الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة فترة الامتحانات فن يحترفه الأهل ويجني ثماره الأبناء

إدارة فترة الامتحانات فن يحترفه الأهل ويجني ثماره الأبناء
9 ديسمبر 2012
ينصح أخصائيون وتربويون بتجنب بعض السلوكيات السلبية خلال فترة الامتحانات، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، ليعيش الطالب خلال هذه الفترة ضغوطات نفسية كبيرة تتمثل في جمع الدروس وتراكمها، وإدارة الوقت بطريقة غير احترافية، ما ينعكس على النتيجة النهائية للامتحان، حيث يشعر الطالب بأنه محاصر بالمواد الدراسية من جهة، ومن الأسرة من جهة أخرى نتيجة المراقبة الشديدة من جانب الأهل، وفي الوقت ذاته تعيش الأسرة الحالة نفسها من القلق والترقب، رغبة منها في أن يزيد الطالب من تركيزه في دروسه، وأن يقوم باستذكارها جيداً ويحصل على أفضل النتائج. (أبوظبي) - يعتبر إعلان حالة الطوارئ فجأة في البيت لأن الامتحانات على الأبواب، وما يصاحبها من قلق وتوتر خوفا على مستقبل الأبناء، شيء مرفوض لأن هذه المشاعر السلبية تنتقل إلى الأبناء وتؤثر على درجة تركيزهم، وهو ما تؤكده الدكتورة إيمان صديق، استشارية تربوية وخبيرة تدريب، مشيرة إلى بعض السلوكات المرفوضة التي تؤثر سلبا على الطالب وتعطي نتيجة عكسية. دور الأسرة حول تعامل الأهل من الأبناء في فترة الامتحانات، تقول صديق إن الكثير من أولياء الأمور يفتقرون إلى ثقافة التعامل مع فترة الامتحانات، فما أن يهل هذا الموسم حتى يتحول البيت إلى رعب وقلق وتوتر، لأن هؤلاء الآباء يفتقدون أبسط مقومات هذه الثقافة، فبدلا من الهدوء في التعامل مع هذه الفترة المؤقتة يسيطر عليهم القلق والتوتر وينقلون ذلك إلى أبنائهم. وتضيف «الكثير من الآباء لا يعرفون متطلبات البيئة الملائمة للاستعداد للامتحانات مثل توفير نوعية معينة من الإضاءة في البيت وأعداد نوعيات من الطعام، وتلافي أسباب الضوضاء الناتجة من استقبال الضيوف والتلفزيون، وتنظيم وقت الأبناء، بحيث يكون هناك وقت محدد للمذاكرة وآخر للنوم وثالث لتناول الوجبات والراحة». وحول هدر بعض الطلبة الوقت ومحاولة تعويض ذلك في فترة الامتحانات، تقول صديق «من الملاحظ أن بعض الآباء والأبناء يهدرون الوقت طوال العام ثم يكتشفون أن الامتحانات على وشك البدء، ولا يكون لديهم متسع من الوقت للحاق بما فاتهم، فيغلب على جميع من في البيت التوتر والقلق، والمشكلة الأكبر أن معظم الآباء لديهم أحلام كبيرة بحصول أبنائهم على علامات عالية، لكن في المقابل يهدر الأبناء الوقت، ولا يبذلون الجهد، والنتيجة مزيد من القلق والتوتر. ومن الأشياء المهمة التي تنعكس بشكل إيجابي على الأبناء خلال فترة الامتحانات أن يشعروا بوجود جو مثالي في البيت، وأن الحياة تسير بشكل هادئ بين الأب والأم، وأن البيت بيئة مناسبة للمذاكرة وأنه لا يوجد ضغط أو تعنيف أو ضرب أو تخويف كما يفعل بعض الآباء أيام الامتحانات». وعن أهمية تغيير الأسر لنظرتها للامتحانات، تقول صديق «على الأسرة أن تغير نظرتها إلى الامتحانات، واعتبارها فرصة طيبة لنغرس في أبنائنا ما نريد من قيم إيجابية مثل: الاستعداد للامتحان من بداية الدراسة، وأن بذل الجهد طوال العام الدراسي يوفر عليهم الكثير من المعاناة أيام الامتحانات، وينبغي التأكيد على مسألة مهمة، وهي ضرورة التزام الهدوء وتجنب التوتر الزائد، سواءً من جانب الطالب أو الأسرة، فراحة البال والهدوء من العوامل المساعدة على اجتياز فترة الاختبارات بشكل جيد، ويقع على عاتق الأسرة والوالدين بالأخص دور كبير في مساعدة أبنائهم على اجتياز تلك الفترة، ففي كثير من الأحيان يكون قلق الابن وتوتره هو انعكاس لقلق أحد الوالدين أو كليهما، فبعض الآباء والأمهات. ولأسباب