بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء: دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير كافة القوى السياسية اللبنانية الى اجتماع غير رسمي قد يعقد في اواخر يونيو في فرنسا لتشجيع استئناف الحوار بينها،حيث سارعت قوى المعارضة والموالاة الى الترحيب بالدعوة· وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية دوني سيمونو إن المؤتمر سيعقد ''مكان نرغب في إبقائه سريا''· واضاف ''الامر لا يتعلق بأي شكل من الاشكال ببديل عن الحوار بين اللبنانيين· كما لا يتعلق الامر بتنظيم مؤتمر دولي جديد''· وقال سيمونو إن ''الهدف الوحيد من الاجتماع هو مساعدة اللبنانيين على الالتقاء في ما بينهم في اطار إيجابي وبعيد عن الانفعالات يمكن أن يسمح، بحسب ما نأمل، بإجراء هذا الحوار''· وأوضح أن ''الاجتماع ليس مخصصا لاتخاذ قرارات ولحسم نقاط معينة''·
وفي بيروت رحبت قوى سياسية عدة في الموالاة والمعارضة بدعوة فرنسا الى اجتماع غير رسمي على اراضيها لحل الازمة السياسية المستمرة منذ نحو سبعة اشهر، بينها تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري، أحد اقطاب الاكثرية، والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والمنضوية ايضا في إطار قوى 14 مارس والتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون، احد اركان المعارضة· وأكد النائب حسن حب الله من ''حزب الله''، القوة الاساسية في المعارضة، أن حزبه ''يتعامل بإيجابية مع أي مبادرة من أية دولة صديقة او شقيقة تعمل على إخراج لبنان من الأزمة''· إلا أنه أوضح أن الحزب يعتبر أن ''الاساس لأي حل سياسي هو ضمان شراكة حقيقية وفعالة للقوى السياسية · المهم ليس مجرد اللقاء''· وأكد مصدر في حركة امل المعارضة أن الحركة التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري تتعاطى بإيجابية مع الدعوة· وقال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ''نرحب بالمطلق بأية دعوة الى الحوار''، مذكرا بأن قوى 14 مارس ''تدعو منذ اشهر الى معاودة الحوار''·
الى ذلك كشف النقاب في بيروت عن خلافات محتدمة بين اقطاب فريق ''قوى 14 مارس'' حول الاولويات المطروحة لإنقاذ لبنان من الهاوية التي تردى اليها وإمكانية الخروج من الأزمة السياسية المتفاقمة بأقل الخسائر الممكنة·
واكدت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات الدبلوماسية التي يقودها السفراء السعودي عبد العزيز خوجة والايراني محمد رضا شيباني والفرنسي برنار ايمييه والاميركي جيفري فيلتمان لـ''الاتحاد'' بأن التوافق الدولي والعربي على قيام حكومة وحدة وطنية تعطى فيها المعارضة الثلث الضامن (19+11) بلغ مرحلة متقدمة، رغم العراقيل التي تحاول بعض أطراف ''قوى 14 مارس'' وضعها امام الحل· وأكدت أن قيام هذه الحكومة بات امراً ملحاً ولا تراجع عنه· واوضحت المصادر أن فريق ''14 مارس'' يتجه الى التسليم بحكومة وحدة وطنية وقد يعلن موقفه النهائي والرسمي بشأنها اوائل الاسبوع المقبل، اما المعارضون لهذا التوجه فقد يخرجون الى المعارضة السياسية·
ولفتت المصادر الى أن ''القوات اللبنانية'' التي تخشى تقلصاً في الحضور والنفوذ داخل السلطة، تسعى الى نسف المبادرة السعودية - الايرانية - الفرنسية ·
عدد اليوم
