الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الملعب المحايد

19 ديسمبر 2011 23:22
هل إقامة مباريات مسابقة كبيرة ومهمة على الصعد كافة، مثل كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بمدرجات خالية من الجماهير، يصب في مصلحة هذه البطولة الغالية، ويتناسب مع الاهتمام الكبير بمبارياتها تنافسياً وجماهيرياً ؟ وهل مبرر ما يسمى بتكافؤ الفرص الذي ترفعه لجنة المسابقات شعاراً لها يعد كافياً للتغاضي عن حلول، من شأنها أن تساهم في زيادة عدد الحضور الجماهيري، في هذه المباريات، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار شكوانا المستمرة من العزوف الجماهيري؟. الملعب المحايد قاعدة لا ينم تطبيقها، سوى عن تجاهل تام لأهمية الحضور الجماهيري في المباريات، فعندما يكون لزاماً على جماهير كلا الفريقين قطع 100 كيلو متر، لحضور المباراة، فمن الطبيعي أن تكون المدرجات خالية، وهذا ما لا تقبل به الاتحادات والروابط الكروية الحريصة على الحضور الجماهيري في مبارياتها، وفي إسبانيا وإيطاليا مثلاً تقام مباريات الكأس بنظام الذهاب والإياب في حين أن مسابقات الكأس التي تقام بنظام الخروج من مباراة واحدة، كما هو الحال في إنجلترا والسعودية، تقام على ملعب أحد الفريقين، حرصاً على الحضور الجماهيري الذي سيكون في أسوأ الأحوال من جمهور المدينة التي تستضيف اللقاء. “وهم” عدم تكافؤ الفرص ليس له وجود، وإجراء القرعة يعني أن الفرص متكافئة بالضرورة، فاللعب على ملعبك أو خارجه لا يختلف في شيىء عن تحديد الفريق الذي تقابله، والمجموعة التي تقع فيها. وعندما نعرف الفارق الكبير في نسبة الحضور الجماهيري بيننا وبين مسابقات هذه الدول، فمن حقنا أن نتساءل ألسنا نحن الأحوج للتخلي عن هذا النظام غير الاحترافي. مشكلتنا تكمن في تمسكنا بمفاهيم بعيدة عن المنطق، من قبيل أن المشجع المخلص والجمهور المثالي، هو ذلك الذي يلحق بفريقه في كل مكان، أو عندما نتحدث عن المنتخب نقول إن الوطنية تحتم على المشجع أن يتواجد في أي ملعب، وهذا الكلام الجميل الذي يفيض عاطفة وحماساً بعيد عن الواقع، فمشاهدة كرة القدم، وتشجيع فرقنا هو في الأساس نشاط ترفيهي وليس “فرض عين”!، وحضور المباريات الرياضية، المعني به بشكل أساسي سكان المدينة التي تقام بها المباراة، ولهذا حددت الأعراف الدولية نسبة 5 في المائة لجمهور الفريق الضيف، وهذه النسبة القليلة، لم توضع كما يعتقد البعض لحرمان الفريق الضيف من المؤازرة، ولكن في المقام الأول للربح المادي، لأن قسمة الملعب لن تساهم في بيع المزيد من التذاكر، وكذلك لضمان حق جمهور المدينة في الترفيه والاستمتاع بهذه المباراة التي تحتل مكاناً في أجندته. ظروف القرعة التي أوقعت فريقين من مدينة دبي في مواجهة بعضهما البعض، كانت بمثابة الإنقاذ للشكل الجماهيري المتواضع لهذا الدور الحاسم والمشتعل من المسابقة الغالية، ولكن الاستمرار في نظام الملعب المحايد، لا يعني سوى أننا لانزال نعيش في براثن الهواية مغمضين أعيننا عما يجري حولنا، متمسكين بحجج واهية ليس لها علاقة بالرياضة والاحتراف، فها هي لجنة المسابقات نقلت مباراة النصر وبني ياس إلى ملعب الوحدة دون تطبيق مبدأ التكافؤ المزعوم!. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©