كثيرة، يشعرون بالقلق والتوتر وقت الامتحان، وربما لحرصهم وخوفهم الزائد على ولدهم، فإذا بالطفل يلتقط هذه المخاوف ويتبناها». الحد من القلق حول أسباب قلق الامتحانات، تقول صديق «هي نتيجة اضطرار الأبناء للتحضير لجميع المواد في وقت قصير، وضغوط الآباء عليهم للحصول على علامات كاملة، والإجابة عن جميع الأسئلة، ورغبة الأبناء بالحصول على الدرجات العليا، حيث يقارن الآباء بين الإخوة، كما إن الآباء يريدون أن يكون لأبنائهم مهن ناجحة وحياة مريحة مستقبلاً، لذلك لا يتوانوا عن الضغط عليهم حتى يشعر الأطفال بالضجر، وتمتلئ عقولهم بالأفكار السلبية، والآباء بذلك ينسون أن كل شخص يولد ولديه مهارات ومواهب خاصة به، ما يجعل الأطفال يشعرون أنهم لن يحصلوا على نتائج ممتازة حتى لو بذلوا أقصى جهودهم»، لافتة إلى أنه من المهم للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلباً أو إيجاباً في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، ففي فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية، وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات، وعلى الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيداً، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات، حيث إن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابناً يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية له، فإذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة». ونظرا للمؤثرات الخارجية التي تلهي الطلاب فترة الامتحانات وتشغلهم عن المذاكرة، تنصح صديق «يجب على الأسرة أن تعي خطورة وسائل الترفيه الموجودة في البيت خلال فترة الامتحانات من ألعاب الفيديو والتلفزيون والإنترنت، وهذه الوسائل لا يجب أن تمنع كلياً، لكن يجب أن يتم تقنين استخدامها من قبل الأسرة حتى لا يصاب الأبناء بالضيق والملل من المذاكرة، أما النقطة الخطيرة في فترة الامتحانات فهي أن بعض الأسر تلجأ إلى العنف ضد الأبناء من أجل دفعهم إلى المذاكرة، وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، فالعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة، بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفا من العقاب، فذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي سيتلقاه في حالة الفشل، والمطلوب بدلاً من العنف الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل». وتتابع «أنصح الآباء باستخدام أسلوب المكافأة وهو أسلوب تربوي يؤتي ثماره، فوعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأتي بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة بينهم، ويترتب الدور الأكبر في الأسرة على الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء، وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات، والتي تمثل منعطفا مهما في حياة الطالب، خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية من التعليم، ويتم ذلك من خلال تجهيز مكان خاص للمذاكرة يشترط فيه توفر الأجواء الصحية اللازمة، وأن يكون بعيدا عن الضوضاء وأجهزة التسلية، وإبعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة كالعصائر، وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقدهم التركيز ويؤدي بهم إلى النعاس داخل قاعة الامتحان، والإكثار من فترات الراحة حتى لا يتم إرهاق جسده ونظره بكثرة المذاكرة». إرشادات مفيدة تقدم صديق مجموعة من إرشادات يمكن الاستعانة بها لمواجهة فترة الامتحانات ومن أهمها «تهيئة الأبناء على مدار العام الدراسي لاستقبال فترة الامتحانات، وعدم إبداء مظاهر الخوف والقلق قدر الإمكان، والحرص على