عواصم- وكالات الأنباء: أعلنت أذربيجان أمس أنها مستعدة لبدء مفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة بشأن اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأميركي جورج بوش استخدام محطتــــها للرادار كنــظام دفاع صاروخي مشترك بدلاً من نشر نظام الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية وسط شكوك أن تقبله أميركا·
وكانت محطة ''قابالا'' للرادار (200 كلم شمال باكو) التي وضعت في الخدمة عام 1984 مستخدمة من القوات العسكرية السوفيتية في بادئ الامر اذ كانت اذربيجان جزءاً من الاتحاد السوفيتي حتى عام ،1991 ومذاك تؤجرها باكو للجيش الروسي·
وصرح وزير الخارجية الاذربيجاني المار ماميدياروف لصحفيين في باكو بأن ''موقف اذربيجان المدعوم من روسيا والولايات المتحدة يتمثل في ضرورة اجراء مفاوضات ثنائية اوثلاثية، واذربيجان مستعدة لاجراء هذا النوع من المشاورات، لأن ذلك سيـــساهم في استقرار المنطقة''·
وكشف أن باكو أجرت اتصالات ''أولية'' مع واشنطن بهذا الشأن، وأكد أن المشروع لن يضر بعلاقات اذربيجان مع ايران المجاورة التي تعتبرها واشنطن مصدر خطر محتمل يجب التصدي له بنشر صواريخ مضادة للصواريخ، وأوضح ''لا أعتقد أن هذه المسألة ستعقد علاقاتنا مع هذا البلد اوذاك''·
من جانبه، قال إمام إيراني بارز: إن صواريخ إيران لن تمثل أبداً تهديداً لأوروبا، وقال محمد إمامي كاشاني خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران أمس: ''لماذا نهدد قارة نتمتع معها بعلاقات تعاون سياسية وتجارية طيبة؟ وبالإضافة إلى ذلك فإن ديننا وعقائدنا تمنعنا من هذا التحرك الغريب''، وتابع ''إنه لمن المدهش أن تستخدم دول أخرى كذريعة لتنفيذ خطط فاسدة''·
وفي ردود الفعل الغربية، اشاد أمين عام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر باقتراح بوتين دون أن يبدي رأياً بشأنه، وأوضح في تصريحات خلال نقاش نظمته دائرة ابحاث في بروكسل ''لست تقنيا لكني اعتقد ان التحديد الجغرافي مختلف عن الخيارات التي وضعتها الولايات المتحدة''، في اشارة الى المشروع الاميركي الذي تعارضه روسيا بشدة لنشر رادار في تشيكيا و10 صواريخ مضادة للصواريخ في بولندا·
واضاف من السابق لاوانه القول: اذا كان رادار اذربيجان قادر على الاضطلاع بتلك المهمة ومجابهة التهديد، اعتقد أنه قريب نوعاً ما من الدول المارقة التي نفكر فيها، واعتقد أنه من المفيد دائماً ان يجري الرئيسان بوش وبوتين مباحثات بناءة بهذا الشأن''·
وأعرب زعماء تشيك عن مزيد من التحفظات بشأن العرض الروسي، وأكدوا أنه لم يوقف المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وجمهورية التشيك، وصرح نائب رئيس الوزراء الكسندر فوندرا وهو أحد مؤيدي ادرع الأميركية بأن احتمال استخدام رادار أذربيجان لا يمكن أن يكون بديلاً للمنشأة المقرر إقامتها في تشيكيا·
ورحب معظم المسؤؤلين التشيك بتخلي روسيا عن رفضها لاقامة الدرع الصاروخية، لكن أبدوا حذرهم بشأن العرض الروسي باستخدام رادار في أذربيجان، وقال باسم الحكومة توماس كلفانا: ''إننا سعداء للغاية بأن الرئيس بوش نجح في إقناع الرئيس بوتين بشأن الحاجة إلى نظامه''·
ووصفت ألمانيا عرض بوتين بأنه ''إشارة للحوار وإزالة التوتر''، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية في برلين'': إن الاقتراح يستحق دراسة متأنية وتجنب التقديرات المتعجلة حتى يتم ذلك·
عدد اليوم
