الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

25 شاباً إماراتياً في بعثة بيئية تستهدف توثيق التنوع الحيوي

25 شاباً إماراتياً في بعثة بيئية تستهدف توثيق التنوع الحيوي
9 ديسمبر 2012
في رحلة تعتبر الأولى من نوعها في الإمارات انطلق 25 شابا إماراتيا من مختلف إمارات الدولة، وكانت بداية رحلتهم إلى محمية جزيرة صير بونعير في عرض الخليج العربي، حيث شاركوا في البعثة العلمية البيئية الأولى التي نظمها مركز الإمارات للخدمات البيئية، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة. ويعد هدف المركز من خلال هذه المبادرة، نشر مفهوم جديد للسياحة والسفر لأجل البحث والتوثيق، حيث يمكن أن يقوم من خلاله السائح بملاحظة التنوع الحيوي، ودوره في التوازن البيئي على كوكب الأرض، كما يتعرف على المخاطر التي تهدد هذا التنوع الحيوي وسبل رعايته والمحافظة عليه، وأيضا إيجاد طرق وأساليب بديلة للترفيه دون الإضرار بالموارد الطبيعية للبيئة. موزة خميس (دبي) - يقول أحمد الهاشمي المدير التنفيذي لمركز الإمارات للخدمات البيئية: تندرج هذه الرحلات أو البعثات ضمن مجموعة من البعثات البيئية والتي ينوي المركز تسييرها سنويا، ضمن مبادرة بعثات الإمارات البيئية إلى مواقع مختلفة محليا وعالميا، لأجل الوقوف على التنوع الحيوي، ويعد تحقيق أهداف هذه المبادرة أمرا ليس بالسهل، لأننا نحتاج بلا أدنى شك إلى الدعم والمشاركة من المؤسسات المختلفة، ولذلك فنحن في مركز الإمارات للخدمات البيئية، نوجه الشكر لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة لتعاونهم في تنظيم هذه البعثة. مرح وتعلم يضيف الهاشمي: أيضا من ضمن الجهات التي شاركت في دعم البعثة شركة تطوير حقل زاكوم «زادكو» ومركز سكوبا تك للغطس، ومؤسسة الملتقى لتنظيم الفعاليات لرعايتهم المادية والعينية للبعثة وأنشطتها، وكل الأعضاء الذين انضموا بذلوا الجهد والوقت من أجل إنجاح البعثة وتحقيق أهدافها المرجوة، وقد تنوعت الأنشطة ما بين المغامرة والمرح والتعلم، حيث توجد متعة خلال دراسة التنوع الحيوي على الجزيرة، من خلال برامج أعدها مختصون وباحثون في مركز الإمارات للخدمات البيئية، وذلك وفق معايير الجمعية العالمية للسياحة البيئية، وفور وصول الفريق إلى الجزيرة التحق المشاركون في مسابقات مختلفة للعمل الجماعي. ويكمل الهاشمي قائلا: خلال الرحلات أو البعثات البيئية يمكن أن نركز على دراسة بعض الطيور، وقد قمنا بمتابعة طائر الخرشنة خلال إحدى الجولات الميدانية، في ظل جولة استكشافية لمراقبة الطيور، وقد ساهمت الفرق الاستكشافية في تسجيل تزاوج وتكاثر طيور الخرشنة، ويطلق على الطائر محليا اسم «الخشاش»، وأيضا النورس أسود الرأس وهو الذي يطلق عليه محليا اسم «أم صنين»، وهي طيور تزور الجزيرة في فصل الربيع للتزاوج والتكاثر. كما شاركت الفرق في رصد العديد من أعشاش السلاحف البحرية، على شواطئ الجزيرة الرملية، كما تم تقديم شرح عملي عن طرق رصد أعشاش السلاحف، والتي تمت متابعتها من خلال جولة ليلية. ثروة طبيعية هائلة ويوضح الهاشمي قائلا: بالإضافة إلى روح الاستكشاف والمغامرة التي تميزت بها البعثة، فقد وفرت البعثة البيئية الأولى فرصة لمناقشة القضايا البيئية المختلفة مع المسؤولين، والذين تحدثوا خلال الزيارة إلى المشاركين في جلسة حوارية نوقشت