الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتباس الحراري.. نتاج ممارسات جائرة تؤدي إلى الكوارث الطبيعية

9 ديسمبر 2012
دبي (الاتحاد) - يشكل الاحتباس الحراري، وهو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض، قضية سياسية تم تداولها في الكثير من المؤتمرات الدولية، وكان العالم الفيزيائي تندل أول من اكتشف الظاهرة عام 1863، ثم في عام 1896 أخبر سفانت ارهينيوس العالم السويدي أن الوقود المحترق سوف يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي ستزداد درجة حرارة الأرض، ولا يزال العالم حتى اليوم لم يستطع أن يتوقف عن الإساءة للأرض التي يعيش عليها، بسبب المطامع التي تتأجج في كيانه، وحبا في الثروة والمال ولا يهم كيف تكون صحته أو صحة عائلته نتيجة لتلك الممارسات الجائرة. اليوم لم تعد هناك قضية بيئية واحدة فقط، وقد خرج العلماء بمجموعة من النتائج بعد أبحاث ودراسات كثيرة وسنوات طويلة من البحث، حيث وجد أيضا أن من أسباب الاحتباس الحراري، أن الأرض تئن تحت وطأة الغازات الملوثة مثل المازوت وثاني أكسيد الكربون، وكثير من الشركات والمصانع الملوثة للبيئة ناسبها الاستنتاج الذي يقول إن الاحتباس الحراري سببه فترات ساخنة تمر بالكرة الأرضية مستشهدين بالفترات الجليدية في القرن 17 و18 في أوروبا، لتتهرب تلك الجهات من مسؤوليتها تجاه كوكب الأرض، طمعا في المزيد من المكاسب المادية دون اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تنص عليها القوانين حماية للبيئة. البروفيسور حميد مجول النعيمي نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، من كثيري البحث والمشاركات في المداخلات المتعلقة بالأرض والكوارث التي تحدث فيها، وأيضا بعلوم الفضاء، وقد تحدث قائلا: شهد العالم في العقد الأخير من القرن الماضي أكبر موجة حرارية شهدتها الأرض منذ قرن، حيث زادت درجة حرارتها 6 درجات مئوية، وذلك يعني أن ثمة تغيرا كبيرا في مناخها لا تحمد عواقبه، وخصوصا مع تزامن المجاعات والحرائق والتصحر بالإضافة للفيضانات والكوارث، وذلك ما جعل العلماء يصابون بالانزعاج الكبير، حتى أنهم سارعوا لعقد المؤتمرات سعيا وراء الحد من الظاهرة، التي باتت تؤرق الضمير العالمي، ولخطورة الوضع التي يمر به كوكب الأرض، وللمرة الأولى في تاريخ مجلس الأمن الدولي، تم مناقشة تغير المناخ وما ينطوي عليه من خطر محتمل على استقرار العالم، حيث أصبح يشكل خطر كبيرا، في ظل تزايد مخاطر الأعاصير، كما كان إعصار جونو أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة على بحر العرب منذ 1977، وقد بلغت ذروته بعد التكون أي سرعة دورانه إلى 260 كم في الساعة في 3 يونيو 2007، وصاحبه ارتفاع في أمواج البحر على سواحل عمان إلى 12 مترا، مع ظهور تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية. ويكمل الدكتور النعيمي موضحاً: علما بأنه إعصار نادر الحدوث فهو يضرب بحر العرب كل ثلاث سنوات تقريبا، ولكنه سريع التلاشي وقد كان الأعنف والأشد في المرة السابقة، حيث وصلت سرعة الرياح المرافقة للإعصار إلى 175 كم/ساعة، علما بأنه تحرك من سواحل سلطنة عمان الشرقية إلى الشمال باتجاه سواحل الإمارات الشرقية، ومن ثم سواحل إيران الجنوبية الشرقية إلى أن تلاشى، وقد وصل إعصار جونو هذه المرة إلى الفئة القصوى من الأعاصير، أما أسباب تلك الكوارث فهي حسب تحليل العلماء، من مختلف مراكز الأبحاث، هو ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يؤدي إلى اتجاه تصاعدي في القوة التدميرية للأعاصير، نتيجة ذلك الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع حرارة كوكب الأرض. ويضيف النعيمي: بالطبع للاحتباس الحراري علاقة ملحوظة بالنشاط الإنساني وبعض المخلفات الصناعية والتكنولوجية والتي أحدثت تلوثا واضحا في الجو، ما أدى إلى زيادة المعدلات الحرارية في طبقات الغلاف الجوي، وقد ارتبطت هذه الزيادة بالثورة التكنولوجية والصناعية، ومن الأسباب علميا هو احتواء الغلاف الجوي الأرضي على غازات مختلفة مثل النتروجين والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون والميثان، بالإضافة على بخار الماء وهذه الغازات لها تأثير مباشر على حرارة الغلاف الجوي الأرضي، وتقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء، التي تبعث من سطح الأرض كانعكاس لأشعة الشمس الساقطة على الأرض، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة الحرارة في معدلها الطبيعي. ويؤكد النعيمي قائلاً: نتيجة التقدم الصناعي والتكنولوجي واستخدام مختلف أنواع المواصلات والاعتماد على مشتقات الوقود مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق هذا الوقود لإنتاج الطاقة واستخدام غازات الكلوروفلور كربونات التي تنتج غازات بكميات تفوق ما يحتاجها الغلاف الجوي، أدى ذلك إلى احتباس الحرارة على سطح الأرض ضمن الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، ولارتفاع درجات الحرارة، ومع تزايد انبعاثات تلك الغازات وتراكمها في الغلاف الجوي الأرضي بمرور الزمن، ظهرت بعض الآثار السلبية، ومنها ارتفاع درجة حرارة مياه سطح المحيطات التي أدت إلى زيادة في عدد وقوة الأعاصير، وحدوث تغيرات جوية عاصفة ومنها تكرار العواصف الشديدة وخاصة الرعدية العنيفة، حيث يقوم الارتفاع الحراري في المحيطات الاستوائية بتغذية الأعاصير والزوابع الشديدة والمدمرة، ويحدث ذوبان للثلوج وتناقص وجودها وسمكها في القطبين الشمالي والجنوبي، خلال العقود الأخيرة، كما أن هناك زيادة في الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم، ومن ذلك أيضا انتشار وتوسع الأمراض المعدية مثل الملاريا والإيدز وجنون البقر وأنفلونزا الطيور وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©