تدعيم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخ أو ضغط، وتجنب المبالغة في قدراتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم خاصة أمام الآخرين، ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية، والامتناع عن مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق بشكل يحبطهم ويعيق إنجازهم، وعدم فرض طموحاتكم عليهم دون النظر إلى ميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم، بل يجب مراعاة هذه الميول والرغبات والإمكانيات، تشجيع الأبناء ومساعدتهم على دراسة المواد التي يعانون صعوبات منها، والحرص على عدم إرهاقهم وتكليفهم بأعباء منزلية غير ضرورية، وبدء الاستعداد للامتحان في وقت مبكر، والدراسة اليومية، وعدم الانتظار حتى آخر لحظة، ما يمنح الطفل الثقة بنفسه وقدراته على تجاوز الامتحانات بتفوق، ومساعدة الطفل على وضع مخطط زمني أو جدول للدراسة يشعره بالراحة، وتقلل من تحصيله، وتجنب وتهديد وتخويف الطفل كأن تقول له «إذا لم تحصل على علامة كاملة فسأفعل كذا، وأحرمك من كذا قضاء الوقت الكافي مع الطفل، وإبداء الاهتمام بدراسته، ومعرفة ما لديه من صعوبات لمساعدته على الفهم ما يشعره بأن كل شيء يسير على ما يرام، وأنه لا داع للقلق حول الامتحانات خاصة في المواد التي يعاني من ضعف فيها، التشجيع والدعم، وتجنب الصراخ والعصبية مع الطفل إذا اظهر ضعفاً في بعض المواد، مما يسبب له الإحباط، فالغضب والصراخ سيجعله غير قادر على التركيز، وقد يصاب الطفل بالمرض نتيجة القلق والخوف، وتوفير الدافعية بشرح فوائد الحصول على علامات جيدة، بالنسبة لمستقبله، وتوضيح أنه يمكن ألا يحصل على علامات عالية في هذا الامتحان وفي الوقت نفسه غرس الثقة في نفسه بأنه قادر على العمل بجد لتحقيق نتائج أفضل، وتوفير بيئة صحية لخلق فرق في التحصيل من حيث توفير المكان المريح للدراسة، والإضاءة الجيدة، والهدوء، والتدفئة إذا لزم الأمر، وإبعاد الإخوة الأصغر عن مكان الدراسة، كذلك الحرص على حصول الطفل على فترات راحة واسترخاء، والتغذية الصحية الجيدة، ووقت نوم كافٍ، كما يجب أن تذكري الابن بالتوكل على الله وقراءة بعض الأذكار والآيات القرآنية خلال توجهه للامتحان كي يشعر بالسكنية والطمأنينة لأن التوتر قد يخلق عنده شعوراً بعدم القدرة على التركيز والإجابة بشكل جيد». أغذية تساعد على التركيز التغذية تلعب دورا مهما في زيادة قدرة الأبناء على التركيز أثناء المذاكرة، وتاليا أهم الأطعمة التي تساعد الأبناء على المذاكرة والتركيز والتذكر في فترة الامتحانات، وهي: سلطة الملفوف إذ تعتبر السلطات بشكلٍ عام مهمة جدا ومغذية للغاية، ولكن سلطة الملفوف تقلل من التوتر. والليمون، حيث يعتبر شرب الليمون مهماً للطلبة أثناء الامتحانات لزيادة مناعة الطالب أما الأناناس فهو يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين سي وهو مفيد جداً للأبناء. كما أن الجزر يعتبر من النباتات التي تساعد على تنشيط عملية التمثيل العضوي، ومن ثم تحسين الأداء في المذاكرة. كما إن اليانسون يساعد على تنشيط الذاكرة، وهو يساعد الطالب على استرجاع المعلومات أثناء المذاكرة بسهولة. ويساعد الكمون في تحفيز الخلايا العصبية. والزنجبيل يساعد الدم على التدفق بسهولة أكبر للمخ وبالتالي يبقى الطالب أكثر نشاطاً وحيوية. وتعتبر المكسرات بأنواعها المختلفة مفيداً جدا لتقوية الأعصاب وزيادة التركيز. ومن العناصر المفيدة جداً وينصح بإعطائها للأبناء خلال فترة الامتحانات، الأسماك والتي تتميز بغناها بعنصر الفسفور وأحماض أوميجا 3، وبالتالي فهي مفيدة جدا للطلاب في فترة الامتحانات والمذاكرة وخلال كل الأوقات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©