فيها الجهود التي تبذلها حكومة الشارقة، من أجل تطوير محمية جزيرة صير بونعير وغيرها من المحميات في الإمارة، خاصة أن الجزيرة تم تصنيفها كمحمية طبيعة منذ عام 2000، وتعتبر ثروة طبيعية هائلة إذ أنها وجهة سنوية لأكثر من 360 سلحفاة بحرية تقصد الجزيرة لبناء أعشاشها ووضع بيوضها. ويضيف الهاشمي: من خلال الدراسة والمتابعة وجدنا أن السلاحف تتجه إلى هذه الجزيرة بشكل فطري، إذ تعتبر الموطن الأصلي لها، بالإضافة إلى ذلك فإن المياه الضحلة التي تحيط بالجزيرة، تعد موطنا خصبا للكثير من الشعاب المرجانية وأصناف من الأسماك، وقد ساعدت الباحثين مؤخرا على اكتشاف 6 أنواع جديدة من الشعاب المرجانية، التي لم تكن معروفة سابقا في منطقة الخليج العربي، والحياة البحرية أحد كنوز جزيرة صير بونعير. وفي ذات الوقت هناك أسراب كثيرة من أصناف الطيور تبني أعشاشها وتسكن الجزيرة، مع باقي الحيوانات كالغزلان والقنافذ، ومما يثير الدهشة تربة هذه الجزيرة فهي تتدرج بين 7 أنواع مختلفة، تتراوح ألوانها بين الأحمر الداكن والأصفر الفاتح تبعا لما تحتويه من معادن. بناء المخيم البحري ويوضح سعيد السعيدي، مشارك من إمارة عجمان في هذه البعثة العلمية البيئية الأولى، قائلا: برنامج المسير البيئي كان من أكثر البرامج متعة وإفادة، حيث تجول المشاركون في الجزيرة مشيا على الأقدام، مصطحبين عدتهم اللازمة من حقائب النوم والمصابيح الضوئية، وأيضا حقائب الإسعاف الأولية والمناظير، وغيرها من الأدوات اللازمة لاستكشاف الجزيرة، ولأجل رصد التنوع البيئي عليها بأسلوب علمي آمن، وانتهى المسير بنصب المشاركين مخيمهم البحري وقاموا بإعداد وجبة العشاء قبل أن يشاركوا في ورشة فلكية لرصد النجوم وبعض الكواكب، باستخدام المناظير الفلكية الإلكترونية. ويؤكد سعيد: انقسمنا إلى مجموعات بعضها لأجل بناء المخيم البحري والبعض لتحضير الوجبات، ولكن المتعة الأصلية لم تكن في توافر الطعام والوجبات، بقدر استمتاعنا برؤية التنوع الحيوي على الجزيرة، كما تمكنا من ملاحظة وتسجيل التنوع الحيوي في البيئة البحرية، وخاصة تلك القابعة تحت سطح البحر، وذلك بعد أن شارك الحضور في دورة غطس قدمها الكابتن عبدالله شهيل من مركز سكوبا تك للغطس، والتي هدفت إلى تعلم تقنيات الغوص بالمعدات والمهارات اللازمة، لاستكشاف قاع البحر والتنوع الحيوي الذي يمتاز به. ورش ودورات تفاعلية يقول عبدالعزيز العبيدلي رئيس البعثة: برنامجنا كان غنياً بالدورات وورش العمل التفاعلية مثل دورة الطيور في الإمارات، وطرق مراقبتها ورصد أصنافها ومسارات هجرتها، والتي قدمها الأستاذ أحمد آل علي مدير إدارة المحميات الطبيعية بهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، بالإضافة إلى دورتي الموارد الساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والممارسات الخضراء في حياة الأفراد واللتين قدمهما باحثون من مركز الإمارات للخدمات البيئية. وقد حرصنا على أن يبدأ المشاركون فور وصولهم إلى جزيرة صير بونعير بمثل هذه الأنشطة والمسابقات، حتى تساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة التي تعمل على تشكيل فرق استكشافية، تقوم بملاحظة وتوثيق التنوع الحيوي في أي مكان يمكن أن تشد إليه الرحال لأجل البحث والدراسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©