمشاركة هذه التنظيمات المتورطة بسفك دم السوريين في المؤتمر. .السعودية تهدد بالتحرك وحدها ضد سوريا وايران واشنطن (أ ف ب) - حذر السفير السعودي في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز أمس من أن سياسات الغرب حيال ايران وسوريا تنطوي على مجازفة خطيرة، وقال في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» «لا يمكننا لزوم الصمت والوقوف مكتوفي الأيدي، والمملكة على استعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة». وقال السفير السعودي مشيرا الى دعم ايران لدمشق «إنه بدل أن يواجهوا الحكومتين السورية والايرانية، فان بعض شركائنا الغربيين امتنعوا عن القيام بتحركات ضرورية ضدهما»، وأضاف «أن الغرب يسمح لأحد النظامين أن يستمر وللآخر أن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية». واعتبر أن المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع ايران قد تضعف عزيمة الغرب على مواجهة كل من دمشق وطهران، وتساءل «ما هي قمة السلام حين يصنع مع مثل هذه الأنظمة؟». وأكد أن السعودية لا خيار أمامها سوى أن تصبح اكثر حزما في الشؤون الدولية، واكثر تصميما من أي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمس الحاجة إليه». وانتقد السفير السعودي الغرب لتمنعه عن تقديم مساعدات حاسمة الى مقاتلي الجيش السوري الحر والمعارضة السورية عموما. واكد ان افضل وسيلة للتصدي لتنامي نفوذ المتطرفين في صفوف المعارضة هي بدعم أبطال الاعتدال فيها. وكتب انه «من السهل للبعض استعمال تهديد القاعدة باأعمال إرهابية كحجة للتردد أو لعدم التحرك»، مؤكدا «أن الوسيلة لتحاشي تمادي التطرف في سوريا وفي أماكن أخرى يكون بدعم الاعتدال ماليا وماديا ونعم عسكريا اذا تطلب الأمر ذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©